يبدو أن الحرب الكلامية بين رئيس الاتحادية محمد روراوة ومدربه البوسني حاليلوزيتش تسير نحو التصعيد والأيام القادمة قد تحمل التجسيد الميداني على أرضع الواقع بإقالة البوسني الذي لم تعجب خرجته على أمواج القناة الإذاعية الثالثة روراوة، الذي سيتخذ العديد من الإجراءات في القريب للعاجل وسيتحرك في كل الاتجاهات لإيجاد حل لهذه المشكلة التي طفت إلى السطح، وأصبحت الشغل الشاغل لمتتبعي الكرة المستديرة في الجزائر وحتى خارجها، فتكذيب البوسني لكل ماقاله رئيس الاتحادية كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وقطعت التيار بين الرجلين ومن غير المستبعد أن يلقى المدرب نفس المصير الذي عرفه سنة 2010 عندما أهل كوت ديفوار إلى المونديال وتابع رفقاء دروغبا من وراء الشاشة. روراوة في قمة الغضب وهدد بنشر عقد البوسني على موقع الفاف بحسب مقربين من رئيس الفاف، فإن هذا الأخير لم يتحمل تصريحات حاليلوزيتش أول أمس وخاصة تكذيب ما قاله في منتدى قناة «دزاير» حين أكد روراوة أن العقد المبرم مع البوسني يتضمن بندا يجبره على تأهيل الخضر إلى الدور الثاني من المونديال وهو ما رد عليه بتهكم كبير وسخرية من مستوى الخضر ومن كلام رئيس الفاف الذي أكد حتى استعداده لنشر العقد الذي يربط حاليلو بالاتحادية الجزائرية وتأكد الجزائريين من كل بنود العقد. إقالة البوسني باتت أقرب والقرار يلزمه عدة تحضيرات بعد أن كان رحيل حاليلوزيتش عن الخضر قبل المونديال مجرد تخمينات وكلام عابر، يبدو أنه الآن أصبح قريبا جدا إلى الأمر الواقع وكل المؤشرات الحالية تؤكد أن الرحيل أقرب من أي وقت مضى إلى الواقع، خاصة في ظل الصراع الذي دخل فيه مع المسؤول الأول عن الاتحادية الذي لا يريد التسرع في إصدار قرار الإقالة في حق مدربه قبل مشاورة العديد من الأطراف ومن أهمها ممول الفاف الذي يتكلف بأجرة حاليلوزيتش وتلقي موافقته بالتعويضات المالية التي سينالها والتي ستصل إلى 720 ألف أورو وهو مبلغ يعادل أجرة ستة أشهر التي لا تزال في عقده مع الفاف، دون نسيان موافقته أيضا على تمويل راتب المدرب الجديد الذي قد يتقاضى أكثر مما يتقاضاه حاليلو حاليا، وحتى اللجوء إلى الجهة السياسية وارد جدا بما أن البلاد مقبلة على فترة حساسة قبل المونديال ورورارة لا يريد أن يتحمل مسؤولية إقالة البوسني لوحده. أي قرار لن يتخذ قبل عقد المكتب الفدرالي بما أن رئيس الفاف سيكون بعيدا عن الجزائر لقرابة الشهر كاملا بسبب التزاماته على مستوى الكاف المعنية بتنظيم كأس إفريقيا للمحليين «الشان» وتواجده في جنوب إفريقيا منظمة الدورة، فإن هذا يعني أن انعقاد اجتماع للمكتب الفيدرالي طيلة شهر جانفي غير ممكن ومن المنتظر أن يكون في شهر فيفري القادم وهو الاجتماع الذي سيتقرر فيه مستقبل حاليلو مع الخضر، خاصة إذا علمنا بأن روراوة أكدها مسبقا أنه منح مدربه مهلة لغاية بداية فيفري للرد على مقترحه بتجديد عقده من عدمه، قبل أن تتطور الأمور بين الرجلين في الاتجاه السلبي وأصبح الحديث حاليا عن إقالة المدرب قبل المونديال أكثر من تجديد عقده بعد نهاية مغامرة رفقاء القائد بوقرة بلاد السامبا. حاليلوزيتش سيدفع تعويضات في حالة الاستقالة الحرب الكلامية بين الرجلين اللذين ذرفا الدموع بعد تأهل الخضر للمونديال والتي كان البوسني المتسبب فيها بنسبة كبيرة في ظل خرجاته المتكررة بأنه يملك العديد من العروض المالية لا تقارن بما يتقاضها مع الخضر وحديثه في كل مرة عن تأهيلنا إلى المونديال ولغته الانهزامية قبل كأس العالم بستة أشهر جعلت رئيس الفاف المعروف عنه قلة الكلام والرزانة يرد على البوسني الذي رد هو الآخر بالثقيل إدراكا منه أن الفاف ستعوضه في حال قررت إقالته، في حين هو الآخر لن يستقيل من منصبه لأنه مجبر على دفع تعويضات للفاف تقارب ستة أشهر دون نسيان أنه قريب جدا من تحقيق حلمه بالتواجد في أكبر محفل كروي كمدرب وهو ما يجعل الأمر مستبعدا جدا في حين قرار إقالته يبقى واردا جدا. سير ذاتية لخمسة مدربين كبار زائد قرار الموافقة موجود على طاولة روراوة أكدت مصادر موثوقة أن رئيس الفاف كشف لمقربيه أن سير ذاتية لخمسة مدربين كبار ومن العيار الثقيل موجودة على طاولته زائد قرار الموافقة بتدريب الخضر، في حين لم يكشف روراوة عن جنسية هؤلاء الأسماء ولا حتى إن كانوا مرتبطين بنواد أو منتخبات في الوقت الحالي أو يتواجدون في حالة بطالة مكتفيا فقط بالتأكيد على أنهم مدربون أكثر وزنا في الساحة الدولية من حاليلوزيتش، ويأتي هذا الحديث ليؤكد ما قاله روراوة في منتدى قناة «دزاير» حين أكد أن الفاف مستعدة لكل الاحتمالات وأنها على أتم الجاهزية في حال قرر حاليلوزيتش الرحيل.