بعد أن أشرنا في عدد أمس إلى الاتفاق الذي حصل بين رئيس «الفاف» محمد روراوة والمدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني للإشراف على العارضة الفنية للخضر خلفا للناخب الحالي حاليلوزيتش قبل أو بعد المونديال، يكون الرجل الأول في الاتحادية قد بدأ في اتباع سياسة حصار المدرب ودفعه للخروج من المنتخب وليس إخراجه من خلال تسريب اتفاقه مع مدرب بحجم تراباتوني وهو الخبر الذي سيصل إلى مسامع حاليلوزيتش الذي دون أدنى شك سيردّ كعادته وهو ما ينتظره روراوة ولو أن البوسني الذي يعشق الأموال سيقبل بكل الاستفزازات وينتظر إقالته مثل السيناريو الذي عاشه في باريس سان جيرمان. رئيس «الفاف» قال لمقرّبيه بأنه لم يعُد يطيق البوسني ولا يقدر على مواصلة العمل معه ستة أشهر أخرى انتقال روراوة للسرعة القصوى وحسمه في قضية خليفة حاليلوزيتش جاء كرد فعلي عن الغضب الذي انتابه من مدربه الذي أطلق تصريحات نارية في حق رئيس «الفاف» والتي وصلت إلى حد التكذيب وهو ما لم يقبله روراوة الذي أكد لمقربيه أنه لم يعد قادرا على العمل مع البوسني ومن غير الممكن أن يبقى معه طيلة الستة أشهر القادمة وانتظار المونديال، كما أن روراوة مقتنع جدا أن بقاء الحرب الكلامية بينه وبين مدربه ستؤثر على تحضير المنتخب لنهائيات المونديال والخاسر الأكبر هو المنتخب. تنحية وحيد بقرار من «الفاف» ستكلّف غاليا ماديّا ومعنويّا اتباع رئيس «الفاف» لسياسة دفع حاليلوزيتش إلى إعلان استقالته من الخضر بالاتفاق مع مدربين كبار يعلم جيدا البوسني أنهم أعلى منه مستوى في عالم التدريب وخبرة في الإشراف على المنتخبات له ما يبرره وسبق أن أشرنا إلى أن إقالة حاليلوزيتش ستجبر «الفاف» على دفع 720 ألف أورو تمثل تعويضات للستة أشهر المتبقية من عقده إضافة إلى إمكانية تأثير القرار على اللاعبين والنتيجة قد تكون سلبية أو كارثية في المونديال، دون نسيان إدراك روراوة التام بأن البوسني سيتشبث بمنصبه للتواجد في كأس العالم وتفادي الكابوس الذي عرفه مع منتخب الفيلة. رئيس الاتّحادية يريد تحضير الرأي العام لتنحية البوسني في ذات السياق وبحكم خبرته في التعامل مع هذه القضايا، لا يريد روراوة اتخاذ قرار مفاجئ قد يكون له تأثير مدوّ على الرأي العام الجزائري ويصدم الشارع الكروي الذي بالأمس وهو يحتفل بتأهل الخضر على وقع صورة تعانق رجلين يذرفان الدموع واليوم يحدث الطلاق بينهما وهو ما لا يريده رئيس «الفاف» الذي بدأ في تحضير الرأي العام لاستقبال القرار من خلال ما تتداوله يوميا وسائل الإعلام، حيث في حال قرر إقالة حاليلوزيتش لن يكن بالخبر الجديد والكل سينتظر رؤية تراباتوني في سيدي موسى. «الفاف» أصبحت في موقع قوّة وتملك بديلا من العيار الثقيل البحبوحة المالية التي تعيشها «الفاف» وكذلك نجاحها في رهاناتها الرياضية مع المنتخب جعلتاها في موقع قوة وتحظى بثقة جهات نافذة في البلاد والتي تدعمها في العديد من القرارات، دون نسيان الصورة المسوّقة للخضر عالميا وامتلاكه للاعبين ينشطون في أندية أوروبية كبيرة وهي كلها عوامل تجعل من التعاقد مع مدرب كبير للإشراف على الخضر سهلا جدا وأي مدرب يحلم بتدريب الخضر في ظل توفر ظروف العمل والأموال والدليل هو الاتفاق السريع مع تراباتوني. حتى سلال لن يتردّد في تمويل عقد المدرّب الإيطالي حديثنا عن الدعم الذي يتلقاه رئيس «الفاف» من السلطات العليا نعني به المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي والذي يبقى السند الأول لروراوة، حيث أكدت مصادر من مبنى الحكومة أن الوزير الأول لن يتردد في تمويل عقد المدرب الإيطالي والذي دون شك سيكون راتبه أعلى من راتب حاليلوزيتش نظرا لوزن كل واحد منهما في الخارطة الكروية وسيرته الذاتية، بل ذهبت ذات المصادر إلى حد التأكيد على أن روراوة تلقى الضوء الأخضر من الحكومة لاتخاذ القرار الذي يراه الأنسب لمصلحة الخضر. ضغوطات على روراوة لتفادي سيناريو الإقالة وأخرى لجلب تراباتوني قبل المونديال يعيش الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم ضغوطات كبيرة جدا في الوقت الراهن من جهات عليا في البلاد والتي تختلف في نظرتها للصراع الدائر بين الرجلين والتي انقسمت بين مؤيد لروراوة وتلح عليه لجلب تراباتوني مؤكدة له دعمها المطلق بتنحية حاليلوزيتش التي اعتبرته أصبح يسيء كثيرا للجزائر ولا داعي لإبقائه حتى لو كلفنا الخزينة الأموال، بالمقابل تسير أطراف أخرى مع إبقاء حاليلو ولو إلى ما بعد المونديال مطلقة تحذيرات لروراوة من مغبة إقالة البوسني في الوقت الحالي وتأثيرات القرار على المنتخب، وبين هذه الأطراف الداعمة والأخرى المحذرة يبقى القرار بيد رئيس «الفاف».