فنك جديد من أفناك الجزائر المتوجهة للمونديال سنستعرض مسيرته الكروية سواء على مستوى الأندية وأم المنتخب، واختيار اليوم سيكون على من لعب في أعلى مستوى بين كل الجزائريين وتاريخ احترافهم في أوروبا، فمن لعب في ثاني أكبر ناد في تاريخ كرة القدم بعد ريال مدريد، من لعب في أكثر الأندية تتويجا في العالم؟؟ إنه جمال مصباح، جمال الذي بصم على مشوار احترافي بمنحى تصاعدي وحقق حلمه في اللعب مع الخضر ولعب المونديال وهاهو يتوجه للعب ثاني مونديال له على التوالي. ابن زيغود يوسف القسنطينية ويحب السي أس سي عكس الكثير من لاعبينا المحترفين القادمين من أوروبا والناشئين في مدارسها ولد جمال الدين مصباح في مدينة زيغود يوسف في ولاية قسنطينة شرق الجزائر بتاريخ التاسع من أكتوبر من عام 1984، كما كان عاشقا لفريق شباب قسنطينة وعبر عن ذلك مرارا وتكرارا وفي عديد الخرجات، جمال أيضا وعكس الكثير من لاعبينا المحترفين يتقن العربية ويتكلم بها وظهر ذلك جيلا في عدة لقاءات مصورة له. غادر الجزائر صغيرا واستقر رفقة عائلته في أنسي الفرنسية بعد ولادته بأعوام قليلة اضطر مصباح إلى شد الرحال مع والديه صوب فرنسا واستقر في مدينة أنسي الفرنسية الصغيرة ، الوضع السيئ الذي دفع بعائلة مصباح إلى مغادرة الجزائر لم يكن أحسن في فرنسا وعانت العائلة المكونة من مصباح ووالديه وشقيقتين من وضع مالي مزر ترك بصمة واضحة على الفتى الجزائري ومستقبله. عاش فقيرا ووالده اشتغل عامل نظافة فور الانتقال إلى فرنسا عجز الوالد عن تأمين لقمة العيش لأبنائه الثلاثة واضطر للاشتغال كعامل نظافة وهذا ما جعل مصباح يدرك صعوبة الأمر ويضع والده كقدوة يحتذي بها في مستقبله ، فتضحيات الوالد لم تذهب هباء واستطاع أن ينشئ أولاده ومنهم مصباح على تعاليم دين الإسلام إلى أن نجحوا جميعا في حياتهم فجمال كلاعب كرة قدم والشقيقتان في التعليم . بدايته مع الساحرة المستديرة كانت في فريق المدينة أنسي لأن قدره أن يكون نجما في عالم كرة القدم فقد اختار مصباح هذه الرياضية وانضم بعد عدة محاولات إلى فريق المدينة المتواضع أنسي مطلع سنة 1944 وسنه لم يبلغ العاشرة بعد، لاعب الخضر مكث في هذا النادي سبع سنوات ولعب في مختلف أصنافها إلى أن وصل إلى فريق الشباب ورأى أن يرفع قليلا من طموحاته. ضحى بالدراسة من أجل عرض سرفيت جونيف عند بلوغه سن السابعة عشرة بدأت موهبته تتفجر وسمع الكثيرون بصاحب اليسرى الساحرة الذي ينشط في أنسي وهو ما جعل مسيري النادي السويسري سيرفيت جونيف يتصلون به ، مصباح حينها كان يدرس في الثانوي لكنه اضطر للاختيار بين الدراسة وبين الكرة لكنه وبالفعل ترك مقاعد الدراسة و حاول الجري وراء حلمه بأن يكون لاعبا محترفا كبيرا. تألق مع سيرفيت ومسيري البارصا اتصلوا به مسيرو نادي سيرفيت جونيف وقعوا مع مصباح على أول عقد له رغم أنه يلعب فقط في صنف الشباب إدراكا منهم لموهبة الكبيرة وبالفعل واصل مصباح التألق إلى أن وصل صيته إلى إسبانيا وبالضبط إلى مدرسة لاماسيا الكاتالونية وعرض على الشاب الجزائري القيام بتجارب قصد الانضمام للنادي لكن الإصابة وقفت حائلا بينه وبين أكبر نوادي العالم. مكث في سيرفيت ثلاث سنوات وبطل الدوري بال خطفه من الجميع مصباح ورغم عائق الإصابات التي لاحقته إلا أنه تمكن من اللعب في الفريق الأول لسيرفيت لعام واحد بعد سنتين قضاهما في فريق الشباب ، عام كان كافيا ليلفت ابن قسنطينة الأنظار إليه واستطاع بعدها بطل الدوري آنذاك نادي بال الفوز بخدماته وضمه بعقد لثلاث سنوات كاملة على أمل مواصلة التألق لكن حظ مصباح مع الإصابات كان أكبر من حظه مع اللعب . الإصابة حطمت مشواره وأعادته إلى نقطة الصفر موسمه الأول مع بال كان سيئا على جميع الأصعدة ، حيث تلقى مصباح إصابة خطيرة جدا أبعدته عن الملاعب طيلة الموسم وهي الإصابة التي قال عنها في أحد حواراته أنها أعادته لنقطة الصفر ، مسيرو بال لم يصبروا كثيرا على مصباح وأعاروه بداية إلى نادي لوريون لكنه لم يقدم شيئا ومن ثمة باع عقده بالكامل إلى نادي أرو السويسري . تجربة أرو كانت جيدة وفي لوكرين عومل بسوء بعد تجارب سيرفيت ، بال ، ولوريون الفاشلة كان مصباح بحاجة ماسة لتجربة تعيد له الروح وهو ما كان بالفعل بعد أن تألق كثيرا مع نادي أرو وقدم موسمين كبيرين ساعداه في الحصول على عقد أفضل من نادي لوكرين ، لوكرين وقتها كان نادي طموح لكن إقالة المدرب الذي استقدم مصباح جعل موسمه أسود وانتهى به المطاف على الدكة إلى أن جاءه الفرج من إيطاليا . أفيلينو فتح له الطريق ومع ليتشي انفجر الدولي الجزائري مصباح كان بحاجة للخروج من لوكرين فجاء عرض من نادي أفيلينو الناشط في الدرجة الثانية الإيطالية وقبله على الفور ، لاعب الخضر لعب موسما واحدا مع هذا الفريق وشارك في 27 لقاء قدم فيها مستويات كبيرة فتحت عليه أعين نادي ليتشي الذي كان حينها ينشط في الدرجة الثانية لينتدبه مسيرو هذا الأخير ويوقعوا معه عقدا لأربع سنوات كاملة . في ليتشي عرف الجزائريون مصباح ومنه انطلق نحو العالمية موسم 2009 – 2010 كان الأبرز من دون شك لمصباح ، حيث استعاد فيه مستواه الكبير مع ليتشي وحقق معه نتائج كبيرة انتهت بالصعود للدرجة الأولى ، لاعب الخضر شارك وقتها في 35 لقاء وسجل 3 أهداف وهي حصيلة كانت كافية لتفتح أعين الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان عليه ويفتح له أبواب المنتخب ، نادي ليتشي لم يكن فقط بوابة مصباح لكأس العالم بل أيضا إلى ناد عالمي وهو ميلان . شتاء 2012 يحمل مصباح إلى ميلانو كأبرز صفقة للاعب جزائري محترف سيبقى الميركاتو الشتوي لموسم 2011 – 2012 خالدا في ذهن جميع الجزائريين وليس فقط في ذهن مصباح كيف لا وقد انتهى بتوقيه ابن الجزائر للعملاق الإيطالي وأكثر ناد متوج في العالم أي سي ميلان ، مصباح وقع للنادي اللومباردي على عقد لثلاث سنوات ونصف بدأت بشكل موفق نوعا ما لكنها لم تنته كذلك . تجربة ميلان كانت فاشلة على طول الخط ومصباح اضطر للعب بعدها في بارما بداية جمال الموفقة لم تنبئ بمستقبل كبير بينه وبين الميلان ، فبعد شهرين أو أقل بدأت الانتقادات تنهال عليه وعلى إدارة النادي التيفكرت في انتداب لاعب مثله واضطر للمغادرة بعد عام واحد فقط من تجربته مع الميلان واختار ناد آخر أقل شهرة لكن بطموح أكبر وهو نادي بارما . تجربة بارما كانت أسوأ من تجربة ميلان ولاعب الخضر اضطر للعب في ليفورنو بعد أن ظن مصباح أنه استفاق من كابوس الانتقادات بانتقاله إلى باركا تفاجأ بانتقادات أكبر في هذا النادي ، لاعب الخضر خاض تجربة أخرى فاشلة وربما أسوأ من تجربة ميلان وعانى فيها من تراجع رهيب في مستواه وأنتهى به الحال إلى تسخين كرسي الاحتياط في كل مرة رغم أنه اختار بارما للعودة إلى الواجهة لكن مصباح اضطر مرة أخرى لترك فريقه ورحل هذه المرة إلى ناد متواضع هو ليفورنو عن طريق الإعارة . في ليفورنو عاد مصباح للمشاركة وعاد أيضا للدرجة الثانية بعد عامين سيئين على طول الخط عاد مصباح من بوابة ليفورنو للمشاركة مجددا وحقق رصيدا طيبا من خلال ظهوره في 14 لقاء من أصل 19 ، مصباح لم يكتف فقط بالمشاركة بل قدم مستويات كبيرة وساهم في انتصارات عديدة لفريق لكن ولسوء حظه هذا المستوى لم يكن كافيا لإنقاذ فريقه من الهبوط للدرجة الثانية الإيطالية . مشوار مقبول مع الأندية وحافل مع الخضر بعد الفراغ من مشواره مع الأندية والذي كان حافلا نعرج على مشوار جمال الدين مصباح مع المنتخب ، فجمال كان محظوظا جدا بلعب مونديالين متتالين حيث يعتبر من القلائل الذين أتيحت لهم الفرصة مستفيدا من مستواه الكبير الذي خول له ذلك وأيضا من بعض القرارات التي اتخذها المدرب الأسبق رابح سعدان. ماي 2010 مصباح يستفيد من ثورة سعدان ويدخل المونديال رغم غيابه عن التصفيات لمن لا يعرف فإن مصباح هو واحد من الذين استفادوا من الثورة التي قام بها سعدان عندما أعلن عن ضم ستة أسماء جديدة للخضر لم يسبق لها المشاركة ولم تساهم في تأهيل الخضر ، مصباح كان وقتها إلى جانب كل من مبولحي ، مجاني ، قادير ، قديورة وبودبوز الذين سجلوا أولى مشاركاتهم مع الخضر في التربص الذي يسبق المونديال. ظهوره الأول ضد إيرلندا وكان محظوظا بلعب دقائق في المونديال الظهور الأول لمصباح مع الخضر كان بتاريخ 28 ماي 2009 ضد إيرلندا في التربص الذي أقامه الخضر قبيل المونديال وانتهى اللقاء حينها بخسارة الخضر بثلاثية نظيفة ، فمصباح كان محظوظا بالمشاركة في المونديال ولو لدقائق معدودات عندما دخل بديلا في لقاء إنجلترا الثاني والذي انتهى حينها بالتعادل السلبي . شارك مع الخضر في 25 لقاء ولم يستطع التسجيل مشوار مصباح مع المنتخب الوطني كان حافلا ، فحتى وإن كانت بدايته سيئة بخسارة وحتى اإن كان قدومه بانتقادات كثيرا عطفا على غيابه عن التأهيليات إلا أن الدولي الجزائري استطاع أن يسكب لنفسه مكانا في المنتخب ويزيح واحد من أهم الأظهرة في تاريخ الجزائر وهو نذير بلحاج ، جمال شارك مع المنتخب في 25 لقاء من إيرلندا 2010 إلى غاية لقائه الأخير ضد بوركينا فاسو في الذهاب والذي انتهى بخسارة الخضر بثلاثة أهداف لاثنين. شارك في «كان» جنوب إفريقيا أساسيا ومردوده كان حسنا من سلسلة اللقاءات 25 التي ظهر فيها مصباح مع المنتخب شارك في منافسة كبرى وهي كان 2013 في جنوب إفريقيا ، فلعب اللقاءات أساسيا وظهر بمستوى حسن لكن المشاركة كانت مخيبة على طول الخط بخسارة الخضر في لقاءين وتعادلوا في لقاء ، واليوم لاعب ميلان وليتشي السابق يتوجه للعب لثاني مرة المونديال على أمل أن يكون أساسيا مرة أخرى. سينافس على جبهتين في المونديال واحدة ضد المنافسين والأخرى ضد غلام كأس العالم المقبلة ستكون قمة التحدي بالنسبة لمصباح ، هذا الأخير الذي بقي بديلا في المونديال الماضي قد يبقى أيضا كذلك في البرازيل ، فالجهة اليسرى من الدفاع مملوكة في هذه الأيام من طرف غلام وهو ما يعني أن مصباح سيكون في منافسة مباشرة مع زميله على المركز الأساسي قبل أن يتفرغ لمنافسة مهاجمي الفرق الأخرى.