فاجأ مبعوث القناة الإذاعية الوطنية الأولى إلى البرازيل المدرب وحيد حاليلوزيتش خلال الندوة الصحفية التي تلت الفوز التاريخي برباعية ضد كوريا، عندما ردّ ابن الجزائر العميقة على استهتار واتهام البوسني للصحفيّين الجزائريين بقلة وطنيّتهم وعدم شعورهم بالفرحة للفوز الذي حقّقه رفقاء جابو، وصرخ المعلق الإذاعي في وجه البوسني قائلا :»قطعنا 10 آلاف كيلومتر لتغطية أخبار منتخبنا ومساندته والمشاركة في فرحته ولا يحق لك أن تتحدث عنا بهذا الشكل، فنحن جزائريون وهذا المنتخب ملك لملايين الجزائريين ومن قال لك بأننا ضد المنتخب أو ضدك فهو كاذب»، انتقادات الإعلاميين كانت مفيدة للمنتخب دون شك، فحملة الانتقاد التي طالت المدرب بسبب الوجه الشاحب الذي ظهر به المنتخب ضد بلجيكا لم يهضمها البوسني لكن المنطق يقول بأن الصحافة الجزائرية لم تكشف الماء الدافئ وكل العالم شاهد مباراة بلجيكا والأرقام والإحصاءات مؤشّر حقيقي على أن الخضر لم يلعبوا بتاتا ضد الشياطين، كما أن التغييرات التكتيكية التي أحدثها البوسني ضد بلجيكا مقارنة بما فعله ويلموتس لم تتسبب فيها الصحافة، والرأي العام كله حمّل المدرب مسؤولية الهزيمة والطريقة التي لعبنا بها، فماذا كان يعتقد هذا المدرب أن نصفق له وهو يهين صورة الجزائر وأن نقول له أحسنت وهو يهمش ألمع العناصر في صورة براهيمي وجابو؟ أن نقول له لقد لعبت بأحسن طريقة ضد بلجيكا ونرمي بأرقام وإحصاءات «الفيفا» جانبا؟ ماذا لو هادنت الصحافة الجزائرية التقني البوسني؟ في سنة 98 واجه مدرب المنتخب الفرنسي إيمي جاكي حملة إعلامية من قبل يومية «ليكيب» الشهيرة، التي كانت تحصي أخطاء «الديكة» يوميا وتقدم نصائحها وتوجيهاتها قبل وخلال المونديال بالأرقام والتحاليل وفي نهاية المنافسة توّج رفقاء زيدان بالكأس ليعترف الطاقم الفني لفرنسا بأنه لو لا انتقادات الصحافة لنام جاكي على أذنيه ولما تفطن لأخطائه كي يصححها رغم أنه عمل تحت ضغط كبير، فاليوم نؤكد مرة أخرى بأن تحليلات الصحافة الجزائرية لم تكن خاطئة، فكرة القدم ليست فيزياء نووية تتطلب باحثين كبارا لدراستها، فكرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في العالم والكل يفهم أبجدياتها وبالتالي الانتقادات التي وجّهت لوحيد أعطت ثمارها ضد كوريا ولو لم تقم الصحافة بدورها في توجيه وتحليل وانتقاد المنتخب من مدرّبه إلى لاعبيه مرورا بمؤطريه لما تفطّن حاليلو لجابو ولا لبراهيمي ولا لماندي ولا لأي لاعب آخر ولتمادى في نهجه، الضغط على وحيد ولّد انتصارا تاريخيا لن نقول بأن الصحافة هي التي وضعت التشكيلة التي صنعت الفرحة ضد كوريا ولن نقول بأن تواجد روراوة بفندق الخضر 48 ساعة كاملة في بورتو أليغري، كان من أجل المشاركة في وضع التشكيلة وتفادي كوارث مثل التي حدثت في لقاء بلجيكا لكن الأكيد أن ما دعت إليه الصحافة عموما هو ما فعله البوسني والنتيجة يعرفها الجميع رباعية تاريخية، فالصحافة الجزائرية يا وحيد كانت على حق وأنتم كنتم مخطئين ولو لعبنا ضد بلجيكا بنفس الأسلوب الذي لعبنا به ضد كوريا لحققنا المفاجأة في النتيجة وحتى لو خسرنا نخسر بشرف ونؤدّي مباراة جميلة لا تصنف في خانة أسوأ مباراة في الجولة الأولى من المونديال. مبعوثونا إلى البرازيل: طارق قادري رفيق حريش