lفي اتصال هاتفي مع اللاعب السابق للمنتخب الوطني خالد لموشية، حدثنا عن مواجهتي جنوب إفريقيا وغينيا، وعن مواجهة اليوم أمام منتخب السينغال، معرجا عن أداء الخضر فرديا وجماعيا، وعن التغييرات التي سيقوم بها غوركيف قبل لقاء السينغال، وبدا لموشية متفائلا بتأهل المنتخب الجزائري وفوزه على المنتخب السينغالي، بشرط أن يقدم اللاعبون أحسن مستوى لهم منذ بداية الدورة وأن يكونوا متمسكين دفاعيا وبجرأة أكبر هجوميا. المنتخب الوطني لعب مواجهتين في «الكان» لحد الآن، كيف تقيم أداءه في البداية كونك لاعبا سابقا في المنتخب الوطني؟ أولا نبدأ بالمواجهة الأولى التي لعبها منتخبنا أمام جنوب إفريقيا، فلا ننسى أن البدايات تكون دائما صعبة، خاصة على المنتخبات المرشحة للذهاب بعيدا في "الكان"، فالضغط كان كبيرا على اللاعبين، وحتى جنوب إفريقيا كسبت الثقة في النفس، وعرفت كيف تسيطر علينا، بسبب دخولنا الصعب في المواجهة، لكن الحمد لله تمكّنا من تحقيق الفوز بفضل اللاعبين والخبرة التي كسبوها وحققنا الانتصار بثلاثية كاملة. وأمام غانا؟ أظن أن المواجهة الثانية أمام غانا لعبنا فيها أحسن بكثير من مواجهة جنوب إفريقيا، سيطرنا وغلقنا كل المنافذ، وقدمنا تسعين دقيقة في المستوى، لكن ولسوء الحظ في آخر دقيقة تمكن المنتخب الغاني من التسجيل، بسبب سوء التركيز في الثواني الأخيرة من المباراة، لكن النتيجة لا تعكس أداء المنتخب الوطني. والآن الجزائر مقبلة على مواجهة ثالثة في ظروف صعبة جدا أمام السينغال؟ قبل الحديث عن مواجهة المنتخب السينغالي، التأكيد أولا على ضرورة نسيان مباراة غانا، وأتمنى أن يتمكن اللاعبون من استرجاع الأنفاس سواء من الناحية البدنية وخاصة النفسية، فليس سهلا الهزيمة في آخر ثواني مباراة كانت ستنتهي بالتعادل وتمنح لمنتخبنا فرصة كبيرة للتأهل إلى الدور الثاني، خاصة أن منتخبنا كان مرشحا، لهذا يجب التركيز على استرجاع الأنفاس قبل دخول مباراة السينغال. منتخبنا مطالب بالفوز مقارنة بالمنتخب السينغالي المطالب بالتعادل من أجل التأهل، فهل ترى أن الأولوية في هذه المباراة لأسود التيرانغا؟ هذا أكيد، فالمنتخب السينغالي يملك 4 نقاط ويتصدر المجموعة، فيما تملك الجزائر ثلاث نقاط، وحسابيا السينغال أقرب إلى التأهل من المنتخب الجزائري، لأن التعادل يكفيه من أجل المرور إلى الدور ربع النهائي، فيما لا يكفي التعادل المنتخب الجزائري الذي سيقصيه بنسبة كبيرة، لكن هناك أمرا يجب أن نؤكده عن منتخبنا… تفضل… المنتخب الجزائري لا يعرف اللعب على التعادل، ولا يلعب جيدا لما يدخل أي مباراة من أجل الحسابات، وأثبت ذلك في العديد من المناسبات السابقة، لهذا أظن أن حاجة منتخبنا للفوز من أجل التأهل أحسن من حاجته إلى نقطة وحيدة، فسندخل المباراة من دون أي حسابات ولا تفكير إلا في الفوز، ما سيمنح لاعبينا قوة كبيرة فوق أرضية الميدان. وما هو مفتاح الفوز على المنتخب السينغالي؟ أولا يجب أن تكون خيارات المدرب غوركيف في المستوى، ويختار اللعب على الهجوم وبطريقتنا المعتادة، لأن المنتخب السينغالي يكفيه التعادل من أجل التأهل، فيما يبقى المنتخب الوطني مطالبا بصنع اللعب والتسجيل، فعلينا أن ندخل المباراة بنية هجومية من أجل التأهل، فهذا هو المفتاح. قلت يجب الهجوم وفي نفس الوقت عدم تلقي الأهداف؟ أقصد بكلامي أمرا مهما جدا، هو أن المنتخب الوطني عليه أن يلعب بذكاء، وأن تكون جميع الخطوط متجانسة، فكرة القدم لا تعتمد على 10 مهاجمين كي نلعب على الهجوم مباشرة وننسى الدفاع، فحتى دفاعنا عليه أن يكون صلبا، ونعرف كيف ندافع بقوة وبشراسة كي نقتنص الكرات ونفوز بالصراعات الفردية، فضلا عن النجاعة الهجومية. غوركيف قرر إشراك اللاعب تايدر رفقة بن طالب في وسط الميدان، في وقت سيبقي لحسن لأول مرة على كرسي الاحتياط،هل ترى أن القرار صائب؟ أولا غوركيف أدرى مني ومن الجميع بالخيارات التي يقوم بها، لأن المدرب يعيش مع المجموعة ويعرف مستوى أي لاعب أحسن منا، لكن من خلال المواجهتين اللتين شاهدناهما لحد الآن، أظن أن دخول تايدر في المباراة الثانية كان رائعا، حيث قدم مباراة كبيرة، خاصة من الناحية البدنية، فكان حاضرا في جميع اللقطات، واقتص الكثير من الكرات وفاز بالعديد من الصراعات الفردية، وحاليا هو أحسن لاعب في الوسط، والآن هل سيشرك غوركيف تايدر رفقة بن طالب أو لحسن؟ فالخيار الأول والأخير يبقى له لوحده. تعني أن تايدر أساسي والبقية غير مهم؟ لا يجب التركيز على الأسماء بشكل فردي، لأن كرة القدم كرة جماعية، ولا يمكن للاعب واحد أن يقدم أداء منتخب بالكامل، لهذا أتمنى أن تكون المجموعة بأكملها في المستوى، وأن يساعد الجميع في استرجاع الكرات لما تكون الكرة لدى المنتخب السينغالي، فلهذا نقول روح المجموعة، فإذا ضحى كل لاعب فوق الميدان واسترجع كرات عديدة لما ندافع، فالمجموعة ككل ستقدم مباراة كبيرة. لنتحدث الآن عن بناء اللعب ووسط الميدان الهجومي، فكل الجزائريين يتساءلون عن مستوى براهيمي وفيغولي في مواجهتي جنوب إفريقيا وغانا ؟ أولا أظن أن المناخ السائد كالحرارة والرطوبة أثرتا كثيرا على الثنائي في أولى المواجهتين بكأس إفريقيا، كما لا ننسى شيئا مهما جدا، من يتحدث عن المنتخب الجزائري يذكر براهيمي وفيغولي، لهذا الكل يراقبهما في المواجهات، ومن البديهي أن نشاهدهما بعيدين عن مستواهما، ولا ننسى أن براهيمي أيضا لا يلعب في منصبه الأصلي. تقصد يجب أن يلعب على اليسار؟ هذا أكيد، فلما نشاهد براهيمي مع بورتو يقدم مباريات كبيرة على الجهة اليسرى من الهجوم، وحتى في لقاء جنوب إفريقيا أظن أن براهيمي قدم نصف ساعة أخير في المستوى، وكان وراء تسجيل الهدف الأول الذي أعاد منتخبنا إلى السباق للفوز بالمباراة، لهذا أظن أن إشراك براهيمي كصانع ألعاب لم يساعده في تقديم كل ما لديه في كأس إفريقيا الجارية، وعلى غوركيف إشراكه على اليسار. تم الإعلان عن إشراك سوداني كأساسي في الهجوم، فهل ترى أنه الحل الأنسب في ظل غياب سليماني؟ أكيد، فالبعض يقول أن مدافعي السينغال أقوياء بدنيا وطويلي القامة ، أنا أظن أن سوداني من هدافي المنتخب الوطني وهذا أمر مهم للغاية، كما أن الصراعات الفردية البدنية يفوز بها مدافعو السينغال سواء مع سليماني أو سوداني أو أي لاعب آخر، لهذا نحن بحاجة للاعب يطلب الكرة في العمق مثل سوداني، ويعرف كيف يراوغ وسريع، ما سيجعل هجومنا أكثر نجاعة من المباراة الأخيرة التي لعبناها أمام غانا إن لم نقل مباراة جنوب إفريقيا لأننا سجلنا فيها ثلاثة أهداف. خاصة بعد كل ما قيل عن سوداني الذي يريد المشاركة؟ لا أريد الدخول فيما يقال مؤخرا حول الانضباط وما شابه ذلك، لكن هلال سوداني سيحاول تقديم أحسن مباراة في مشواره الكروي، كي يثبت أنه يستحق اللعب كأساسي، وأتمنى له التسجيل في هذه المباراة لأنه لاعب ممتاز ورائع، وأظن أننا تحدثنا كثيرا عن الجانب الفردي، لأنني أقولها وأعيدها الجانب الجماعي هو الأهم في مثل هذه المباريات، ولن نفوز إلا إذا قدم الكل مباراة في المستوى. كيف سيكون السيناريو في مباراة السينغال حسب رأيك؟ ما أريد قوله أن منتخبنا مطالب بتقديم مباراة كبيرة للفوز على المنتخب السينغالي، وعلى الجميع التركيز من الدقيقة الأولى لغاية الدقيقة الأخيرة، شاهدنا أننا خسرنا في آخر ثواني المباراة أمام غانا، ولا نريد الوقوع في نفس الخطأ لما نواجه المنتخب السينغالي، فاللاعبون مطالبون بالتركيز، لأنهم سيلعبون مصيرهم في هذا اللقاء. وهل تظن أننا نملك الإمكانيات للفوز؟ لا ننسى أن منتخبنا تعلم كثيرا وكسب خبرة كبيرة من خلال مشاركته في مونديال البرازيل، وأثبت ذلك في تصفيات "الكان"، والآن ما يمكننا قوله، أننا نملك منتخبا قويا من الناحية الذهنية، وله إمكانيات فنية وتكتيكية كبيرة، والآن علينا أن نبرهن للجميع أننا المنتخب القادر على الذهاب بعيدا في كأس إفريقيا. تبدوا متفائلا بعض الشيء؟ بطبيعة الحال أنا متفائل، لقد ربحنا مباراة وخسرنا أخرى، ولا يجب أن نخسر الثانية، فأمامنا فرصة كبيرة للتأهل، ومصيرنا بين أيدينا، فعلينا الفوز والمرور إلى الدور ربع النهائي، لهذا أنا متفائل وأرى أن منتخبنا قادر على المرور على حساب المنتخب السينغالي والتأهل في الأخير. وما هو مفتاح الفوز بالمباراة؟ علينا التسجيل والحفاظ على النتيجة، فإذا تمكّنا من التسجيل يمكننا الفوز، ولا يجب أن يكون هجومنا عقيما مثل المباراة الأخيرة أمام غانا، نملك مهاجمين في المستوى، وعلى كل اللاعبين العلم أن كل الشعب الجزائري في انتظارهم، لهذا عليهم فعل المستحيل لإسعاده وتحقيق الانتصار. الغابون كانت بحاجة إلى نقطة وغينيا الاستوائية فازت في سيناريو مشابه لما سيعيشه الخضر أمام السينغال، فهل ترى أن هذا محفزا للاعبينا؟ أكيد، فغينيا الاستوائية قدمت درسا للجميع من ناحية التحضير الذهني وحتى التكتيكي، فقبل شهرين كانت مقصاة ولم تكن ستشارك في كأس إفريقيا، ورغم ذلك دخلت بقوة وعرفت كيف تتأهل إلى الدور الثاني، وحققت نتيجة رائعة أمام الغابون، وهذا دليل أن المنتخب الذي يكون بحاجة إلى تعادل ليس بالضرورة أنه سيتعادل بل يمكن أن ينهزم ويقصى من اللقاء. الكل كان يرشح «الخضر» بالتتويج لكن بعد مواجهتي جنوب إفريقيا وغانا التحفظ كبير لدى الجزائريين؟ مازلت أرشح المنتخب الجزائري على التأهل والذهاب بعيدا في كأس إفريقيا، لدينا الإمكانيات لنتأهل، وإذا تأهلنا يمكننا تحقيق تأهل ثان على حساب المجموعة الرابعة والوصول إلى الدور نصف النهائي، كل شيء ممكن لكني أؤمن بإمكانيات هذا المنتخب وبالخروج من عنق الزجاجة وتقديم دورة في مستوى تطلعات كل من ينتظر الجزائر بالتألق في غينيا الاستوائية. تكهنك بخصوص النتيجة؟ أتمنى فوز الجزائر بهدف لصفر وتأهلها إلى الدور الثاني…