النسر السطايفي يبحث عن لقبه الثالث والعشرين في سماء إفريقيا حانت ساعة الحقيقة، وستتجه الأنظار أمسية اليوم باتجاه ملعب مصطفي تشاكر بالبليدة، بمناسبة استضافة الكحلة نظيرها الأهلي المصري في مباراة تعد بالكثير من جانب الاستعراض والتشويق، بما أنّ الأمر يتعلق بنهائي السوبر الإفريقي بعد تتويج الوفاق برابطة أبطال إفريقيا والأهلي المصري بكأس الكاف للموسم الحالي، وإن كان النادي المصري استطاع أن يتذوّق حلاوة كأس السوبر في الموسم الماضي، فإن زملاء زياية سيحاولون أن يجعلوا مشاركتهم في نسخة هذا الموسم استثنائية بكل المقاييس، والتتويج بكأس السوبر بعد رابطة أبطال إفريقيا، وذلك لن يتحقق إلا بتخطي عقبة النادي الأهلي المصري بسلام أمسية اليوم، في مواجهة سيكون شعارها «الانتصار ولا شيء سوى الانتصار» لأشبال مضوي. مباراة القلب… والجزائر كلّها وراءكم يا رجال سطيف ومهما يكن، فالحقيقة التي استنتجناها هي أن كلّ الجزائريين خلف التشكيلة السطايفية في هذه المباراة، ولا حديث في الشارع الجزائري إلا عن موقعة البليدة، فالإجماع حاصل وهو أن القضية أصبحت قضية كلّ الجزائريين، والجميع في ربوع وطننا الغالي يردّدون شعارا واحدا وهو «هيا رجال سطيف، كلنا وراءكم»، وهو ما لم تبخل به الجماهير الجزائرية في كل لقاء مصيري تلعبه الكحلة ويكون فيها العلم الوطني المعني الأول، وهو ما قد يتكرّر سهرة اليوم والجميع سيكون لا محالة خلف زملاء خضايرية في هذا التحدّي. نجوم الأهلي «ما يخلّعوش» زملاء زياية والحقيقة التي لا يجب إغفالها هو أن الكحلة ستواجه منافسا ليس ككل المنافسين ولاعبين ستكون مواجهتهم بالنسبة إلى شبان الوفاق أفضل اختبار ومقياس لإمكاناتهم، فمن منا لا يعترف أن عماد متعب هو واحد من أفضل اللاعبين، فضلا عن باقي النجوم التي يحوزها النادي المصري، وهي الحقيقة التي لا تخفى على زملاء زياية، والذين يدركون جيدا ما ينتظرهم.. ونجوم الأهلي «ما يخلعوهمش» و السطايفية سيضربون بقوة على ميدانهم. الكحلة على بعد انتصار من تحقيق الحلم وما يزيد لاعبي الوفاق رغبة في تحقيق الفوز والضرب بقوة، هو أنهم أصبحوا يشمّون الآن وأكثر من أي وقت مضى رائحة كأس السوبر الإفريقي، وهم الذين حققوا الأهم في نهائي رابطة أبطال إفريقيا أمام فيتا كلوب الكونغولى، كما أنّ الفرصة أصبحت مواتية الآن كي يخرج الآلاف من عشاق اللونين الأسود والأبيض للاحتفال في شوارع الجزائر ككل، و»النسر الأسود» أصبح على بعد هدف واحد من تحقيق الحلم الغالي وهو التتويج بكأس السوبر لأول مرة في تاريخهم. السطايفية مُطالبون باستغلال عاملي الأرض والجمهور وعلى هذا الأساس، وما يزيد الوفاق حظوظا في الفوز والتتويج بكاس السوبر، هو استفادتها من عاملين كثيرا ما صنع الفارق لصالحها وأمام العديد من الأندية القوية في القارة السمراء، وهما الأرض والجمهور، فقليلا ما يخطئ اللاعبون الذين تعاقبوا على حمل الألوان السوداء والبيضاء الهدف لمّا يتعلق الأمر بمواجهة في الجزائر، وهو ما يأمل أنصار الفريق خاصة والجماهير الجزائرية عامة أن يتحقق، وأن يستغل دلهوم، زياية والآخرون عاملي الأرض والجمهور جيّدا. مضوي، بلخير و عباسن درسوا جيّدا طريقة لعب الأهلي ومن خلال حديثنا مع المدرب مضوي ومساعديه بلخير وعباسن، يتبيّن لنا أنهما قد درسا طريقة لعب النادي الأهلي جيّدا، ولا حديث بينهما إلا عن تحضير الخطة اللازمة والتي ستكفّل للوفاق السطايفي تحقيق الفوز ولو بهدف وحيد يكون عنوانا للتتويج بكأس السوبر الإفريقي، لكن قبل هذا، وقفنا في الحصص التدريبية الأخيرة على إصرار كبير من التقني السطايفي كي لا يفوّت أدقّ التفاصيل التي تضمن لأشباله أن يكونوا في كامل إمكاناتهم الفنية والبدنية وخاصة الذهنية يوم اللقاء. التسرّع ممنوع… والضغط سلاح السطايفية وعلى هذا الأساس، فإن رسالة المدرب مضوي إلى لاعبيه هي أن يطبّقوا كرتهم المعروفة دون زيادة أو نقصان وأن يبتعدوا عن كلّ العوامل التي من شأنها أن تُسقطهم في فخّ التسرّع. صحيح أنه لا يختلف اثنان على أن المواجهة مهمة، وأن الفوز بها بالنسبة للوفاق يعني الإعلان الرسمي لإقامة الأفراح، لكن هذا يمرّ حتما عبر تطبيق النصائح، خاصة أن مضوي ظلّ يصرّ مؤخرا على ضرورة لعب الهجوم ولا شيء سوى ذلك، ولكن بشكل حضاري ومحترف بالضغط على عناصر الأهلي وعدم ترك أيّ مجال للاعبيها كي يطبّقوا كرتهم المعروفة. حمار يُحضّر مفاجأة في حال الفوز والتتويج وبما أن مواجهة أمسية اليوم تكتسي ما تكتسيه من أهمية بالنسبة للرئيس السطايفي حسان حمار، فإنه عرف الطريقة التي يرفع بها معنويات زملاء زياية، ففضلا عن كلامه تشريف الألوان الوطنية من خلال أداء قوي ومقنع، فإنه يحضّر في الخفاء مفاجأة للاعبيه في حال الفوز والتتويج، وهو ما يعكف على القيام به في كلّ مناسبة مهمة، والمهم بالنسبة إليه هو أن ترفع الكحلة العلم الوطني عاليا. الروح الرياضية هي من ستنتصر في الأخير وما تجدر الإشارة إليه، هو أن فترة التشنّجات التي عرفتها علاقة البلدين منذ نوفمبر 2010 ستتحطم على أرضية ملعب تشاكر، وسيصبح بمقدور الجميع أن يفتخر ومن الآن في أن الوفاق بوابة الصلح التي طالما نادى به الكثير، فمباراة الوفاق أمام الأهلي فرصة لفتح صفحة جديدة بين شعبين شقيقين يربطهما حبل الإسلام بغض النظر عن كل ما حصل في الفترة السابقة، ولن يفرح أيّ طرف بانتصاره سهرة اليوم، لأن المنتصر ستكون الروح الرياضية التي حملت في طياتها كلّ معاني الاحترام المتبادل بين الشعوب. التشكيلة المحتملة: خضايرية، ميقاتلي، زي أوندو، عروسي، ملولى، دلهوم، زرارة، داغولو، بن يطو، زياية، بلعميري.