حانت ساعة الحقيقة، وستتجه الأنظار سهرة اليوم باتجاه ملعب النار والانتصار، بمناسبة استضافة التشكيلة السطايفية نظيرتها لأهلي بنغازي الليبي في مباراة تعد بالكثير من جانب الاستعراض والتشويق، بما أن الأمر يتعلق برائد ترتيب المجموعة الثانية وصاحب المرتبة الثالثة، والفائز منهما سيقطع شوطا كبيرا للمرور إلى الدور نصف النهائي من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وإن كان النادي الليبي يشارك لأول مرة في كأس رابطة الأبطال الإفريقية، فإن زملاء ناجي سيحاولون أن يجعلوا مشاركتهم في نسخة هذا الموسم استثنائية بكل المقاييس، والذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة فيها، وذلك لن يتحقق إلا بتخطي عقبة النادي أهلي بنغازي بسلام سهرة اليوم، في مواجهة سيكون شعارها "الانتصار ولا شيء سوى الانتصار لأشبال مضوي." مباراة القلب… والجزائر كلّها وراءكم يا رجال سطيف مهما يكن، فالحقيقة التي استنتجناها هي أن كلّ الجزائريين خلف الوفاق في هذه المباراة، ولا حديث في الشارع الجزائري إلا عن موقعة سطيف. فالإجماع حاصل وهو أن القضية أصبحت قضية كلّ الجزائريين، والجميع في ربوع وطننا الغالي يردّدون شعارا واحدا وهو "هيا رجال سطيف، كلنا وراءكم"، وهو ما لم تبخل به الجماهير الجزائرية في كل لقاء مصيري تلعبه التشكيلة السطايفية ويكون فيها العلم الوطني المعني الأول،وهو ما قد يتكرّر سهرة اليوم والجميع سيكون لا محالة خلف زملاء خضايرية في هذا التحدّي. الكحلة على بعد ثلاث نقاط من تحقيق الحلم ما يزيد لاعبي الوفاق رغبة في تحقيق الفوز والضرب بقوة، هو أنهم أصبحوا يشمّون الآن وأكثر من أي وقت مضى رائحة الدور نصف النهائي، وهم الذين حققوا الأهم في المباراتين السابقتين أمام الترجي والصفاقسي التونسيين، كما أن الفرصة أصبحت مواتية الآن كي يخرج الآلاف من عشاق اللونين الأسود والأبيض للاحتفال في شوارع الجزائر ككل، و"النسر السطايفي" أصبح على بعد ثلاث نقاط من تحقيق الحلم الغالي وهو التأهل إلى الدور نصف النهائي. السطايفية مُطالبون باستغلال عاملي الأرض والجمهور على هذا الأساس، وما يزيد التشكيلة السطايفية حظوظا في الفوز والتأهل إلى الدور نصف النهائي، هو استفادتها من عاملين كثيرا ما صنعا الفارق لصالحها وأمام العديد من الأندية القوية في القارة السمراء، وهما الأرض والجمهور. فقليلا ما يخطئ اللاعبون الذين تعاقبوا على حمل الألوان الأسود والأبيض الهدف لمّا يتعلق الأمر بمواجهة في سطيف، وهو ما يأمل أنصار الفريق خاصة والجماهير الجزائرية عامة أن يتحقق، وأن يستغل ناجي وبلعميري والآخرون عاملي الأرض والجمهور جيّدا. مضوي درس جيّدا طريقة لعب بنغازي من خلال حديثنا مع المدرب خير الدين مضوي، يتبيّن لنا أنه قد درس طريقة لعب النادي الأهلي جيّدا، ولا حديث عنده إلا عن تحضير الخطة اللازمة والتي ستكفّل لوفاق السطايفي تحقيق ثلاث نقاط ثمينة تكون عنوانا للتأهل إلى الدور نصف النهائي. لكن قبل هذا، وقفنا في الحصص التدريبية الأخيرة على إصرار كبير من التقني السطايفي كي لا يفوّت أدقّ التفاصيل التي تضمن لأشباله أن يكونوا في كامل إمكاناتهم الفنية والبدنية وخاصة الذهنية يوم اللقاء. التسرّع ممنوع… والضغط سلاح السطايفية على هذا الأساس، فإن رسالة المدرب مضوي إلى لاعبيه هي أن يطبّقوا كرتهم المعروفة دون زيادة أو نقصان وأن يبتعدوا عن كلّ العوامل التي من شأنها أن تُسقطهم في فخّ التسرّع. صحيح أنه لا يختلف اثنان على أن المواجهة مهمة، وأن الفوز بها بالنسبة للسطايفية يعني الإعلان الرسمي لإقامة الأفراح، لكن هذا يمرّ حتما عبر تطبيق النصائح، خاصة أن مضوي ظلّ يصرّ مؤخرا على ضرورة لعب الهجوم ولا شيء سوى ذلك، ولكن بشكل حضاري ومحترف بالضغط على عناصر الأهلي وعدم ترك أيّ مجال للاعبيها كي يطبّقوا كرتهم المعروفة. حمار يُحضّر مفاجأة في حال الفوز والتأهل ما تكتسيه من أهمية بالنسبة للرئيس السطايفي حسان حمار، فإنه عرف الطريقة التي يرفع بها معنويات زملاء ناجي. ففضلا عن كلامه تشريف الألوان الوطنية من خلال أداء قوي ومقنع، فإنه يحضّر في الخفاء مفاجأة للاعبيه في حال الفوز والتأهل، وهو ما يعكف على القيام به في كلّ مناسبة مهمة، والمهم بالنسبة إليه هو أن ترفع التشكيلة السطايفية العلم الوطني عاليا. الروح الرياضية هي من ستنتصر في الأخير ما تجدر الإشارة إليه، هو أن فترة التشنّجات التي عرفتها علاقة البلدين في الآونة الأخيرة ستتحطم على سفوح مدينة عين الفوارة، وسيصبح بمقدور الجميع أن يفتخر ومن الآن في أن سطيف بوابة الصلح التي طالما نادى به الكثير. فمباراة الوفاق أمام أهلي بنغازي فرصة لفتح صفحة جديدة بين شعبين شقيقين يربطهما حبل الإسلام بغض النظر عن كل ما حصل في الفترة السابقة، ولن يفرح أيّ طرف بانتصاره سهرة اليوم ، لأن المنتصر ستكون الروح الرياضية التي حملت في طياتها كلّ معاني الاحترام المتبادل بين الشعوب. التشكيلة المحتملة خضايرية، زيتي، لڤرع، ملولى، عروسي، زرارة، فراحي، قراوي، ناجي، العمري، بلعميري.