جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    فروسية/ البطولة الوطنية للقدرة والتحمل: ناديا الفروسية "أسلاك" بتيارت و" لاشياندا' بالبليدة يتوجان باللقب في الفردي    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    إلغاء رحلتين نحو باريس    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    المغرب: لوبي الفساد يتجه نحو تسييج المجتمع بالخوف ويسعى لفرض الامر الواقع    الجزائر العاصمة : غرس 70 شجرة بصفة رمزية تكريما لأصدقاء الثورة الجزائرية    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    الشباب يهزم المولودية    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    أدرار.. أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى عدة ولايات بالجنوب    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    حركة مجتمع السلم: حساني شريف يبرز أهمية تعبئة كل القوى الوطنية لمواجهة التحديات    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    العدوان الصهيوني: الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوء والكارثة تجاوزت التوقعات    لمست لدى الرئيس تبون اهتماما بالقضية الصومالية    قرار الجنائية الدولية ينهي عقودا للإفلات من العقاب    هذه شروط تأسيس بنك رقمي في الجزائر    استكمال مشروع الرصيف البحري الاصطناعي بوهران    3مناطق نشاطات جديدة وتهيئة 7 أخرى    "السياسي" يطيح بسوسطارة ويعتلي الصدارة    المرافقة النفسية للمريض جزء من العلاج    وفاة طفل تعرض لتسمم غذائي    ضبط مخدرات بالكرط    السداسي الجزائري يستهل تدريباته بمحطة الشلف    إيمان خليف وكيليا نمور وجها لوجه    دورة استثنائية للمجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة    مجلس الأمة يشارك في الدورة البرلمانية لحلف شمال الأطلسي بمونتريال    دعوة إلى إنقاذ تراث بسكرة الأشم    نحو تفكيك الخطاب النيوكولونيالي ومقاومة العولمة الشرسة    4معالم تاريخية جديدة تخليدا لأبطال ثورة نوفمبر    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    دعم حقوق الأطفال لضمان مستقبل أفضل    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزء الثاني من الحوار مع بولمرقة :الرئيس بن علي كان وسيبقى صديقي و كاسترو تذكر بومدين من خلالي”
نشر في الخبر الرياضي يوم 29 - 03 - 2012

في الجزء الثاني والأخير من هذا الحوار نكتشف بطلة بمرتبة وزيرة خارجية، ونكتشف امرأة قسنطينية اعتقد الإسبان أنها أميرة، ونكتشف مناضلة بدرجة امتياز في صفوف الشعب الصحراوي المغبون دون أن تخشى غضب الملك وحاشيته ولا حتى أصدقائها الرياضيين المغاربة، بولمرقة ضد غضب الشعوب العربية، فهي لا تؤمن بثوراتهم ولا بربيعهم المزعوم ولا تريد أن يصدروها إلى الجزائر، البطلة العالمية والأولمبية السابقة واصلت هجماتها في كل الاتجاهات، كما كشفت بعض الأمور الشخصية الخاصة بها، وقبل ذلك توقفت بولمرقة قليلا بالحديث عن تجربتها في توزيع الأدوية بعد أن أغلقت في وجهها كل الأبواب للبقاء قريبة من اختصاصها.
بعد أن أوقفت مسيرتك الرياضية فاجأت الجميع بدخولك مجال المال والأعمال، فكيف كان هذا التحول في حياتك؟
هذا التحول فرض عليّ ولم يكن أبدا مطلبي في البداية، فبعد أن قررت توقيف حياتي الرياضية للظروف التي شرحتها من قبل، كنت أفكر في استثمار خبرتي في المجال الرياضي، وهذا هو المنطق حسب رأيي، فطرقت كل الأبواب ولمدة سنتين كاملتين ولكن لم أتحصل على أي رد، وبالنظر إلى مسؤولياتي أمام عائلتي، فكرت في إنشاء شركة صغيرة أعيش من ورائها كما يقال، وبهذا توجهت إلى هذا الميدان الذي تسميه ميدان المال والأعمال، والآن أنا أملك شركة صغيرة لتوزيع الأدوية ولست مستوردة أو مصنعة.
قبل شركتك الحالية أنشأت شركة للتجهيزات الرياضية، كيف جاءت الفكرة؟
الفكرة جاءت من المدير العام لشركة “ديادورا” الإيطالية، فهذه الشركة كانت الممول الأساسي لحسيبة بولمرقة طوال حياتها الرياضية، وقد فزت بكل ألقابي وأنا أحمل هذه “ّالماركة”، المهم أنّه في سنة 1996 اقترح عليّ المدير العام بارولين تمثيل هذه العلامة في الجزائر، وطلب منّي فتح فرع للشركة الأم ببلادنا، وذاك ما تم وأسميتها “البطلة”، وبالفعل بدأنا عملية توزيع تجهيزات علامة “ديادورا” الأصلية في الجزائر، ولكن نكسات الرياضة الجزائرية، جعلت سوق الألبسة الرياضية راكدا نوعا ما، بالإضافة إلى غلاء الأسعار مقارنة مع ما يستورد من الصين، وقد وصلنا بعد 6 سنوات إلى حافة الإفلاس، ولهذا قررت توقيف المشروع والتفكير في ميدان آخر..
بعد ذلك اخترت ميدان الأدوية، فكيف كانت الفكرة وأنت لا تعرفين شيئا عن هذا الميدان؟
لدي بعض الأصدقاء الناجحين في هذا الميدان فاقترحوا عليّ الفكرة، وأكدوا لي النجاح على أساس أنّي امرأة أمتاز بالذكاء والنشاط والحيوية، وباعتبار أنّ هذا الميدان ليس صعبا فبإمكاني التأقلم والنجاح، ولهذا قررت دخول ميدان الدواء كموزعة بالجملة، والحمد لله أنّ التجربة كانت ناجحة وتعرفت على أشخاص آخرين وميدان كنت أجهله تماما.
أسميت شركتك الأولى “البطلة” وأسميت شركة توزيع الأدوية “حسيبة بولمرقة الدولية”، لماذا هذان الاسمان وهل هو استغلال لاسمك؟
كلا الاسمين جاءا هكذا ودون أن أسعى من ورائهما لأي شيء، فاسم “البطلة” كنت أرى فيه علامة كبيرة، خاصة أنّ مسؤولي “ديادورا” وعدوني بتصنيع الكثير من العتاد الرياضي في الجزائر بعد 5 سنوات، فأردت أن يكون اسما مميزا ومختلفا عن اسم الشركة الأم، أما شركة توزيع الأدوية، فالقليل فقط يعرفون اسمها الحقيقي لأنّها تكتب بالفرنسية HBI”" وبالعربية تكتب “أش بي إي” ولم يسبق أن كتبت الاسم كاملا، وهذا ما يعني أنّي لم أستغل اسمي للإشهار لشركتي.
في سنة 2006 أي بعد أربع سنوات من تأسيس الشركة، جاء في مجلة “فوربس” أنّ رقم أعمال هذه الشركة وصل إلى 20 مليون دولار، هل هذا يعني أنك أصبحت بالفعل من أصحاب المال؟
أعذرني، لا أريد الخوض في هذا الموضوع، فكما قلت لك من قبل، أنا أملك شركة صغيرة (كشك) أعيش من ورائها، وأما الحديث عن هذه الأرقام الكبيرة، فهي لا يعني أبدا أني أملك هذا المبلغ، وفرق كبير بين رقم الأعمال والفائدة، كما أننا كموزعين يكون لنا هامش ربح صغير جدا، مقارنة حتى بأصحاب الصيدليات.
لنترك هذا الموضوع إذن، ونتحدث عن موضوع آخر، هناك حديث كبير في قسنطينة عن ترشحك في قائمة حرة للانتخابات التشريعية القادمة، ما صحة هذا الكلام؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فأنا لست مترشحة لأي انتخابات، وأعتبر نفسي من بين ملايين الشباب الجزائري المستقيل عن السياسة.
ألم يعرضوا عليك الترشح، سواء كأحزاب سياسية أو قوائم حرة؟
أنا مستقيلة سياسيا..
أقصد ألم تحاول أطراف استغلال اسمك بضمك إلى قوائمها؟
قلت لك أنا مستقيلة سياسيا..
في حديث لك لقناة “نسمة” التونسية، قلت أنّك تملكين الإمكانات لتكوني وزيرة، هل هذا يؤكد رغبتك في الاستوزار؟
في قناة “نسمة” قلت ” اللي يسنى خير من اللي يتمنى واللي يتمنى خير من اللي يقطع لياس” وهو مثل معروف والفاهم يفهم..
أفهم أنك ترغبين بالفعل في الوزارة، خاصة أنّ المغرب عاشت تجربة استوزار عداءة عالمية وهي نوال المتوكل، وفي تونس حاليا وزير الرياضة هو طارق ذياب؟
الجزائر لديها شعبها بعاداته وتقاليده والمغرب، وحتى تونس لديه شعبه بعاداته وتقاليده، وكما يقال :”كل شاة تعلق من رجلها”، ولهذا عندما يحين الوقت وتكون الأمور مواتية في الجزائر وتستعيد بلادنا عافيتها 100 بالمائة، وتكون هناك رغبة حقيقية في التغيير الحقيقي، يومها ستكون لحسيبة كلمة أخرى.
هل تعتقدين أنّك مظلومة من رؤساء الحكومات المتعاقبة، كما أنت مظلومة من طرف الوزير؟
أقول لك شيئا، أنا واثقة جدا من نفسي ومن إمكاناتي وقدراتي، ما يهمني فقط هو خدمة الجزائر، والرياضة الجزائرية والشباب الجزائري والأخذ بيده، لأنّ من يعتقد أنّي أبحث عن الشهرة فأنا أملكها، ومن يعتقد أنّي أبحث عن المال فلدي ما يكفيني، لا ينقصني شيء، مرتاحة في حياتي وحيث أنا، ولهذا لا تهمني المناصب، فالجزائر لديها قدرات بشرية كبيرة وهناك 100 شخص قبلي يستحق هذا المنصب، ولهذا لا أقول أنّي ظلمت من طرف رؤساء الحكومات، ولكن مع وزير الشباب والرياضة أعيد وأكرر أنّ الجزائر (ماعندهاش الزهر) مع وزير مثل هذا، لا يفقه شيئا في الرياضة ولا يحبها، كما لا يحب الرياضيين.
هناك من يرى أنّ التهميش الذي تلقاه بولمرقة من طرف المسؤولين، يشبه ما يتعرض له ماجر، هل تعتقدين ذلك؟
لا أبدا، الأمور تختلف نوعا ما على أساس أنّ ماجر رجل، وعندما أقول “رجل” فهو مقبول من الجميع على عكس المرأة التي يرفضها الكثيرون، وهذا فرق أساسي بالنسبة لي، وهنا أريد أن أتحدث عن حادثة تمزيق ماجر لعقده مع الفاف على المباشر...
تفضلي، فكيف رأيت موقفه ذاك؟
أعتقد أنّ ماجر عندما قام بتمزيق عقده في حصة رياضية منقولة مباشرة على شاشة التلفزيون أخطأ، فهو انفعل ولم يتمالك أعصابه، ولهذا أرى أنّه كان يفتقد للديبلوماسية في ذلك الموقف، ولكن ربما هذا راجع إلى أنّ عالم كرة القدم صعب جدا ومليء بالمشاكل والخلافات..
هل تعتقدين أنّ ماجر بإمكانه تقلد منصب رئيس الاتحادية ؟
بل أقول لماذا لا تعطى الفرصة له، وأنا هنا لا أخاطب الحكومة ولكن الجمعية العامة للفاف لأنّها مستقلة ولا يتحكم فيها الوزير، فلماذا لا تمنح هذه الجمعية الفرصة لماجر وغيره من الرياضيين، خاصة أنّ ماجر يملك الكفاءة اللازمة ليكون رئيسا للاتحادية وحتى ليكون وزيرا.
إلى متى ستبقين تحلمين بمنصب الوزيرة؟
من قال لك أنّي أحلم بهذا المنصب أو أنتظره، أنا إنسانة خدّامة وعايشة والحمد لله، وإذا جات الوزارة فيها خير وبركة، وإذا لم تأت فيها أيضا خير وبركة، هذا الأمر ليس مشكلا بالنسبة إليّ.
كررت عدة مرات جملة “مستقيلة سياسيا” ولكن كنت في سنوات ماضية ضمن لجنة دعم الرئيس بوتفليقة، هل من توضيح؟
لن أجيب على هذا السؤال، أرجو أن تطرح سؤالا آخر..
عندما اتصلت بك لأخذ موعد لإجراء هذا الحوار، قلت أنّك في فرنسا رفقة المجاهدة إيغيل أحريز، فما علاقتك بالمجاهدات؟
لقد تلقيت دعوة من المركز الثقافي لقنصلية الجزائر بمدينة تولوز الفرنسية بمناسبة عيد المرأة للمشاركة في ندوة حول دور المرأة الجزائرية إبان الثورة والاستقلال، وكانت من بين المدعوات أيضا المجاهدة الكبيرة إيغيل أحريز، وكل واحدة تحدثت عن مسارها، فالسيدة إيغيل أحريز تحدثت عن حياتها في السجون الفرنسية ومعاناتها طوال فترة الاستعمار وأنا تحدثت عن حياتي كمناضلة في الحركة الرياضية الجزائرية، وكم كان التشابه كبيرا جدا في التضحيات، وهذا ما جعل الحاضرين يتأثرون بالتجربتين، وهناك من بكى بحرقة، لأننا ضحينا من أجل الجزائر ولو بطريقتين مختلفتين.
على ذكر عيد المرأة، ماذا يمثل لك هذا اليوم؟
(تضحك) مجرد يوم، هو مجرد مناسبة لا أكثر ولا أقل، وأتمنى أن تكون كل السنة 8 مارس للمرأة الجزائرية، ويكون 8 مارس الحقيقي مجرد يوم من السنة.
أبديت في الكثير من المواقف تضامنك مع الشعب الصحراوي، هل يمكن أن نعرف على ما بنيت موقفك هذا؟
أنا إنسانة أؤمن بمبادئ معينة، وكل من يعرفني يقول أنّ حسيبة بولمرقة سيدة مواقف، وأنا موقفي من قضية الصحراء الغربية واضح، فهذه القضية عادلة وإنسانية قبل كل شيء، فالاستعمار المغربي اغتصب أرضهم بالقوة، بعد أن كانت مستعمرة إسبانية لتكون آخر المستعمرات في إفريقيا، وأرى أنّه من العيب والعار على دولة مسلمة مثل المغرب عانت من الاستعمار أن تسمح لنفسها باستعمار دولة شقيقة وتستبيح عرضها وتستغل ثروتها.
ماذا يمكن أن تقدّم حسيبة بولمرقة لهذا الشعب؟
أنا حسيبة بولمرقة الجزائرية البطلة وظفت صورتي لخدمة قضية إنسانية، وهذا بغض النظر عن موقف دولة الجزائر، فقد كنت من بين الحاضرين في هيئة الأمم المتحدة، وقرأت كلمة شرحت فيها موقفي كجزائرية، كبطلة وكامرأة للجنة الأممية، وأكدت في كلمتي على عدالة قضية الشعب الصحراوي الذي يحتاج للمساعدة من الجميع والبداية منّا نحن الجزائريين، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يعيش فيه الشعب الصحراوي معززا مكرما على أرضه.
هذا الموقف ألم يسبب لك مشاكل مع السلطات المغربية؟
هذه القضية قضية أممية، وإذا كان الشعب الجزائري ساند الأطروحة الصحراوية، فهناك شعوب أخرى ساندت الطرح المغربي، وأنا أعتبر أنّني مع بلادنا ساندنا الحقيقة، وبخصوص سؤالك أقول أنّه حتى الآن لم يصادفنا أي مشكل مع المسؤولين المغاربة، وحتى إن كان هناك مشكل، فهناك أيضا دولة اسمها الجزائر فوق رأسي.
الرياضيون المغاربة ألم ينزعجوا من موقفك هذا؟
حاليا من النادر أن نلتقي، وحتى عندما نلتقي في مناسبات معينة، لا نتحدث إطلاقا في الأمور السياسية، وكل أحاديثنا تتمحور حول الرياضة فحسب، ولهذا لا يمكن لأي شخص أن ينتقد موقف الآخر.
المعروف عن الرياضيين أنّهم غير متابعين كثيرا للسياسة، ولكنّك عكس ذلك تماما؟
أنا إنسانة لدي ثقافة، وأقرأ وأطالع كثيرا، وقبل ذلك عندي روح الإنسانية، فعندما نتحدث عن قضية الصحراء الغربية، أؤكد لك أنّي كنت أجهلها تماما، ولكن لما سنحت لي الفرصة لزيارة مخيمات اللاجئين في تندوف وكذلك الساقية الحمراء رأيت بأم عيني المعاناة الكبيرة التي يعيشها الصحراويون وتأثرت كثيرا بذلك، ولهذا قررت أن أوظف اسمي وصورتي وشهرتي لمساعدة هذا الشعب، وأنا لم ولن أندم على ما قمت به تجاهه.
كلامك هذا يجعلني أسألك عن موقفك من الثورات العربية أو ما يسميه البعض الربيع العربي؟
هذه مسخرات عربية وليست ثورات، وأنا مسؤولة عن كلامي هذا، لأنّه ليس هناك ما يدل على أنّها ثورات، فالشعوب العربية محتاجة لأن تتحد وتلتحم وتتحدى مشاكلها مجتمعة، وأن تكون معا ضد أعدائها الحقيقيين وليس الوهميين، هذه الشعوب ثورتها في تلاحمها واتحادها، وليس في تشتتها وتغيير علمها وألوانه وتواريخها، فعدو الأمس واليوم والغد هم الصهاينة، ولهذا أنا أعتبر ما يحدث مسخرات وليس ثورات.
رغم كل ما قلته إلاّ أنّك لا تعارضين مواجهة الإسرائيليين في المنافسات الرياضية؟
قيمة الرياضة أنّها لا تعرف لونا ولا عرقا ولا ديانات فهي للجميع، وأنا عندما أسمع أنّ رياضيا عربيا انسحب من منافسة دولية لأنّ منافسه إسرائيلي أضحك كثيرا، يا أخي شارك وأربح ولماذا تترك هذا الإسرائيلي يتأهل أو يفوز بميدالية على حسابك، لا بد على الرياضة أن تتفوق على السياسة لأنّه أصبح بإمكانها فتح أبواب تعجز السياسة عن الوصول إليها.
على ذكر الأحداث العربية الراهنة، هل كانت لك مواقف مع الزعماء العرب الذين كانوا ضحية ما تسمينه “المسخرات العربية”؟
الرئيسان الليبي والمصري لم يسبق لي أن التقيت بهما، ولكن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كان قد كرمني بقصر قرطاج بميدالية الاستحقاق التونسي، وأحتفظ له بكلمات ومواقف جميلة في حقي، ولهذا أكن له كل التقدير والاحترام واعتبره حتى الآن صديقي..
ألا تخشين من موقف التونسيين حيال كلامك هذا؟
حتى لو طلبت منّي الصحافة التونسية رأيي في هذا الموضوع سأجيبهم بما أجبتك، وسأقول أنّه لدي ذكريات جميلة مع الرئيس بن علي الذي لم أر منّه إلاّ الخير وحسن الضيافة، وهو كرمني باسم الشعب التونسي وسيبقى صديقي للأبد وذهابه عن السلطة لن يغير صورته الجميلة عندي.
كل الجزائريين يتذكرون صور تكريمك من طرف الحكومة الإسبانية وأنت ترتدين القندورة القسنطينية، هل تعودين بنا إلى ذلك اليوم؟
التكريم لم يكن من الحكومة الإسبانية، ولكن من طرف ولي العهد الإسباني فيليبي دي بوربون أمير منطقة أوفييدو، وكان ذلك سنة 1995، حيث كنت من بين المتوجين بجائزة يقدمها ولي العهد لشخصيات عالمية، على غرار العاهل الأردني الراحل الملك حسين والرئيس البرتغالي سواريز اللذين كرما في نفس المناسبة، وقد قررت حينها ارتداء الزي التقليدي القسنطيني، وذلك كنوع من الإخلاص لبلدي وثقافته وتقاليده.
هل تذكرين بماذا علّق الحاضرون وأنت بذاك اللباس المميز؟
أتذكر أنّي كنت في البهو قبل الدخول إلى القصر حين حضرت الملكة صوفيا ملكة إسبانية ورأتني وأنا أرتدي الجبة القسنطينية فاقتربت منّي وقالت “لا أصدّق، أنت الأميرة اليوم بهذا اللباس الرائع”، وأتذكر أنّ الحفل كان رائعا بوجود صورة كبيرة لي، كما أنّ ولي العهد قرأ كلمة قدّمني من خلالها للحاضرين، حيث أشاد بشجاعتي، وردد بعض الجمل لألبير كامي الذي قال عنه أنّه يعرف بلد حسيبة بولمرقة جيدا، والأكيد أنّ مواقف مثل هذه تجعل الإنسان يشعر بالفخر والاعتزاز.
هل يمكن أن نعرف زعماء أو رؤساء آخرين استقبلوك؟
الزعيم الكوبي فيدال كاسترو، ففي الفترة ما بين نهاية 1993 وبداية 1994 كنت في تربص بكوبا، وخلالها استقبلني الرئيس الكوبي في قصره وكرّمني، وأتذكر أنّه بمجرد أن لمس يدي قال لي بالإسبانية “جزائر بومدين”، وبعد ذلك حدثني كثيرا عن حبه للجزائر، كما مازحني وهو يقول ” عندما رأيتك على الشاشة اعتقدت أنّك أطول من الواقع”، كما حدثني عن شبابه عندما كان رياضيا ولكنّه لم يكن يملك مواصفات الرياضي الكبير حسب قوله.
وما علاقتك بالشخصيات السياسية في الجزائر؟
لا توجد علاقة كبيرة بيني وبينهم، ولا ألتقي بهم إلاّ في المناسبات، خاصة مناسبة أول نوفمبر، ومع ذلك فقد سبق أنّ تحدثت للبعض منهم على غرار الوزير الأول أحمد أويحيى، بلخادم، أبوجرة، الشيخ نحناح رحمه الله، ومع ذلك أعتبر أنّ علاقتي بالممثلين والفنانين أقوى بكثير من علاقتي بالسياسيين.
في الأخير ماذا تقولين؟
أشكركم كثيرا على هذا الحوار وأقول في الأخير أنّ الرياضة لن تتحسن إلا بوجود مسؤولين أحسن من المسؤولين الحاليين، كما يجب وضع قوانين تتماشى مع الجيل الحالي، وأقول للشباب أن لا يستعجل النجاح فالبطل العالمي لا يخلق بين عشية وضحاها، فأنا مثلا لم أصبح بطلة إلاّ بعد 23 سنة من الصبر والتضحيات، وأضيف شيئا آخر..
تفضّلي..
أريد أن أقول أيضا لأصحاب المسخرات العربية أنّ الجزائر عانت لسنوات من العنف الأعمى ومن يريد أن يصدر لنا هذه المسخرات العربية أقول أنّ ذلك مستحيل أن يحدث والشعب الجزائري سيرد عليهم بقوة يوم العاشر ماي القادم.
أسئلة خاصة للبطلة العالمية
ماذا تغيّر في حسيبة بولمرقة بعد النجاح والشهرة؟
الأكيد أنّ الشهرة أخذت منّي قليلا من حياتي الشخصية، ولكنّها بالمقابل منحتني أكثر مما أعطتني، ورغم أنّ الكثير من الأمور تغيّرت في حياتي إلاّ أنّي مازلت أفرح عندما أزور قسنطينة للقاء الأهل والأصدقاء، كما أنّ مروري على الحي الذي ولدت وتربيت فيه (الكاطريام) يجعلني أشعر بالقفزة الكبيرة في حياتي، لأنّه من كان يراني أتدرب في الصغر يقول من المستحيل أن ينتج هذا الحي بطلا وطنيا وليس بطلا عالميا وأولمبيا.
ألم تفكري في التنقل والعمل في قطر؟
لا قطر ولا أي دولة أخرى، أنا مرتاحة في بلادي، والأكيد أنّ قطر لن تكون أحسن منّا، فنحن بحاجة فقط إلى أن نتعايش مع بعض بالطريقة الصحيحة وسنكون من أقوى الدول.
بالحديث عن قطر، ما رأيك في سياسة التجنيس التي تنتهجها هذه الدولة؟
التجنيس مسخرة، يأتون باللاعبين من كينيا وأثيوبيا، ويقولون أننا نملك أبطالا عالميين، عليهم أن يكونوا أبطالا قطريين، حتى يفتخرون بهم أمام العالم.
هل فكرت في كتابة مذكراتك؟
ليس بعد، أعتقد أنني أصغر من التفكير في كتابة المذكرات، ولهذا سأنتظر سنوات أخرى أصنع فيها الحدث لأكتب تلك المذكرات.
ألم تفكري في ارتداء الحجاب؟
أعتقد أنّ الحجاب قناعة شخصية تكون بين الإنسان وربه، ولهذا لا يمكن لأي أحد أن يفرضه عليه، أو أن يسألني لماذا لا ترتدين الحجاب..
زرت بلدانا كثيرة، فما هي الدولة التي تمنيت العيش فيها؟
لكل بلد خصوصياته، ولكن البلد الذي أبهرت بهدوئه ونظامه وتحضره هو سويسرا، كما أنّ الولايات المتحدة الأمريكية بلد عظيم، ففيه الحرية بلا حدود، وهو بلد العدل والمساواة والقانون فوق الجميع، صحيح أنّ من الخارج يرهب ولكن من الداخل أي شخص يحب العيش فيه، لأنّه كذلك يمنح فرص النجاح للجميع وثقافة مسؤوليه تقوم على تسهيل حياة المواطنين.
لهذا اشتريت منزلا في ميامي؟
عندما كنّا نتدرب في كوبا نستغل فترة الراحة التي يمنحنا إياها المدرب للتنقل إلى الولايات المتحدة، وكانت تعجبني كثيرا ميامي، لهذا أفضل دائما التنقل إلى هناك أيام العطل.
هل تملكين الجنسية الأمريكية؟
لا أبدا جنسيتي الوحيدة هي الجزائرية، ولكن أملك بطاقة زيارة للولايات المتحدة الأمريكية لمدة عشر سنوات.
من هم الرياضيون العالميون الذين ما تزال تربطك بهم علاقة حتى الآن؟
جيلنا بدأ يتقدم في السن ومع مرور السنوات قلت لقاءاتنا نحن الرياضيون، ومع ذلك ماتزال تربطني علاقة بالبعض من مشاهير الرياضة على غرار بوبكا، فريديريكس وجبريسيلاسي الذي أصبح يملك الكثير من المتاجر والأعمال في إثيوبيا.
هل تعتبرين نفسك سيدة مطبخ أو تعتمدين على الآخرين في تحضير الطعام؟
ما أزال حتى الآن أعد الطعام بنفسي وأجد راحة كبيرة في ذلك، فقد تربينا على ذلك، لأن الطبخ من عاداتنا وتقاليدنا، ومن لا تحسن الطبخ فهي ليست قسنطينية، وأنا أحب كثيرا الشحشوخة والتليتلي ولا يمكنني التنازل عن هذين الطبقين أبدا.
ما نوع الموسيقى التي تفضلين الاستماع إليه؟
أستمع لكل الطبوع وخاصة أغاني الفلكلور والأغاني القديمة، مثل أغاني بلاوي الهواري وأغنية “وهران وهران” للشاب خالد، بالإضافة إلى المالوف القسنطيني مع شيخنا محمد الطاهر الفرقاني، وكذلك الشعبي الذي يؤديه العنقة والحاج مريزق، وحتى ما يؤدى باللهجة القبائلية من طرف الشيخ الحسناوي وكذلك أغاني صديقي جمال علام وإيدير، كما لا أنسى أغاني وردة الجزائرية.
ما هي اللغات التي تتقنينها؟
العربية، الفرنسية، الإنجليزية، والإسبانية وأعرف قليلا من الإيطالية التي تعلمتها من تواجدي الطويل بمدينة سيينا، حيث يقيم مناجيري السابق.
بدأت مشوارك مع الموك واشتهرت أكثر بألوان بلوزداد، فأي الفريقين تناصرين؟
صحيح أنّي بدأت مع الموك في الثمانينات ثم انتقلت إلى شباب ميكانيك بلكور، ولقد كنت مدللة مع الفريقين وهناك ذكريات جميلة لي من تلك الفترة، أما عن سؤالك فأنا أناصر كل الجزائر، ولا أملك الحق لتفضيل فريق على حساب الآخر، أنا بنت الجزائر وأينما أذهب يستقبلونني أحسن استقبال.
كلمة لقسنطينة
أتمنى لهذه المدينة أن تستعيد أيامها الزاهية، وتستعيد بسمتها، كما كانت أيام أعصاب وأوتار وبين الثانويات، وأن تعود فرقها الكبيرة إلى الساحة الوطنية، من العيب على مدينة بتاريخ قسنطينة أن تنام في الخامسة، ففي الوقت الذي تكبر فيه ولايات وتتطور نجد قسنطينة تعود إلى الوراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.