استبعد النجم الإسباني «جيسيكا مندييتا» في عموده الأسبوعي لشبكة Goal، امكانية فوز بايرن ميونخ على برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مؤكدًا أن المدرب الجديد للبرسا «لويس إنريكي» يستحق الكثير من الاحترام على الدور الذي لعبه في استعادة جميع عناصر الفريق للياقتهم البدنية. وقال مندييتا: جوسيب جوارديولا ولويس إنريكي مختلفان عن بعضهما البعض خارج الملعب، لكن في عالم التدريب متشابهان لحد كبير، ولديهما نفس الأفكار ويطبقونها بنجاح علي فرقهم. لويس إنريكي رجل أكثر ميلاً للمغامرة الهجومية من بيب، سعى إلى أستراليا لقضاء بعض الوقت وركب الأمواج، كان ينافس في سباقات الماراثون ومسابقات رفع الأثقال، إنه يريد تجربة كل شيء خارج كرة القدم، وهذا هو السبب الذي سيحوله في فترة من فترات حياته المهنية في الملاعب الإنجليزية. منذ أيامي في كرة القدم، عندما لعبت مع وضد رجال برشلونة، أتذكر قدرة لويس إنريكي على اللعب في أي مركز، أما جوارديولا فكان لاعبًا مُدهشًا، عندما كان في سن المراهقة لعب وكأن عمره 30 عامًا مع فريق الأحلام في برشلونة الذي قاده يوهان كرويف. كان من المستحيل الاستغناء عن بيب في وسط برشلونة، كان أول رجل يحصل على الكرة عندما تصله من أقدام المدافعين ثم يُمرر بشكل مذهل بلمسة واحدة، يفكر فيما سيفعله قبل وصول الكرة وكان يعرف أين ستذهب تمريرته المقبلة، هذا الوعي كان يشعر به كل زملائه في الفريق. في بداية حياته المهنية مع خيخون، كان إنريكي في خط الهجوم، وعقب انتقاله إلى ريال مدريد (1991-1996) لعب كظهير أيمن ثم كظهير أيسر ثم كلاعب وسط، في أي مكان كنت تجده، ومع برشلونة (1996-2004) كان أكثر من لاعب مهاجم، أنا لن أنسى أبدًا مراوغاته وتمريراته وتحركاته. إنريكي إمتاز بالمهارة والقدرة على اللعب بكلتا القدمين، كان قويًا في لعبه، وعدواني في المنافسة على كل المستويات، شخصيته على أرض الملعب وفي غرفة خلع الملابس كانت قوية، أظهر هذه الاحترافية في أكثر من مباراة بالذات في مباريات الكلاسكيو وسجل هدفًا في مرمى ريال مدريد بالاحتفال بطريقة عاطفية، ريال مدريد لم يكن يغرب في ذلك لكن إنريكي أحب ذلك. عندما كنت أنظر إليه كمدرب، أرى رجلاً تعلم الكثير، رجل يستحق الكثير من الاحترام والتقدير على ما قام به من عمل هذا الموسم مع برشلونة، إنه على بعد ثماني مباريات من تحقيق الثلاثية التاريخية، ولديه فرصة جيدة للتتويج بتلك الألقاب. لويس إنريكي استفاد من تلك السنة التي درب فيها في إيطاليا مع روما (2012/2011)، وضع مشاكله وراء الكواليس مع اسماء كبيرة مثل فرانشيسكو توتي وفينشتينزو مونتيلا، والتعامل مع هذه النوعية من اللاعبين الذين يريدون التواجد في التشكيل الأساسي كل مباراة ليس بالأمر الهين، هناك ربما 24 منهم، لكنه تعامل. واجه مشاكل مماثلة في بداية مسيرته مع ليونيل ميسي هذا الموسم، وكان هناك الكثير من الحديث حول هذا الموضوع قبل بضعة أشهر، لكن هل تسمع الآن أي شيء؟ عندما حاول ادخال ميسي في نظام المداورة تحدثا معًا وقاما بتسوية الخلاف. مسؤوليتك كمدير فني هي أن تجعل فريقك الأفضل، ولويس إنريكي صنع أفضل فريق شاهدته منذ فترة طويلة، وتواجده في نهائي كأس ملك إسبانيا وصدارة الدوري ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا مكافأة كبيرة. حصل على الكثير من الانتقادات في وقت سابق من الموسم، كان الناس يقولون أنه لا يعرف ماذا يفعل عندما لم يلعب بنفس التشكيل الأساسي لعدد كبير من المباريات، لكنه كان يعرف النادي ويعرف اللاعبين، ويعلم ما يريده الأنصار ويعرف تمامًا ما يفعل، كان على حق في تطبيق نظام المداورة والآن برشلونة هو أفضل فريق في دوري الأبطال. برشلونة في برلين؟ الفريق يملك الأفضلية على بايرن ميونخ للتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا خاصةً مع تعرض نخبة من ركائز البايرن لإصابات مثل آرين روبن وروبرت ليفاندوفسكي وريبيري، هذا سيرجح كفة البرسا. من الناحية الكروية، المدربان متشابهان، برشلونة تغير هذا الموسم، إنييستا صار يلعب في العمق أكثر مما كان عليه في السابق على الطرف الأيسر، لكن لويس إنريكي وجوارديولا لديهما نفس الفلسفة بالحيازة على الكرة والسيطرة على مجريات الأمور، في حال خسارتهم للكرة يحاولون استعادتها في أسرع وقت ممكن. الكثافة العددية في الخطوط الأمامية والحيازة العالية لا تدع الخصم يلعب بطريقته المعتادة، هذا ما تراه تمامًا في مباريات برشلونة الآن وبيب يحاول فعل ذلك بعض الشيء مع بايرن ميونخ كما كان يفعل مع برشلونة، من حيث أسلوب اللعب والتدريب. برشلونة يستطيع التسجيل وتهديد المرمى أكثر من بايرن ميونخ، قد يكون دفاع بايرن جيد ولديه مثير للاهتمام، ولكن من حيث الأرقام فهي نفس أرقام البرسا. الانضباط عامل مهم، برشلونة ليست لديه بطاقات صفراء كما بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا، والتفسير الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه هو القدرة التنافسية الضعيفة في بطولة الدوري الألماني. بايرن ميونخ أقوى فريق في الدوري المحلي على الإطلاق، لاعبيه لا يلعبون بعدوانية كبيرة، القوة البدنية للأندية الإسبانية أكثر قوة، وعمومًا اللعب في إسبانيا أشرس وأصعب، الفرق الأخرى تلعب بجدية وخاصةً ضد الكبيرين «ريال مدريدوبرشلونة» لذلك المباريات تكون أكثر صرامة وهذا يظهر في دوري أبطال أوروبا. ناهيك عن المقارنات، إذا لعب برشلونة بطريقته المعتادة التي لعب بها في الأسابيع الأخيرة فلا أستطيع رؤيته خاسرًا أمام بايرن ميونخ في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.