عدلان حميدشي كما كان متوقعا، استغل الكثير تأهل المنتخب المحلي للمربع الذهبي في كأس إفريقيا للمحليين، ليفتحوا النقاش البيزنطي حول أحقية لاعبي البطولة الوطنية في حمل ألوان المنتخب الأول قبيل مباراة المغرب، وكأن الأمر معروض على استفتاء بين الصحفيين أو المدربين والمحللين، أو أن الأمر بسيط ويمكن لأي لاعب يسجل هدفا في السودان أن يتحول إلى بطل مثل أبطال أم درمان. فقضية اختيار لاعبي المنتخب الأول من صلاحيات المدرب بن شيخة وليس لغيره، والترويج لفكرة الاتكال على لاعبي البطولة الوطنية وتهميش المحترفين هو فكر "عنصري" في قالب جديد، فالمنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين، سواء يلعبون في داخل الوطن أو خارجه، يحملون جنسية جزائرية من الأم أو من الأب، مثلما تنص عليه القوانين الدستورية، ولا أحد أحسن من الآخر سوى بمردوده الفردي، هذا هو المقياس الأول الذي يجب توظيفه في اختيار لاعبي الخضر . ودون شك، أظهر بعض اللاعبين المحليين إمكانيات لا بأس بها في السودان، لكن أي مدرب مخضرم سيقول لنا بأن الشان شيء، والمنافسة الإفريقية الأخرى شيء آخر، والفرق بينهما شاسع. ويتذكر الكل كيف تفاعل الجمهور الجزائري مع اللقبين العربيين لوفاق سطيف، أين صال وجال حاج عيسى ورفاقه في الملاعب العربية، وبمجرد أن دخل الوفاق منافسة رابطة أبطال إفريقيا، اكتشفنا بأن بطل العرب الذي صرفت عليه ملايين الدولارات، غير قادر تماما على مزاحمة الفرق الأفريقية الكبرى، في صورة الترجي التونسي والأهلي المصري وتي. بي. مازمبي وغيرها. صورة ما حدث للوفاق بنجومه، يمكن أن نستخلص منها العبرة فيما يتعلق بمردود المحليين في الشان ، دون أن نقلل من حجم الإنجاز الذي حققه أشبال بن شيخة، ومخطئ من يعتقد بأن الكرة الإفريقية تراجع مستواها أو توقفت عن التحسن، فالأفارقة يصدرون لاعبيهم الموهوبين نحو أوروبا قبل سن ال 18 ولا يهتمون بالشان، ولا يبقى في البطولة المحلية بغانا أو كوت ديفوار أو الكاميرون ونيجيريا سوى اللاعبين الذين لم يسعفهم الحظ في ذلك، وبالتالي يجب أن لا نقع في فخ الغرور، حتى وإن توج رفقاء لموشية بدورة السودان، لأن هذه الكأس فبركتها الكاف لمن لا تاج له، تماما مثلما فعل الاتحاد العربي الذي أنشأ بطولة للأندية ثم أوقفها لأنها تعود دوما لفرق المغرب العربي، ونفس السيناريو وقع في كأس اتحاد شمال أفريقيا، وهي المنافسات التي تستطيع فرقنا أن تظفر بكؤوسها بسهولة، بعدما عجزت عن التتويج باللقب القاري للأندية البطلة منذ عشريتين. وبالتالي، بعث الحديث حول من له الحق في الدفاع عن الخضر استنادا لما يفعله مترف ورفاقه في السودان، هو محاولة للكذب على الرأي العام لحاجة في نفس يعقوب، فالذي ينشط في الكالشيو أو البندسليغا أو لاليغا والرابطة الفرنسية، ليس تماما مثل الذي يلعب في الجزائر، من الناحية الفنية والتكتيكية والجاهزية، والروح الوطنية ليست حكرا علينا نحن المولودين على هذا التراب.