سئُل دييغو سيميوني مُدرب أتلتيكو مدريد ذات مرة عن السر وراء قدرتهم على منافسة فرق أغنى منهم بكثير فأجاب "الفارق بيننا وبين ريال مدريدوبرشلونة يساوي 400 مليون يورو في الميزانية لكن الميزانية تختفي عندما يُطلق الحكم صافرته وعندها يتولى القلب تعويض الفارق في الميزانية". ولا يبدو من الحكمة مناقشة سيميوني في الطريقة التي سمحت لأتلتيكو بالتفوق على قطبي الكلاسيكو وقادتهم للفوز بلقب الليغا في 2014 رغم الفجوة المالية الكبيرة ووضعتهم على أعتاب الفوز بدوري أبطال أوروبا بعد إقصاء برشلونة MSN بشرط الفوز على ريال مدريد في النهائي. وبالحديث عن الفجوة المالية بين فريقي العاصمة الإسبانية فهناك فارق كبير جدًا يوضح قيمة العمل الذي قام به سيميوني في الفيسنتي كالديرون. ودفع ريال مدريد إجمالي 559.35 مليون يورو لبناء تشكيلته الحالية أكثر بثلاثة أضعاف من تشكيلة أتلتيكو مدريد التي كلفت خزينة النادي 166.21 مليون يورو وللتوضيح فإن ريال مدريد دفع 194 مليون يورو فقط للتعاقد مع كريستيانو رونالدو وجاريث بيل من مانشستر يونايتد وتوتنهام على الترتيب وهو رقم يفوق قيمة تشكيلة أتلتيكو بالكامل. وتجدر الإشارة إلى أن سيميوني نجح في التعامل مع التغييرات الكثيرة التي طرأت على تشكيلة أتلتيكو فبالنظر إلى الأسماء الحالية للروخي بلانكوس نجد ستة لاعبين فقط ما زالوا باقين من الفريق الذي لعب نهائي 2014 أحدهم فيليبي لويس الذي تم بيعه إلى تشيلسي وعاد الصيف الماضي بصافي ربح 4 مليون يورو وبالمقارنة مع ريال مدريد فهناك 13 لاعبًا عاشوا ليلة الإنجاز في لشبونة. ولم تكن مهمة سيميوني سهلة في إعادة بناء أتلتيكو بعد خروج لاعبين مهمين مثل الحارس تيبو كورتوا، قلب الدفاع جواو ميراندا والهدّاف دييجو كوستا لكن التشولو أثبت مُجددًا قدرته على المنافسة مع أثرياء اللعبة. وعلى الورق يبدو أتلتيكو مدريد في مهمة لا يُحسد عليها وربما لا يتعدى الفوز باللقب كونه حلمًا صعب المنال لكن بالنسبة لسيميوني فليس شرطًا أن يفوز الفريق الأفضل بل الفريق الذي يُقاتل والذي يعرف ما يقوم به أما إن نظرنا مُجددًا للأرقام أعلاه فإن هناك العديد من الفرق التي تتفوق على أتلتيكو.