حتى وإن حددت الفدرالية الجزائرية لكرة القدم عدد الرخص الممنوحة للاعبين الأجانب الذين يمكن الاستعانة بهم في فرق الدرجة المحترفة الأولى بإجازتين فقط فقط، إلا أن ذلك لم يحد من نزوح الأفارقة نحو الدوري الجزائري، ولو ترفع الفاف عدد الإجازات تطبيقا لقانون الدولي للعمل مثلما يحدث في أوروبا فإن الدوري الجزائري سيكون كله مشكلا من اللاعبين الأجانب. وعدا نادي اتحاد الحراش الذي فضل مسيروه عدم الاستنجاد بالأفارقة، تلهث فرقنا وراء اللاعبين الأجانب بشتى الوسائل والطرق رغم ان أغلبية هؤلاء الأفارقة لا يفوقون مستوى لاعبينا المحليين، سيما وأن سماسرة كرة القدم من مناجيرة وبزناسية لا يقدرون على جلب لاعبين أفارقة من الطراز العالي وقليل هم الذين عبروا الى القارة العجوز عبر بوابة الجزائر، مما يعني بأن ظاهرة نزوح الأفارقة نحو الدوري الجزائري ليست وسيلة للرفع من مستوى الدوري وإنما هي وسيلة لنهب أموال النوادي، خاصة وأن الأرقام التي يتحدث عنها مقربون من المسيرين حول أجور هؤلاء يطرح ألف علامة استفهام إذ بلغت أجرة اللاعب الإفريقي الواحد معدل ال8 آلاف أورو شهريا وهناك من يتقاضى حاليا في النوادي الجزائرية أكثر من 12 ألف أرور شهريا وهي مهية لا يتحصل عليها حتى المحترفون في فرنسا، مما جعل الدوري الجزائري يسيل لعاب الأفارقة الذين يجتهدون في الحصول على وثيقة اللاعب الدولي بالتواطؤ مع فدرالياتهم المحلية لتنكشف أكاذيبهم بمجرد أن تأتي مباراة دولية أو بطولة إفريقية أين يتابعها هؤلاء الأفارقة معنا عبر التلفزيون. صحيح أن الكثير من الفرق العربية أو المغاربية تستعين بلاعبين أفارقة لترفع من مستواها مثلما يفعل الأهلي والزمالك والترجي والرجاء والوداد لكن في الجزائرالأمر مختلف، لأن نوعية اللاعبين الأفارقة الذين يحطون بملاعب الوسط والشرق والغرب الجزائري ظلوا من ذوي المستوى الثاني أو الثالث وكثير منهم يخضعون للإختبارات الفنية ويرفضهم المدربون في الصائفة، مما يوحي بأن هناك جماعات بزناسية تتاجر بأقدام السود وتتلاعب بالنوادي الجزائرية، وفي غالب الأحيان تعرض نصف منحة اللاعب على المسيرين غير النزهاء من أجل إبرام عقد رغم أنف المدرب يبرربه تحويل مليار سنتيم أو أكثر من خزينة النادي في صفقة مشبوهة . هذه الظاهر تفطنت لها الفاف وحاولت تحديد عدد الأجانب، لكن فرقنا لم تتراجع عن فكرتها واستقدام 14 لاعبا إفريقيا جديدا دليل على الجزائر ستبق ى "ايلدورادو" الأفارقة.