أضحى اللاعب الفرنكو جزائري سمير ناصري وزميله في المنتخب الفرنسي كريم بن زيمة رفقة الفرنكو تونسي حاتم بن عرفة من المغضوب عليهم في وسائل الإعلام الفرنسية بعد الخروج المخزي من كأس أمم أوروبا خلال ربع النهائي، إضافة إلى تصرفات ناصري المنحدر من عائلة قسنطينية، تجاه الصحفيين الباريسيين وهي التصرفات التي جعلته يخشى مغادرة مطار باريس ويفر بجلده رفقة بن زيمة على متن طائرة أخرى نحو وجهة مجهولة وذلك لقضاء عطلته الصيفية. ما يعيشه ناصري وبن عرفة مع المنتخب الفرنسي والصحافة الفرنسية ، وبدرجة أقل صديقهما بن زيمة تحول إلى كابوس مرعب وهو مؤشر واضح على أن أصول هذا الثلاثي سبب ولو غير مباشر في الحملة التي تستهدفهم، حيث تحاول بعض وسائل الإعلام في «الإيكزاغون» تحميل المغاربة مسؤولية ما حدث في غرف تغيير الملابس الفرنسية وهو- حسب قولهم- السبب الرئيسي في الإقصاء. والغريب في الأمر أن الفرنكو تونسي بن عرفة كان الكل في فرنسا سعيدا بعودته إلى القمة مع نيوكاسل قبيل الأورو شأنه في ذلك شأن بطل إنجلترا مع السيتي ناصري واليوم تحول هذا الثنائي الموهوب إلى « باد – بوي» مثلما كان عليه كانتونا، لتتجه السهام السامة نحو الجزائري ناصري بحجة أنه تشاجر مع المدرب بلان شفويا في حين انهالت بعض الصحف على بن زيمة، ليس فقط لتواضع مردوده في هذه الدورة بل لأنه صديق حميم لناصري. ودعا بعض المحللين الفرنسيين إلى تغيير جذري في المنتخب الفرنسي في إشارة منهم إلى طرد هؤلاء اللاعبين المغاربة رفقة بلال ريبيري المسلم و المتزوج من جزائرية وبعض اللاعبين الفرنكو- أفارقة مما يعني بأن القضية ليست قضية رياضية وإنما هي مسألة أصول وعنصرية، وتناسى الفرنسيون بأنهم لولا الجزائري زيدان والتونسي صبري لاموشي والغاني دوسايي والسنيغالي تيرام، لما ذاقوا طعم كأس العالم أصلا،إذ حينها كانوا يتغنون بخطاب مجتمع الأمريكان على أساس أن «فرنسا لها شعب متعدد الأصول والجذور والديانات وهي قادرة على دمج الجميع» ، لكن وفي الوقت الذي ظن فيه الكثيرون بأن ترحيل ساركوزي من قصر الإيليزي سيقضي على «فرنسا العنصرية» ويعيد الهدوء إلى الجاليات المغتربة المقدرة بالملايين، كشفت كأس أوروبا الحالية بأن العنصرية ليست لها لون ولا تيار سياسي معين، و سواء كان الحال مع هولاند أو ساركوزي الذهنية لم تتغير ولن تتغير أبدا. وبلا شك يكون سمير ناصري قد تذكر وندم على خيار 2006 عندما ربط مسؤولو الفاف رفقة المدرب كفاليي اتصالا مباشرا معه رفقة بن زيمة، حينها كان الثنائي في المنتخب الأولمبي الفرنسي ويلعبان في احتياط مرسيليا وليون ، رفض سمير وكريم عرض الجزائربضغط من دومينيك ومناجرة اللاعبين، وفضلا مواصلة المسيرة مع فرنسا وهي المسيرة الدولية التي لم ينل منها الثنائي أي لقب أوروبي، وحرم سمير من المونديال مما يعني بأن اختيار اللعب لفرنسا لا يعتبر صك ضمان للمشاركة الإيجابية في المحافل الدولية .