ماذا لو فرضت الحكومة الفرنسية حظرا على اللاعبين من أصول غير فرنسية من اللعب مستقبلا بألوان المنتخب الفرنسي؟ الجواب بسيط جدا، فمنتخب "الديكة" سيتحول أشبه بمنتخب "اللكوسمبورغ" او بمنتخب "ليسنشتاين" ولا نقول بمنتخب قبرص او مالطا او البوسنة والهرسك، كون جل تركيبة المنتخب الفرنسي من أصول غير فرنسية. تاريخ فرنسا الكروي، يقول انه لولا لاعبي القارة السمراء ودول المغرب العربي لما قامت قائمة للمنتخب الفرنسي ولما دخل "منتخب الديكة" سجل المنتخبات المتوجة، على اعتبار ان تلك الانجازات التاريخية كانت من صنع أقدام من أصول قادمة من وراء البحر الأبيض المتوسط. تاريخ كرة القدم يقول عن المنتخب الفرنسي ان اول من صنع مجد منتخب "الديكة" هو عربي الأصل مغربي الجنسية اسمه بن مبارك، كان ذلك خلال الحقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية، وهو اللاعب الذي فتح شهية الفرنسيين للاعتماد على الأقدام القادمة من وراء البحر، وبما ان هاته الأقدام هدفها البحث عن المال بسبب ويلات الاستعمار راحت تغري هاته الأقدام بالمال، فغيرت جنسية هؤلاء الى الفرنسية، وسهلت لها الاندماج في الوسط المعيشي في فرنسا، ليس حبا في هؤلاء بل طمعا في ولوج المنتخب الفرنسي النجومية، وبالفعل كان لهاته الطريقة ان وصل المنتخب الفرنسي الى العالمية، والتاريخ يبقى شاهدا والى الأبد ان صانع مجد فرنسا في مونديال 1998 جزائري الأصل اسمه زين الدين زيدان، والى جانبه نخبة من اللاعبين الأفارقة، نذكر منهم دوسايي وكارومبو. وحاليا يصنع مجد "الديكة" لاعبين خليط من العرب والأفارقة، يتقدمهم الجزائريين بن زيمة وناصري أما الأفارقة فحدث ولا حرج، إذا كيف سيكون مصير منتخب "الديكة" بل كيف سيكون مصير الكرة الفرنسية لو رحل كل هذا الكم الهائل من الأقدام التي تنع أفراح الفرنسيين عن بلد "العنصري" ساركوزي؟ الجواب بسيط جدا، لا مستقبل لفرنسا كرويا.