لم تمر ساعات قليلة عن افتتاح أكبر عرس رياضي عالمي، بالعاصمة البريطانية لندن، سهرة أول أمس، حتى اختلطت السياسة بالرياضة، رغم أن شعار الألعاب الأولمبية، منذ أن أسسها بيار دي كوبرتان، عام 1892، أن لا سياسة في الرياضة، ولا رياضة في السياسة، لكن العديد من الجهات ووسائل الإعلام، اجتهدت أمس، ومباشرة بعد انطلاق شرارة أولمبياد لندن 2012، في تقديم قراءات وتحليلات، تفوح منها رائحة السياسة، بل والعنصرية، كان ضحيتها هذه المرة بلدانا عربية، على رأسها الجزائر والعراق، وهما من أكبر الدول العربية، وأملكها لإمكانات وقدرات وموارد يحسدها عليهما الكثير. النشيد الوطني في قفص الاتهام لم تجد صحيفة «التلغراف» البريطانية، أدنى حرج في وضع النشيدين الوطنيين الجزائري والعراقي، ضمن قائمة الأناشيد الأسوأ استماعاً من بين الدول التي تشارك في دورة الألعاب الأولمبية الحالية، التي تستضيفها العاصمة البريطانية «لندن» بداية من أول أمس، وتستمر إلى غاية الثاني عشر من شهر أوت الداخل، حيث صنفت الصحيفة البريطانية الذائعة الصيت، نشيد الجزائر الوطني، الذي كتبه الشّاعر الجزائري الكبير، مفدي زكريا، داخل سجن بربروس في عهد الاستعمار الفرنسي، بدمه بعدما تم تعذيبه من طرف الجلاد الفرنسي في الزنزانة رقم 69 عام 1956، ولحّنه الملحّن المصري محمد فوزي في المركز الرابع، إذ وصفت النشيد بالعدائي، في إشارة إلى بعض مقاطع النشيد، التي تناولت فرنسا بالخصوص، فضلاً عن تمجيده للمدافع الرشاشة والبارود، على حد وصف الجريدة. النشيد العراقي لم يسلم من الانتقاد لم تكتف الصحيفة البريطانية بذكر مساوئ النشيد الوطني الجزائري فحسب، بل ضمنت النشيد الوطني العراقي ضمن لائحة أسوأ الأناشيد على الإطلاق، حيث جاء النشيد العراقي «أنشودة موطني» الذي كتبه الفلسطيني إبراهيم طوقان، ولحّنه الموسيقار اللبناني محمد فليفل، والذي تم اعتماده بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 بالمركز السابع، لما يذكر الناس بمآسي الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وفيه خيلاء وتعال، ويصدر رسالة خطيرة، على حد جريدة «التيليغراف». إشادة خاصة بالملحن البريطاني فيليب شيبرد أشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنّ عزف النشيد الوطني، هو تقليد في دورة الألعاب الأولمبية منذ عام 1924، موجهةً الشكر للملحن البريطاني فيليب شيبرد، المسؤول عن ترتيبات تسجيل الأناشيد في هذه التظاهرة الرياضية العالمية الكبيرة، وذلك على عمله الفذ على حد وصفها في تسجيل جميع الأناشيد وضغطها في 90 ثانية، الأمر الذي استغرق 50 ساعة متواصلة من العمل والجهد، حيث استدعى للعمل معه 36 موسيقياً حتى يتم ضغط مدة أي نشيد إلى دقيقة ونصف على الأكثر. النشيد الكوري الشمالي على رأس قائمة الأناشيد الأسوأ بقدر ما أشادت الصحيفة البريطانية بالملحن البريطاني شبيرد، وجهده الخرافي في ضبط إيقاعات كل الأناشيد الوطنية، لم تغفل صحيفة «التيليغراف» أن تضع النشيد الوطني لكوريا الشمالية «آي جو كا» أو المعروف أيضاً باسم «دع تلميع الصباح»، والذي كتبه سي يونغ، على رأس قائمة الأناشيد الوطنية الأسوأ، في الوقت الذي اختارت فيه النشيد الوطني لدولة الأوروغواي بالمركز الثاني، باعتباره أطول نشيد في العالم حيث يستغرق حوالي ست دقائق.