لم تجد اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالعاصمة البريطانية لندن، أي حرج في إعلان الحرب على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حتى وإن غلفت ذلك بمبررات تقنية ودعائية، وبلغة فيها الكثير من الدبلوماسية الزائفة، فالمنظمون طلبوا صراحة وبدون أدنى مواربة، متابعي الأولمبياد بعدم استخدام “تويتر”، والتقليل منه لأقصى حد ممكن في أسوأ الحالات، مبررين ذلك بتأثير التدفق الزائد على الموقع، في التغطية التلفزيونية، وذلك بعد انقطاعها أثناء سباق الدراجات، حيث لم يتمكن المكلفون بالتعليق على هذا السباق من الحصول على المعلومات الخاصة به، ما أثر سلبا على التغطية التلفزيونية وعلى إقبال المشاهدين عليه. بريطانيا تمنع رياضييها من استخدام “الفايسبوك” والغريب، أن المطالبة بفرض حظر على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الألعاب الأولمبية الحالية، لم تقتصر على اللجنة المنظمة، بحجة تأثير ذلك على التغطية التلفزيونية، بل امتد قرار الحظر، ليشمل رياضيي البعثة البريطانية، الذين منعهم مسؤولوهم من التواصل على الشبكات الاجتماعية “الفايسبوك”، بل واشترطوا عليهم التوقيع على تعهد بعدم استعمال مثل هذه المواقع الاجتماعية، طيلة الألعاب، في خطوة تعد سابقة من نوعها، ولم يعمد إليها أي مسؤول رياضي في أي بلد من قبل، ما يكشف أن قرار اللجنة المنظمة للأولمبياد بحظر استعمال “تويتر”، يتناسق كلية، مع قرار منع الرياضيين البريطانيين من استعمال “الفايسبوك”، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول الدواعي الحقيقية التي تقف وراء مثل هذه القرارات غير المسبوقة. مواقع التواصل الاجتماعي تسببت في طرد العديد من الرياضيين خلال الألعاب ولا يستبعد متابعون ومحللون، أن تكون قرارات اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية بمنع استعمال “تويتر”، وقبلها مسؤولو الرياضة في بريطانيا، بحظر “الفايسبوك” على رياضييهم، مرتبطة أساسا بما تسبب فيه “تويتر” من استبعاد وإقصاء بعض اللاعبين من منافسات الألعاب الأولمبية الحالية، بسبب بعض ما نشروه من خرجات غير مألوفة عبر حساباتهم الشخصية، ونعني هنا بالخصوص، خرجة لاعب المنتخب السويسري لكرة القدم، ميشال مورجانيلا، حينما نشر تعليقات عنصرية على حسابه الشخصي، موجها إهانة للاعبي المنتخب الكوري وشعبه، ما أدى لطرده من الألعاب، وكذلك، استبعاد نجمة الوثب الثلاثي، اليونانية فولا بابا خريستو، بسبب قيامها بكتابة ملاحظات عنصرية على شبكة التواصل الاجتماعي، تسخر فيها من حمى غرب النيل. اعتقال شاب بريطاني وجه تهديدات عبر “تويتر” وأكثر من هذا، تسبب موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” منذ أيام، في اعتقال الشرطة البريطانية لشاب بتهمة توجيه رسائل تهديد، لبطل الغطس البريطاني، طوم والي، عقب إخفاقه في تحقيق الميدالية الذهبية في منافسة القفز، كما كشفت السباحة المصرية، يمنى خلاف، فضيحة الملابس المزيفة، التي تسلمها أعضاء البعثة المصرية، بسبب تعليق لها عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” دائما، لتفتح النار على مسؤولى اللجنة الأولمبية المصرية، ولعل كل هذه الحوادث التي حصلت في ظرف قياسي خلال هذه الألعاب الأولمبية، أدت إلى اتخاذ قرار حظر استعمال مختلف المواقع الاجتماعية على شبكة الأنترنت، في خطوة لافتة، لم يسبق أن لجأ إليها حتى عتاة الساسة، وفي أحلك الظروف السياسية والاجتماعية.