تعد ولاية سكيكدة من بين أهم الولايات التي تتوفر على إمكانات سياحية كبيرة، منها حيازتها على 09 مناطق للتوسع السياحي تتواجد بأهم بلديات سكيكدة الساحلية بمساحة إجمالية تقدر ب2082 هكتار موزعة على المرسى وسيدي عكاشة وقرباز و العربي بن مهيدي والشاطئ الكبير وواد بيبي وتلزة و وادي الزهور وتمنار، زيادة عن 06 مناطق أخرى لا تزال تحافظ على عذريتها الطبيعية، لكن وعلى الرغم من كل تلك المميزات التي تلتقي فيها زرقة السماء بالبحر وبخضرة الجبال، إلا أن الاستثمار السياحي بمفهومه الحقيقي يبقى يسير بوتيرة جد بطيئة.. بسبب جملة من العوائق من أهمها أن العديد من تلك المناطق السياحية الطبيعية لم تخضع لدراسات تهيئة حقيقية، ما عدا الدراسات التي أنجزت من قبل المؤسسة الوطنية للتوسع العمراني، و كذا الاختيار الذي تم على منطقة المرسى (شرق سكيكدة) من بين 22 منطقة نموذجية على المستوى الوطني، مما جعلها تحظى بدراسة تهيئة في إطار الوكالة الوطنية للتنمية السياحية أنجزت من قبل مكتب دراسات اسباني انتهت سنة 2006، والتي خلصت إلى إمكانية إنجاز سكنات وفنادق وإقامات سياحية ذات 05 نجوم، ستساهم عند اتمامها في توفير طاقة إنجاز فعلىة تقدرب4596 سرير و مناصب شغل جديد تصل إلى 2558 منصب عمل... دون إغفال العراقيل الجمة التي تبقى ترهن التنمية السياحية بالولاية، من أبرزها كما جاء في التقرير الأخير الذي أعده المجلس الشعبي الولائي لسكيكدة، قدم النسيج العمراني بالمنطقة الذي لم يعد منسجما مع ما يجب أن يكون علىه قطاع السياحة، إضافة إلى تدهور شبكة الطرقات و قلة المنشآت و الهياكل الترفيهية، ناهيك عن البطء و التماطل المسجلين فيما يخص عملية تسيير العقار السياحي بسبب غياب مخطط التهيئة، وما زاد الطين بلة حسب ذات التقرير، التغيير الذي طرأ على طبيعة نشاط بعض الاستثمارات الخاصة بذات القطاع وتحولها إلى قطاعات أخرى، دون إغفال وضعية المحطتين الجهويتين المتواجدتين بالولاية، اللتين تعانيان من سوء التسيير... نفس التقرير أضاف بأن نقص هياكل الاستقبال ذات النوعية الجيدة حسب المواصفات العالمية، ومحدودية دور الوكالات السياحية والأسفار المتواجدة بالولاية، التي أضحى دورها يقتصر على بيع تذاكر العمرة وتنظيم رحلات إلى تونس، مع تسجيل غيابها ببعض المناطق الداخلية من الولاية، ساهمت هي الأخرى في عرقلة تطور قطاع السياحة بسكيكدة... وإذا كانت مديرية السياحة بالولاية قد عملت من أجل إعطاء الاستثمار السياحي دفعا في السنوات الأخيرة، من خلال بعثها للعديد من الاستثمارات من الوزن الثقيل، بتسجيلها 11 مشروعا استثماريا ضخما تمت المصادقة على مخططاتها من قبل الوزارة الوصية، منها 08 مشاريع سنة 2008 و03 أخرى سنة 2009، إلا أن التجسيد الفعلى لتلك المشاريع لم يتم، حيث أن 10 منها متوقفة لأسباب مختلفة، في مقدمتها مشكل التمويل والباقي يسير بوتيرة متباطئة كما هو الحال بالنسبة لمشروع إنجاز المركب السياحي ذي 05 نجوم التابع لأحد المستثمرين الخواص بمنطقة التوسع السياحي بالعربي بن مهيدي/ لبلاطان على مساحة تقدر بهكتارين، حيث تقدر نسبة الإنجاز بنسبة 10 بالمائة، الأمر الذي دفع مسؤولي القطاع محليا إلى السعي من أجل إعادة بعث الروح بكل المشاريع المتوقفة، وكذا المشاريع التي هي في طور الإنجاز، آخرها الاتفاقية التي أبرمت مع البنك الوطني الجزائري وشملت 09 مشاريع، لحد الآن، مستثمر واحد استجاب لعملية المرافقة بمعية المديرية محليا في طلب قرض بنكي حسب الاتفاقية.... وهكذا تبقى ولاية سكيكدة تنتظر المستثمرين الحقيقيين سواء كانوا جزائريين أو أجانب من أجل المساهمة في تحريك ملف الاستثمار السياحي بالولاية، التي توجد بها مناطق سياحية عذراء و مؤهلات كفيلة بالنهوض بهذا القطاع محليا، وكذا إعطاء دفع لآليات التنمية بولاية سكيكدة.