عقد وزير الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية العادية 25 بالكويت، عدة لقاءات بمجلس الجامعة العربية مع نظرائه من تونس، العراق، قطر، الصومال، السودان وموريتانيا، حيث بحث معهم العلاقات الثنائية وعددا من القضايا المطروحة على القمة العربية لنهار اليوم الثلاثاء. ففي اللقاء الذي جمعه بنظيره التونسي، السيد منجي حمدي، أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على طبيعة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين وإرادة الجزائر في تعزيزها في شتى المجلات. كما تبادل الطرفان وجهات النظر بخصوص القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي لقائه مع السيد هوشيار زباري، وزير خارجية العراق، تناول السيد لعمامرة العلاقات الثنائية وسبل تدعيمها لا سيما الجانب المتعلق بالمسائل الانسانية والقنصلية بالاضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن المواضيع المدرجة في جدول أعمال القمة العربية خاصة الأزمة السورية. وفي هذا السياق، اعتبر الوزيران أنه "في ظل الأوضاع الدولية الراهنة يتعين على الجامعة العربية أن تأخذ بزمام المبادرة وتلعب الدور المنوط بها لتسهيل الوصول إلى الحل السلمي في إطار مهمة السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية". وفي لقاء السيد لعمامرة بوزير خارجية قطر، السيد خالد العطية، تحادث الطرفان بخصوص العلاقات الثنائية واستعرضا الاستحقاقات الثنائية القادمة لدعم التشاور السياسي والشراكة الاقتصادية. كما تناول الوزيران بالمناقشة بعض القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك في منطقة الخليج ومنطقة الساحل والصحراء. وفي لقائه مع وزير الخارجية الصومالي، السيد عبد الرحمان دعاله بايله، قدم هذا الأخير لرئيس الدبلوماسية الجزائرية عرضا حول تطور الأوضاع في الصومال منوها بما قدمته الجزائر لهذا البلد من دعم ومساندة في الإطارين العربي والإفريقي. من جانبه، أكد وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، على الاهتمام الكبير الذي توليه الجزائر للتقدم الذي يحققه الصومال على درب الاستقرار والأمن وبناء مؤسساته المنتخبة. وفي اجتماعه مع وزير الخارجية السوداني، السيد أحمد علي كرتي، تناول السيد لعمامرة العلاقات الثنائية بين البلدين الوضع في دارفور وفي جمهورية جنوب السودان. كما تحادث السيد لعمامرة مع نظيره الموريتاني، السيد أحمد ولد تكدي، حيث تناول الطرفان دراسة النشاطات في إطار رئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي وبالخصوص تحضيرات اجتماع القمة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا المزمع انعقاده في بروكسل بداية شهر أفريل القادم. وكان السيد لعمامرة يوم الأحد على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية عن أمله في أن تشكل قمة الكويت قفزة نوعية في إطار التضامن العربي. وقال لعمامرة إنه كان "هناك توافق عربي على العديد من القضايا المطروحة في الاجتماع الذي ناقش أربعة بنود رئيسية تتعلق بالقضية الفلسطينية والازمة السورية ومشكلة الارهاب إلى جانب بحث إنشاء المحكمة العربية لحقوق الانسان واصلاح الجامعة العربية". فبالنسبة للمسألة المحورية التي ناقشها الوزراء العرب كانت القضية الفلسطينية التي تبقى تفرض نفسها على جدول أعمال القمة وتعتبر أحد موضوعين رئيسيين سيتم التباحث بشأنهما خلال الاجتماعات، مشيرا إلى أنه سيعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما توصل إليه في لقائه الاخير بالرئيس الأمريكى باراك أوباما في واشنطن. كما تطرق السيد لعمامرة إلى صندوق تمويل القضية الفلسطينية، مبرزا أن هناك الحاحا عربيا على ضرورة الدفع بالدول العربية لمواصلة دعمها المالي لدولة فلسطين وإقناع تلك التي لم تدفع مستحقاتها لتسديد حصصها، مبرزا أنه تكاد الدول التي تسدد حصصها لا تتعدى الخمس دول من ضمنها الجزائر التي لا تتخلف عن دفع مستحقات الدعم. أما على صعيد القضية السورية التي دخلت عامها الرابع، فأكد السيد لعمامرة أن هناك توافقا عربيا كاملا وشاملا على ضرورة الحل السلمي والسياسي للازمة السورية. وجدد السيد لعمامرة، في هذا السياق، موقف الجزائر المعارض لمنح مقعد سوريا للائتلاف، موضحا أن قرار منح الكرسي لائتلاف لا يمثل كل المعارضة من جهة وليس لديه أي اعتماد أو تفويض من السلطات الحكومية يتعارض كليا مع ميثاق الجامعة العربية ويعتبر كما قال "سابقة غير مقبولة". وفيما يخص ملف الارهاب الذي يحظى هو الآخر باهتمام خاص والمطروح بقوة في أشغال القمة، أوضح الوزير أن هناك "نتائج ملموسة في تفعيل العمل العربي المشترك حول مكافحة الارهاب"، مبرزا ان الجزائر تساند في هذه الدورة المبادرة المصرية التي بحثها مجلسا وزراء الداخلية والعدل العرب في اجتماعاتهم مؤخرا.