أبرز كل من الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، ورئيس البعثة الأممية المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، بيرت كوندرز، وكذا الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا، أمس، أهمية الدور الذي تضطلع به الجزائر للمساعدة على استتباب السلم وإعادة بناء مالي، وأكد كايتا عمق العلاقات التي تربط الجزائرومالي، والتي لن تتأثر حسبه تحت أي ظرف من الظروف، مشيرا بالمناسبة إلى حرص الجزائر الدائم على إعادة تشكيل النسيج المتشتت بمالي. وقد أكد رئيس (مينوسما) بيرت كوندرز، عقب المحادثات التي أجراها مع وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أن "الجزائر تضطلع بدور جد هام للمساعدة على استتباب السلم و إعادة بناء مالي"، مشيرا إلى أن البعثة الأممية تقف إلى جانب الجزائر، وتتعاون معها ومع دول المنطقة لمرافقة الماليين في إحلال السلم. وأردف يقول إنه "من الضروري والعاجل الشروع في محادثات شاملة بين الماليين من أجل إحلال السلم والاستقرار. من جهته صرح الممثل السامي للمفوضية الإفريقية من أجل مالي والساحل، بيير بويويا، أن منظمته تتابع باهتمام كبير ما تقوم به الجزائر بخصوص تسوية النزاعات في دول المنطقة ولاسيما بمالي، مؤكدا دعم المفوضية "لهذه المقاربة الجزائرية". وذكر المتحدث بأن المفاوضات الحالية تندرج في إطار تطبيق اتفاقات واغادوغو (جوان 2003)، لاسيما فتح حوار شامل. من جهته أكد الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كايتا، أن العلاقات التي تربط الجزائربمالي "عميقة ولن تتأثر تحت أي ظرف من الظروف". وأبرز السيد كايتا، عقب الاستقبال الذي خص به وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، علاقات الأخوة والثقة المتجذرة التي تربط بين البلدين، مؤكدا بأن الجزائر التي ما فتئت تبدي اهتماما دائما بالوضع في مالي، تلعب دورا هاما لإعادة تشكيل "نسيج منهك ومتشتت في مالي". وكان السيد لعمامرة، حلّ مساء أول أمس بباماكو، بعد أن توجه إلى كل من نواكشوط وواغادوغو في سياق جولة ببلدان الساحل تندرج في إطار عقد المشاورات والاتصالات الدائمة مع هذه البلدان. وقد تم تأجيل زيارة لعمامرة أمس، إلى النيجر باتفاق مشترك إلى تاريخ لاحق بسبب مشاركة رئيس النيجر محمد ايسوفو، ووزيره للشؤون الخارجية محمد بازوم، في قمة بفرنسا على إثر اختطاف شابات بنيجيريا. وكان السيد لعمامرة، أجرى أول أمس، محادثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الاقليمي البوكينابي، جبريل باصولي، الذي اعتبر الجزائر طرفا فاعلا اقليميا "يعرف طبيعة المشاكل والأزمات التي تجتازها بلدان الساحل"، مؤكدا دعم بلده للجهود التي تبذلها الجزائر من أجل استتباب السلم والأمن بمنطقة الساحل الصحراوي والقارة الإفريقية بشكل عام. وأشار السيد باصولي، حينها إلى أن "السيد لعمامرة سيتوجه إلى باماكو لاستكمال ما بادرنا به سويا بالجزائر العاصمة في أفريل الفارط، مؤكدا بأن بوركينافاسو تدعم المبادرة الجزائرية، وتأمل أن تتمكن كل الأطراف المتنازعة من الانضمام لهذه المبادرة". وأبرز الوزير البوركينابي، بأن المبادرة الجزائرية "يقودها بلد يعد طرفا فاعلا وهاما إقليميا، يعرف طبيعة المشاكل والأزمات والرجال"، مؤكدا عزمه في مواصلة جهوده على هامش قمة حركة بلدان عدم الانحياز المقرر عقدها بالجزائر نهاية شهر ماي. كما أشار السيد باصولي، بالمناسبة إلى أنه تطرق مع نظيره الجزائري إلى المسائل الثنائية ذات الاهتمام المشترك، والمسائل المتعلقة بالسلم والأمن في المنطقة. من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، عقب محادثاته مع الرئيس البوركينابي بلاز كامباوري، تطابق وجهات نظر الجزائروبوركينافاسو بشأن إيجاد حل سياسي وسلمي للوضع بشمال مالي. وقال للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به الرئيس كامباوري "تطرقنا مع الرئيس البوركينابي إلى تضافر جهودنا وتطابق تحاليلنا بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي وسلمي للوضع بشمال مالي"، مشيرا إلى أنه تطرق مع الرئيس البوركينابي إلى استتباب السلم والأمن بمنطقة الساحل الصحراوي، وكذا المسائل التي تعني القارة الإفريقية خاصة ليبيا والانتخابات المقبلة في مصر. ولدى تطرقه إلى التعاون الثنائي بين البلدين أعلن رئيس الدبلوماسية الجزائرية، عن عقد أشغال اللجنة المختلطة للتعاون الجزائري البوركينابي بالجزائر خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية، موضحا بأن الاجتماع سيكون فرصة لمواصلة دعم علاقات التعاون القائمة بين البلدين وتوسيعها.