برمجت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية قسنطينة، وبالتنسيق مع المركز الولائي لجمع الدم التابع لمديرية الصحة، وتزامنا مع دخول شهر رمضان الفضيل، حملة تبرع بالدم واسعة عبر مختلف مساجد الولاية المنتشرة في 12 بلدية، حيث ستكون انطلاقة الحملة التي تدوم إلى غاية الأيام الأخيرة من شهر رمضان، نهار اليوم الثالث من رمضان من مسجدي هارون بحي التوت وبلال بحي الرياض (بن شيكو)، وستشمل أكثر من 200 مسجد عبر تراب الولاية. وستزور طواقم طبية مشكلة من طبيب عام وممرضين مدعمة بسيارات إسعاف، المساجد المبرمجة في كل يوم ابتداء من صلاة العشاء، حيث تتواصل العملية إلى صلاة التراويح، ويقوم الطاقم الطبي بجمع أكبر عدد من أكياس الدم للمصلين الخيّرين الذين تسمح لهم ظروفهم الصحية بالتبرع بالدم، حيث سيخضع كل متبرع لفحص أولي لقياس الضغط الدموي خاصة وأن أصحاب الضغط المنخفض سيكونون ممنوعين من التبرع، كما يخضع المتبرع لمجموعة من الأسئلة الخاصة بالأمراض المزمنة على غرار السكري، ويتم التأكد أيضا قبل نزع الدم من المتبرع من أنه لا يتناول أي دواء مضاد حيوي، وأنه غير مصاب بأي مرض جرثومي، ويتم منح كل متبرع علبة عصير والكعك من أجل رفع قيمة السكر في دمه وحمايته من فقدان الوعي. وقد عكفت مديرية الشؤون الدينية بولاية قسنطينة، بالتنسيق مع مديرية الصحة على ترسخ هذا التقليد بعاصمة الشرق، خاصة بعدما حققت نتائج جد إيجابية خلال السنوات الفارطة في جمع الدم الذي تبقى مستشفياتنا في أمس الحاجة إليه خاصة في فصل الصيف، حيث يكثر الطلب على هذه المادة الحساسة نتيجة حوادث المرور، الولادات والعمليات الجراحية التي تتطلب كميات كبيرة منه. وقد عرفت عملية التبرع بالدم خلال شهر رمضان من السنة الفارطة، جمع 2600 كيس دم بفضل المساهمة الكبيرة من طرف المصلين المتطوعين، الذين وصل معدل تبرعاتهم بين 50 و60 مصليا في المسجد الواحد، لكن الطلب يبقى في تزايد على هذه المادة الحيوية خاصة إذا ما تعلق الأمر بالصفائح الدموية التي لا تزيد مدة حفظها عن 5 أيام والتي تشهد طلبا كبيرا خاصة بمصلحة أمراض الدم، السرطان والتوليد، حيث يحتاج مريض واحد من المصابين بسرطان الدم حسب الأطباء إلى حقنة بها صفائح 8 متبرعين على فترتين في اليوم الواحد ما يجعل حياة مريض واحد من مرضى سرطان الدم مرتبطة بتبرع 16 شخصا يوميا، كما تطرح قضية الفصائل الدموية السلبية نفسها بحدة حسب الأطباء خاصة وأن الخرجات اليومية لفرق جمع الدم أثبتت أنه لا يتم العثور على متبرعين من أصحاب الفصائل الدموية السلبية خاصة فصيلة (0) سلبي إلا نادرا، حيث تشير الإحصائيات أنه ومن بين 200 متبرع لا يوجد من بينهم سوى 4 إلى 5 من أصحاب الفصائل السلبية. للإشارة فقد تبوأت قسنطينة خلال السنوات الفارطة المرتبة الأولى وطنيا، فيما يخص حصيلة جمع الدم السنوية بفضل المجهودات التي يقوم بها المركز الولائي لجمع الدم، وتضافر جهود العديد من القطاعات.