ثمّن المشاركون في ندوة فكرية نُظمت أمس السبت بالجزائر العاصمة بمناسبة الذكرى ال 23 لتأسيس إذاعة القرآن الكريم، المساهمات القيّمة التي تبذلها هذه الإذاعة في سبيل تجسيد الإعلام الديني الهادف والبنّاء لصالح الأمة والمجتمع، ونشر تعاليم الدين الحنيف والسنّة النبوية الشريفة على نهج السلف. وأبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى خلال إشرافه بالمركز الثقافي عيسى مسعودي على فعاليات هذه الندوة، التي تناولت موضوع "الإعلام الديني في الجزائر، إذاعة القرآن الكريم نموذجا"، بحضور المدير العام للإذاعة الوطنية شعبان لوناكل وإطارات دينية، الأشواط الكبيرة التي قطعتها إذاعة القرآن الكريم منذ تأسيسها في 12 جويلية 1991 الموافق للفاتح محرّم 1412 هجري، لاسيما عبر برامجها الدينية والثقافية وحصص المواعظ والإرشاد ونشر تعاليم الدين وقيم التسامح داخل المجتمع، من أجل خدمة الناس وتفقيههم في أمور دينهم ودنياهم. وأوضح محمد عيسى أن هذه الإذاعة المباركة رغم حداثتها إلا أنها استطاعت أن تكون محطة إذاعية تفاعلية، تراعَى فيها الممارسة الدينية التي انتهجها السلف لنقلها إلى الخلف، مشيرا إلى النجاحات التي استطاعت هذه الإذاعة تحقيقها في ظرف زمني قصير، وهذا بفضل جهود طاقمها الصحفي الشاب ومسيّريها، الذين أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم في المضي قدما في إطار التطور والعصرنة والرقي. ودعا إلى وجوب توحيد جهود كافة المعنيين بهذا الصرح الإذاعي الديني، لتحقيق المزيد من النجاحات في الميدان، مع العلم أن إذاعة القرآن الكريم تستقطب جمهورا كبيرا يسهر على متابعة مختلف البرامج المقدَّمة لكافة شرائح المجتمع، وهذا حسبما أكده مسؤولوها، يقول الوزير. ومن جهته، أكد المدير العام للإذاعة الوطنية شعبان لوناكل في تدخّل له، المساعي الحثيثة التي تبذلها إذاعة القرآن الكريم لتصبح محطة إذاعية رائدة في المجال الإعلام الديني في الجزائر، مشيرا إلى أنها تقدّم باقة متنوعة من البرامج الدينية والثقافية بما فيها الدروس الدينية والمواعظ ودروس السيرة النبوية، إلى جانب سعيها للبقاء في اتصال مباشر مع الجمهور المستمع فيما يتعلق بمسائل الإفتاء ومعرفة قضايا الدين والدنيا. وذكّر لوناكل في هذا الإطار، بأن القطاع يولي أهمية بالغة لموضوع توسيع بث القنوات الإذاعية الوطنية والمحلية والجهوية الموضوعاتية؛ تجسيدا لما يُعرف بالإعلام الجواري، معتبرا أن تحقيق هذا الرهان يبقى أولوية الأولويات بالنسبة لقطاع الاتصال، حسبما أعلن عنه سابقا وزير الاتصال عبد الحميد قرين، وفق ما أشار إليه المتحدث. وأضاف أن الوصول إلى مثل هذه القنوات الإذاعية الموضوعاتية، يستوجب إشراك جميع الكفاءات الإعلامية الوطنية، القادرة على إحداث نقلة نوعية في قطاع الإعلام السمعي في الجزائر. ومن جهة أخرى، قال الأمين العام لاتحاد دعاة وعلماء الساحل يوسف مشرية في تدخّل له، إن إذاعة القرآن الكريم استطاعت أن تؤسس لقيم دين الوسطية والاعتدال؛ إذ ساهمت، بشكل كبير، في تعزيز مبادئ السلم والمصالحة الوطنية، ونشر فضيلة التسامح والتآخي داخل المجتمع. وأوضح مشرية أن هذه الإذاعة لا بد أن تحافظ على مبدأ الوسطية ونشر تعاليم العقيدة البعيدة عن أشكال الغلو والمزايدة والتزمّت، منتقدا صفات التشدد، التي أضحت تميّز واقع الأمر، والتي صارت مصدر هدم للقيم السمحى والوسطية للدين الحنيف. وفي الأخير، قدّم المشاركون في الندوة التي حضرتها إطارات بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف وأئمة منتجون بإذاعة القرآن الكريم، عدة ملاحظات ومقترحات تخص تطوير برامج إذاعة القرآن الكريم، خاصة فيما يتعلق بغياب التخصص في تقديم البرامج واختيار أوقات البث ولغة التقديم، بالإضافة إلى نقص البرامج الموجهة للأطفال. كما تم تكريم المديرين الذين تعاقبوا على تسيير إذاعة القرآن، والذين أثنوا بقوة على فحوى هذه الندوة، التي تساهم، دون شك، حسبهم، في الارتقاء ببرامج هذه الإذاعة. وكان من بين المكرّمين الإعلاميان العربي سباطة وعبد القادر تبوب.