أعلن وزير الاتصال السيد حميد قرين عن إعادة النظر في البث الإذاعي بوضع مخطط جديد، يسمح بالتقاط أمواج الإذاعات الوطنية انطلاقا من أية منطقة في الجزائر، وحل مشكل البث الإذاعي والذبذبات الإذاعية كليا. ومن المنتظر أن ينتقل عدد أجهزة الإرسال من 500 إلى 1800 جهاز إرسال بعد أربع سنوات، حسبما كشف عنه الوزير. وأوضح السيد قرين أنه طالب طاقمه والقائمين على شؤون محطة البث الإذاعي والتلفزي، بتغيير المخطط الوطني للبث الإذاعي لمعالجة النقائص الموجودة حاليا، ومنح المواطن حقه في الإعلام بضمان خدمة عمومية نوعية عن طريق انطلاقة جديدة، تعطي للجزائر ما تستحقه من ناحية البث الإذاعي. وأضاف الوزير على هامش جلسة العمل التي عقدها مع هؤلاء الإطارات والتقنيين أمس، بمقر المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي والتلفزي ببوزريعة بالجزائر، أنه سجل خلال الزيارة الميدانية التي قادته إلى ولاية بشار مؤخرا، عدم التمكن من التقاط أمواج الإذاعات الوطنية بالمناطق الحدودية للوطن، التي تتدخل فيها ذبذبات إذاعات الدول الأجنبية المجاورة، وتشويش على الأمواج والذبذبات الوطنية، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة غير معقولة ولا يمكن قبولها في الوقت الذي تتميز الجزائر بكفاءات عالية في مجال الإعلام والصحافة وحرية التعبير، وبتراث ثقافي ثري، جعلها تحتل الريادة في القارة الإفريقية، الأمر الذي يدعو إلى الاستفادة من هذا التنوع، والتعريف به في الخارج عبر توسيع البث، الذي لايزال يعرف عدة مشاكل، حيث يبقى البث الأجنبي محصورا في التقاط المناطق الحدودية الجزائرية لأمواج إذاعات أجنبية فقط، في الوقت الذي لا يُسمع صوت الإذاعات الجزائرية بالخارج. وأكد السيد قرين أنه تحادث مع طاقم التلفزة الجزائرية ومسؤولي البث خلال الاجتماع الذي جمعه بهم أمس، ودرسوا حصيلة نشاطاتهم، حيث تم الاتفاق حول ما يجب القيام به لحل كل مشاكل البث الإذاعي خلال العامين القادمين؛ حتى يتمكن المواطن القاطن بالمناطق الحدودية، من الاستماع للإذاعة الوطنية بدون تشويش، مع توسيع هذا البث إلى البلدان المجاورة. وأفاد المسؤول بأن طاقم البث الذي اجتمع به، حدّثه عن بعض العراقيل البيروقراطية التي لاتزال تعيق عملهم، مؤكدا استعداد وزارته للوقوف إلى جانبهم ومواجهة العراقيل التي تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة، مذكرا بسياسة الحكومة التي تولي أهمية كبيرة للصورة الجيدة للجزائر، والتي تعكس الإنجازات الكبيرة التي حققتها، والتعريف بتراثها من خلال الحرص على تقديم صورة إيجابية. ولمعالجة مشاكل البث الإذاعي ونقص التغطية خاصة بالمناطق الحدودية، أعلن السيد قرين عن رفع عدد أجهزة الإرسال الإذاعي في السنوات الثلاث أو الأربع القادمة، لتصل إلى 1800 جهاز، علما أن عددها لم يكن يتجاوز 500 جهاز منذ الاستقلال إلى يومنا هذا. أما فيما يخص مشكل التشويش على الذبذبات والأمواج الخاصة بالإذاعات الوطنية في المناطق الحدودية التي يلتقط فيها المواطن أمواج إذاعات أجنبية بدل الإذاعات الوطنية، فأرجع السيد قرين هذا المشكل إلى عدم احترام بعض البلدان شروط البث، مشيرا إلى أنه تم عقد ثلاث ندوات مع الطرف الأجنبي بخصوص هذا الموضوع، تم بموجبها الإبلاغ عن 56 مخالفة تتعلق بالتشويش على البث الإذاعي الجزائري. وفي تقييمه لحصيلة شهرين من العمل منذ تسلّمه وزارة الاتصال، ذكر السيد قرين أن الوزارة شرعت، منذ شهرين، في تركيب أجهزة تخص البث الإذاعي بمناطق الشرق والغرب والهضاب العليا، وأن من المنتظر أن يتم إطلاق البث الإذاعي والتلفزي الرقمي في ست محطات قريبا. وتَفقّد الوزير، خلال الزيارة التي قادته إلى المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي والتلفزي، مختلف قاعات العمل؛ حيث اطّلع على كيفية استقبال الصوت والصورة وبثهما للمشاهد.