يعود المنتخب الوطني لكرة القدم، بعد تألقه في مونديال البرازيل 2014، اليوم بداية من الساعة الثانية زوالا بالتوقيت الجزائري، إلى أجواء المنافسة الرسمية، حين يواجه في أديس بابا الإثيوبية منتخب إثيوبيا، في الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2015 بالمغرب، الخضر سيكونون مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالفوز، وهذا لعدة أسباب، أهمها أن هذه الجولة مهمة جدا للذهاب إلى المغرب والفوز سيسمح للمنتخب الوطني بمواصلة مشوار التصفيات في ظروف جيدة، وهو الذي أصبح في المرتبة الأولى إفريقيا بعد مشواره الطيب في كأس العالم الماضية بالبرازيل. تدرب المنتخب الوطني الجزائري أمس، في نفس توقيت مباراة اليوم التي ستجمعه بإثيوبيا، على أرضية ملعب أديس بابا ستاديوم، حيث كانت هذه الحصة الأولى والأخيرة التي أجراها الخضرمنذ وصولهم إلى إثيوبيا سهرة يوم الخميس الماضي، في رحلة خاصة، لم تمنع من أن يصاب اللاعبون ببعض التعب رغم أنها لم تكن طويلة مقارنة برحلة التنقل إلى البرازيل، ولحسن الحظ فإن الأجواء التي وجدها الوفد الجزائري لدى وصوله إلى مطار أديس بابا كانت منعشة، وتمنى اللاعبون أن تدوم على هذا الحال إلى غاية اليوم، موعد المقابلة التي سيلعبونها ضد الإثيوبيين. أرضية ميدان صعبة وغوركوف يحاول إيجاد الحلول تفاجأ المنتخب الوطني الجزائري، بحالة أرضية ميدان ملعب أديس بابا المتدهورة والتي زادت سوءا بعدما تساقطت أمطار غزيرة عليها يوم الخميس مساء، هذه الأرضية التي أصبحت مشكلا آخر بالنسبة للطاقم الفني للخضر وللمدرب غوركوف، يضاف إلى الارتفاع الذي كان يضع له المسؤولون عن الفريق الوطني ألف حساب، فوضعية أرضية الميدان تتطلب من اللاعبين اللعب بحذر شديد، وهذا ما يجعل المدرب الوطني يحدث بعض التغييرات تماشيا مع هذه الأرضية الصعبة، وهذا باعتماده على اللاعبين الأكثر تجربة في الملاعب الإفريقية، فمدرب الخضر سيعطي تعليماته للاعبيه قبل المباراة، بضرورة حسن تسيير المقابلة وعدم إجهاد أنفسهم كثيرا فوق الميدان، نظرا لهذا الارتفاع الذي يتطلب منهم حسن التصرف، فالارتفاع وأرضية الميدان المتدهورة عدوا الخضر في أديس بابا. "الخضر" يرفعون تحديا جديدا وسيرفع المنتخب الوطني بداية من اليوم، تحديا جديدا في سباق التأهل إلى كأس أمم إفريقيا، الهدف المسطر من قبل (الفاف) ببلوغ الدور النهائي فيها، فالخضر الذين أكدوا على إمكانيات كبيرة في كأس العالم الماضية، عليهم أن يرفعوا التحدي من جديد في إفريقيا، فاللعب في هذه القارة لن يكون بنفس الظروف في كأس العالم الماضية، وهذا ما يتطلب من اللاعبين أن ينسوا المونديال، وأن يبدأوا من جديد، فقد أبدوا من خلال تصريحاتهم المختلفة بأنهم سيدخلون هذه التصفيات الإفريقية بمعنويات كبيرة، لكن حذار من الغرور الذي من شأنه أن ينقلب بالعكس على نتيجة الفريق الوطني، الباحث اليوم عن العودة بالفوز من إثيوبيا لاغير، فالمهمة لن تكون سهلة لكنها ليست مستحيلة، والخضر بإمكانياتهم يمكنهم تحقيق هدفهم، رغم أن المنتخب الإثيوبي ليس بالمنتخب السهل المنال، خاصة على قواعده، لكن لن يكون أمام عناصر الفريق الوطني أي مجال آخر سوى العودة بنقاط المباراة، التي تسمح لهم بمواجهة منتخب مالي يوم الأربعاء القادم، في ملعب تشاكر بمعنويات جيدة لتحقيق فوز آخر. ورقة إفريقيا تفتح اليوم من أديس أبابا ورقة المونديال طويت نهائيا، فالفريق الذي استطاع أن يصل إلى الدور الثمن نهائي في كأس العالم الماضية، عليه أن يفتح ورقة جديدة بداية من اليوم، ويضع ورقة كأس العالم في سجل التاريخ الذهبي للكرة الجزائرية، ليحاول كتابة تاريخ آخر في كأس أمم إفريقيا، اللقب الذي فاز به المنتخب الوطني مرة واحدة في تاريخه سنة 1990 بالجزائر، فالمغامرة الإفريقية تنطلق مجددا اليوم من أجل تألق آخر في هذه المنافسة القارية، ليبقى الخضر في نفس المرتبة الأولى إفريقيا، فالفريق الوطني سيكون الفريق الذي ستحاول كل المنتخبات هزمه، وهذا ما يتطلب الحذر واللعب بنفس روح المونديال.