تبنت السلطة الفلسطينية المقاربة الأمريكية التي أكد عليها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، نهاية الأسبوع، عندما ربط بين استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتنامي ظاهرة التطرف الديني في البلدان الإسلامية. وطالبت السلطة الفلسطينية أمس، الولاياتالمتحدة ودول منطقة الشرق الأوسط الى وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية مشتركة للتوصل الى تسوية نهائية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ضمن خطوة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. وقال ياسر عبد ربه، العضو القيادي في حركة "فتح" إن ربط قضية محاربة الإرهاب بمسألة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية "موقف استراتيجي ندعمه" بقناعة أن تصريحات وزير الخارجية الامريكي في هذا الشأن تعكس مواقف وقناعات كل القادة العرب في المنطقة. وعبّر المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني عن استعداد السلطة الفلسطينية التعاون مع القادة العرب من اجل ضبط آليات تمكن من تجسيد التوجهات الاستراتيجية التي أعلن عنها وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وقال عبد ربه إن "الذين ينتقدون كيري في إشارة الى الحكومة الإسرائيلية يريدون استمرار إرهاب الدولة الإسلامية لاستعماله ذريعة لعرقلة كل مسعى لإيجاد تسوية سياسية نهائية للاحتلال الإسرائيلي" في الأراضي الفلسطينية. وكان جون كيري، أكد في تصريح هو الأول من نوعه يصدر عن مسؤول سام في الادارة الأمريكية بمناسبة احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك، انه يتعين إدراك حقيقة العلاقة القائمة بين تنامي التطرف الديني في الدول العربية واستمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بقناعة أن استمرار هذا الصراع دون تسوية زادت في درجة التذمر العام في أوساط الرأي العام العربي. وكانت هذه المقاربة كافية لإثارة ردود أفعال ساخطة داخل حكومة الاحتلال التي تهجمت على جون كيري، واتهمته بعدم معرفة حقيقة وخبايا الصراع العربي الإسرائيلي. والواقع ان دفاع رئيس الدبلوماسية الأمريكية عن مثل هذه القناعة لم يكن من اختلاقه ولكنه موقف أكده كل القادة العرب الذين التقى بهم في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، والذين أثاروا أمامه حقيقة وجود هذه العلاقة. وأضاف أن الرأي العام العربي يشعر بالإذلال والحرمان وفقدان الكرامة التي يسعى الاحتلال لفرضها على الفلسطينيين وعبرهم تجاه كل العرب لفرض منطقه. ولكن عندما يعرف السبب يبطل العجب كما يقال فالموقف الإسرائيلي وحملته على وزير الخارجية الأمريكي إنما مردها الى مقترح لوقف إطلاق النار صاغه هذا الأخير وعرضه على الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي سارع الى رفضه دون التمعن في بنوده، وبطريقة جعلت الادارة الأمريكية تتهم أطرافا في حكومة الاحتلال بتعمّد تسريب مضمون هذا المقترح "السري" لوسائل الإعلام بهدف إفشال المساعي الدبلوماسية الأمريكية الرامية الى حلحلة مفاوضات مسار السلام المتوقفة. ولكن المسؤول الأمريكي أكد حرصه على ضرورة إيجاد وسيلة لإعادة بعث مسار السلام في الشرق الأوسط، من خلال إقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعودة الى طاولة المفاوضات، والتوصل الى اتفاق سلام نهائي لأن ذلك سيكون بمثابة "دواء" لمحاربة الدولة الإسلامية.