رفض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المقترحات التي تقدم بها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بشأن تأمين حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية من خلال نشر وحدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال مصدر فلسطيني على صلة بالملف أن الرئيس عباس خلال لقائه رئيس الدبلوماسية الأمريكية، مساء الخميس، بمدينة رام اللهبالضفة الغربية، أكد رفضه القاطع للتواجد العسكري الإسرائيلي على حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية بعد التوصل إلى اتفاق للسلام. وحمل جون كيري رسالة تضمنت الخطوط الحمراء الفلسطينية التي لا يمكن تجاوزها وفي مقدمتها رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة عبرية. وأوضح المصدر الفلسطيني أن الرئيس عباس رفض المقترحات الأمريكية لأنها لا تتضمن وجود قوة ثالثة تتولى مهمة أمن المنطقة الحدودية المشتركة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي كان اقترحها جيمس جونس رئيس مستشاري الأمن القومي الأمريكي في رسالته حول تسوية الصراع. كما أضاف أن الرئيس عباس ألح على الحاجة لتسوية كل الملفات الجوهرية من تحديد وضع القدسالمحتلة وعودة اللاجئين وقضية الأسرى وغيرها من قضايا الوضع النهائي التي تتهرب إسرائيل من الخوض فيها. ونقلت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية أن المخطط الأمريكي يتضمن تواجدا عسكريا إسرائيليا على حدود بين الضفة الغربيةوالأردن حتى بعد التوصل إلى اتفاق سلام وذلك لمدة قد تصل الى 15 سنة.وإلى جانب ذلك، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يصر على أن تكون الدولة الفلسطينية خالية من الأسلحة وأن تتمكن إسرائيل من الحفاظ على تواجدها العسكري بغور الأردن على المدى الطويل. ولان الخلاف بين عباس وكيري كان حادا فقد دفع بالرجلين إلى عدم عقد ندوة صحفية كما جرت العادة بعد الانتهاء من كل محادثات تجمعهما في إطار تفعيل مسار السلام. وهو ما جعل كيري يقر بصعوبة المهمة التي أخذها على عاتقه لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعدما قوبلت مقترحاته الأمنية برفض فلسطيني قاطع دفعته للعودة مجددا إلى القدسالمحتلة للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صباح أمس. وأكد كيري انه سيعود الأسبوع القادم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لمواصلة مباحثاته مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين عله يتوصل إلى اتفاق بين الجانبين خلال التسعة أشهر المحددة لمفاوضات السلام الحالية والتي انقضى منها أربعة أشهر دون إحراز أي اختراق أو تقدم يذكر. وأدرك رئيس الدبلوماسية الأمريكية صعوبة المهمة وهو الذي كان حاول استغلال ورقة الأسرى من أجل الضغط على الجانب الفلسطيني لحمله على الموافقة على مقترحاته الأمنية التي تخدم إسرائيل وتفقد الدولة الفلسطينية في حالة إقامتها كل سيادة على حدودها. وتؤكد مقترحات كيري استمرار الإدارة الأمريكية في الانحياز لجانب الطرح الإسرائيلي على حساب إهدار مزيد من الحقوق الفلسطينية المغتصبة. ولكن السؤال المطروح هل سيصمد الرئيس الفلسطيني أمام الضغوط الأمريكية المتوالية أم انه قد يرضخ في لحظة ضعف للمساواة الأمريكية والإسرائيلية؟