يرقد الفنان القدير حميد لوراري، المعروف في الساحة الفنية ب«قاسي تيزي وزو"، بمستشفى بئر طرارية يصارع الأوجاع الناجمة عن تأزم وضعه الصحي نتيجة التقرحات الجلدية التي ظهرت على مستوى جسمه بسبب عدم القدرة على الحركة، وهو الأمر الذي دفع بزوجته إلى مناشدة الجهات المعنية مساعدتها على اقتناء كمادات خاصة تساعده على الشفاء وتحد من أوجاعه. ولحظة ولوج "المساء" مستشفى بئر طرارية وسؤالنا عن الغرفة التي يرقد فيها الفنان القدير حميد لوراري، تم إرشادنا مباشرة إلى قسم جراحة الرجال، بدا لنا جليا أن كل العاملين بالقطاع الصحي لبئر طرارية كانوا على علم بتواجد هذا الأخير بالمستشفى، حيث أبدوا تضامنهم معه معربين عن أسفهم لحالته الصحية المتدهورة. هناك وجدناه يتلوى ويتأوه من الألم وإلى جانبه زوجته التي ظلت تمسك بيده وتحاول مساعدته على نسيان ألمه بالحديث إليه. تقربنا من الفنان لنسأله عن حالته والاطمئنان عليه، غير أن زوجته أشارت إلينا بأنه عاجز عن الكلام ويشعر بالتعب ويعاني نوبات ألم شديدة. سألناها عن سبب تأزم وضعه الصحي فقالت "تعرض حميد لحادث في المنزل حيث سقط وتعرض لكسر على مستوى الرجل، وعلى إثر الحادث نقلناه إلى مستشفى ابن عكنون، حيث خضع لعملية جراحية كانت ناجحة، وبعد يومين طلب منا نقله إلى المنزل، كان من الصعب علي تغير ضماداته، ومساعدته على تبديل وضعية نومه الأمر الذي نتج عنه ظهور تقرحات جلدية على مستوى ظهره إذ أنه لم يغير وضعية استلقائه لما يزيد عن 13 يوما الأمر الذي ألهب التقرحات، وبعد أن ازدادت حدة الألم نقله بعض المقربين الى مصلحة الجراحة بمستشفى بئر طرارية وهو الان يخضع للمراقبة الصحية"، تصمت محدثتنا قليلا بعد أن بح صوتها من شدة الحزن لتضيف: "المشكل الذي أعاني منه اليوم هو ان الضمادات التي توضع على مثل هذه التقرحات غير متوفرة على مستوى المستشفى، ولا تسمح لي إمكانياتي المادية بشرائها فقيمة ضمادتين تساوي 2800 دينار، هذه الأخيرة يحتاج إليها حميد لتخفف مما يعانيه من أوجاع، من أجل هذا أناشد اليوم كل من أحب حميد مساعدته في تخفيف آلامه التي تسببت في تأزم وضعه الصحي. منذ دخول الفنان المستشفى وأصدقاؤه وزملاؤه من الحقل الفني يترددون على المستشفى للسؤال عنه، والاطمئنان على حالته الصحية تقول زوجته وتضيف: "أشكر كل من الفنان احمد قادري المعروف ب "قريقش"، ونصر الدين دكار، والفنانة جميلة عراس، وكمال ديناميت، وكذا صالح غولي وبعض الإطارات التي زارته منهم عبد المجيد سيدي السعيد، معربين عن تضامنهم وتآزرهم، منتقدين موقف وزارة الثقافة التي لم تقم بأي خطوة تضامنية إزاءه باستثناء بعض الوعود التي لم تتحقق. يذكر أن قاسي تيزي وزو يعد واحد من ألمع الوجوه الفكاهية بالساحة الفنية الجزائرية، من مواليد سنة 1931م بقرية بني ورثيلان بولاية سطيف. في رصيده نحو 6 آلاف حصة فكاهية، سجلها على مدار 30 سنة عبر الإذاعة الوطنية. عرف عن قاسي تيزي وزو الفكاهي أنه كان ينشر البهجة والسرور أينما حل، وعالج بأعماله الفنية الكثير من القضايا الاجتماعية بأسلوب ساخر أضحك الملايين.