تمر الذكرى الستون لثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة، وهي المناسبة التي خصتها مجلة الجيش "بكثير من الصور والشهادات التي خلّدت كفاح الأبطال وتضحياتهم التي تبقى راسخة في ذاكرة الشعب، ومضربا للمثل لشعوب المعمورة... فأول نوفمبر لم ولن يكون حدثا عاديا أو عابرا لأبناء الجزائر عامة ولفحول جيشنا الوطني الشعبي الذين جعلوا من هذا التاريخ المنطلق الدائم لتحركاتهم وقناعاتهم بالاستزادة من رص الصفوف، وتأصيل مفهوم التضحية من أجل جزائر آمنة وموحدة، سيدة في القرار وقوية الإرادة خاصة في هذه الظروف التي اهتزت فيها القيم، وغلبت عليها الفتنة التي ضربت أقطارا وشعوبا بأكملها. وركز العدد الأخير من مجلة "الجيش" الخاص بشهر نوفمبر، الضوء على أبرز حدث يسجله تاريخ الجزائر عبر كل العصور وهو ثورة نوفمبر، التي لا تزال رغم مرور ستين عاما على اندلاعها مبعث فخر واعتزاز، وطريقا ينير حاضر ومستقبل هذه الأمة التي استطاع أبناؤها قلب موازين القوى وتغيير النظريات الاستعمارية من خلال فرض منطق متفرد هو ذاته الذي لا يزال ينتهجه أبناء الاستقلال عبر جيشنا الشعبي سليل جيش التحرير، الذي فرض هو الآخر منطقه في حماية البلاد والعباد من كل مخطط عدائي. ولم يفوت العدد 616 من المجلة، نشر رسالتي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبتي الذكرى ال60 لاندلاع الثورة، وكذا أحياء اليوم الوطني للصحافة مركزا على مقاطع هامة من كلمتيه التي أبرز من خلالهما وعي الشعب الجزائري بالمخاطر المحدقة به وبالمنطقة، وعدم تهاونه في مجابهة من يروم المساس بوحدته وثوابته، أو تهديد أمنه واستقراره، وأكد القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن الشعب ماض بقوة وثبات على درب التطور والتقدم والعدالة والديمقراطية تمكنه من أسباب المناعة والقوة. وفي نفس السياق النوفمبري وجه نائب وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، رسالة قوية إلى أبناء الوطن يطالبهم فيها بإعلاء شأن هذه الأمة وترسيخ قيم ومبادئ ثورة الشعب الضاربة في أعماق التاريخ، وكذا التمعن في رمزية الذكرى وأبعادها والاستفادة من دروسها الكثيرة والثرية، مضيفا أن نعمة السلم والاستقرار التي يعيشها أبناء الوطن لم تكن لتتحقق لولا تضحيات الرجال البواسل الذين ضحوا بالنفس والغالي، بالإضافة إلى إدراك المؤسسة العسكرية سليلة جيش التحرير بكافة التهديدات المحدقة والمحيطة به. وفي ملحق مطول بعنوان "ملحق نوفمبر الحرية"، لخصت المجلة "بدقة" كفاح الشعب الجزائري انطلاقا من المقاومة الشعبية للاحتلال الفرنسي، إلى الحركة الوطنية التي تعد مرحلة هامة في نضال الشعب الجزائري، إلى الثورة المسلحة التي تعد بمثابة الملحمة الشعبية الخالدة، وقد أثري الملحق بشهادات عن معارك جيش التحرير، والعمليات الخالدة التي قام بها، بالإضافة إلى مقال تحقيقي عن مساعي وسائل الإعلام الفرنسية لتضليل الرأي العام، وكيف أن الإعلام نفسه ساهم في تدويل القضية الجزائرية رفقة الدبلوماسية الجزائرية أثناء الثورة. وباحترافية كبيرة مزج عدد نوفمبر من مجلة "الجيش" بين كفاح أبطال نوفمبر إبّان ثورة التحرير المجيدة، وبسالة أبناء الاستقلال في ضمان استمرار حرية هذا الوطن، ولم تختلف صور المعارك التي خاضها رموز المقاومة الشعبية للاحتلال الفرنسي عن تلك التي يصنعها بواسل الجيش، أو كما أسماهم تحقيق المجلة "المرابطون على الرمال" والذين يتحمّلون قساوة الطبيعة وصعوبة المسالك ودرجة الحرارة المرتفعة في سبيل أمن الجزائر، إنهم فرسان المهاري، رجال من نوع خاص، يمتطون الجمال ليذكروك ببطولات أسلافهم ونضالهم ضد المستعمر. وركز جانب من التحقيق على أهم ما حققته المفرزات التابعة لوحدات الجيش الوطني الشعبي في الميدان خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة عبر النواحي العسكرية الرابعة والسادسة والثالثة والخامسة، والتي تمكنت من خلالها من استرجاع كميات هامة من المخدرات والأسلحة والمواد الغذائية والمركبات، بالإضافة إلى توقيف عدد هام من المهربين والمجرمين الجزائريين منهم والأجانب والذين سعوا إلى إغراق البلاد بالسموم والمحظورات لولا فطنة أفراد الجيش وتصديهم لهم.