خصصت مجلة الجيش في عددها الصادر شهر نوفمبر المنصرم ملفا كاملا للذكرى ال 58 لاندلاع الثورة التحريرية و دعمته بحوار مع احد أعضاء مجموعة 22 التاريخية المجاهد محمد مشاطي و بملحق عن دور ومشاركة الجيش الوطني الشعبي في الحروب العربية-الاسرائلية. و جاء في افتتاحية مجلة الجيش أن الاحتفال بذكرى اندلاع ثورة التحرير "هو الكفيل بجعل الأجيال المتعاقبة بمرور الزمن تبقى مرتبطة بجذورها وتاريخها الزاخر بالبطولات ومعتزة بتضحيات الآباء والأجداد قي سبيل شموخ الوطن و محافظة على الأمانة وتسعى جاهدة للدفاع عنها لتبقى مصونة كريمة". و تحت عنوان " الذكرى ال 58 لاندلاع الثورة التحريرية نوفمبر- محطة هامة في تاريخ الجزائر" أعدت المجلة ملفا من 16 صفحة عن المنعرج الحاسم الذي غير تاريخ الجزائريين. و كتبت فيه بأن الجزائريين "تأكدوا بعد المجازر التي اقترفها المستعمر الفرنسي في الثامن ماي 1954 بان الحرية تؤخذ ولا تعطى وبأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد على وعود فرنسا غير المستعدة للتنازل عن الجزائر مهما كانت الظروف حتى ولو اقتضى ذلك تجميع قواتها العسكرية الموزعة على المستعمرات الأخرى". كما جاء في فقرة من الموضوع الذي خصص لاجتماع القادة 22 الذي كان بمثابة "فاتحة عهد جديد في تاريخ الحركة الوطنية الذي فهم بعد الكفاح السلمي الطويل ان أسلوب المواجهة والعمل المسلح وسيلة حتمية لقهر الاحتلال". وتضمن الموضوع الذي أدرج فيه سير و نبذ تاريخية عن مهندسي الثورة و الظروف التي مهدت لاجتماع ل 22 بداية من مجازر الثامن من ماي 1945 وقرار أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل التحضير لانطلاق الثورة المجيدة خلال اجتماعهم التاريخي في 27 جوان 1954 بالعاصمة. كما تطرق نفس الملف الى أهم القرارات التنظيمية التي تم اتخاذها من طرف اللجنة المكلفة بتطبيق قرارات المؤتمرين. وباعتباره احد صانعي ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 خصت مجلة الجيش المجاهد محمد مشاطي بحوار مطول تطرق فيه إلى أهم المحطات التي تبلورت من خلال فكرة العمل المسلح وإسهاماته الشخصية في كتابة تاريخ الثورة. و تم بالمناسبة تقديم كتابه المعنون" محمد مشاطي مسار مناضل" تطرق من خلاله إلى "العديد من الحقائق التاريخية لمرحلة عاشها والتي لا يزال اغلبها مجهولا للعديد من الجزائريين". كما تناول الملف موضوع بعنوان" الصحة خلال الثورة-واجب تجاه الثورة والشعب" تطرق فيه الى تطور قطاع الصحة خلال الثورة بداية من اسهامات "طلاب الطب والصيدلة آنذاك في منحه نفس جديد" الى ميلاد الهلال الاحمر الجزائري. و في ملحق خاص بمشاركة الجيش الوطني الشعبي في الحروب العربية ضد اسرائيل كتبت "الجيش" عن المعارك التي خاضتها الوحدات الجزائرية ضد الجيش الإسرائيلي على غرار معركة 5 و 15 جويلية 1967 و دور الطيران الجزائري في حرب اكتوبر 1973 التي قضت على اسطورة الجيش الذي لا يقهر. وشمل الملحق مجموعة من الشهادات الحية لأبطال كانوا في قلب المعركة أمثال العقيد حسين أوسعيد و اللواء المتقاعد محمد بكوش. كما نشرت المجلة حوارا للواء المتقاعد محمد عبد العزيز قابيل قائد الفرقة الرابعة المدرعة من الجيش الثالث المصري أثناء حرب اكتوبر 1973 و ادرجت شهادات حية للواء المتقاعد محمد شيباني الذي كان قائدا للسرية الثانية للكتيبة الرابعة للدبابات.