رقصة البارود من أروع الرقصات الفلكلورية في منطقة توات بولاية أدرار، حيث تعتبر من أهم وأبرز الفنون الشعبية التي تقام وسط حلقة بها أهازيج وضرب للبارود، وهي الرقصة العجيبة التي لابد أن تتوفر فيها العديد من الأمور، من حيث التنظيم والأداء، لترسم لوحة فنية تحمل عدة أطياف وألوان. والمميز في الأمر أن البارود الذي يضرب عند أداء الرقصة، يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط، أولها أن تتم صناعة مادة البارود من نبتة محلية تسمى"الكرنكة"، وهي شجرة لها أغصان وفروع، وتنتهي بكرات خضراء تعطي عند قطفها مادة بيضاء تشبه الحليب، وهي مادة سامة وخطيرة على الإنسان. بعد حرقها يخلط رماد النبتة بملح البارود والكبريت وتعبأ في "الكابسولة" التي توضع تحت الزناد، لتحدث تفجيرا مدويا عند إطلاقها. وتقام هده الرقصة المتوارثة عبر الأجيال في عدة مناسبات، كالأعياد الدينية والأعراس وتكريم حفظة القرآن الكريم في المنطقة، مع استقبال ضيوف الولاية بها. تسمى رقصة البارود ب"حلقة البارود" لأنها تشكل على هيئة حلقة دائرية منسجمة بلباس موحد، وهي خاصة بالرجال القادريين على حمل "المكحلة" الذين يتميز قائدهم بالتحكم في طلقة البارود، وتتكون الحلقة عموما من 30 إلى 70 رجلا من أبناء القصر، ويتوسط الحلقة مجموع العازفين على الطبول والمزامير، تبدأ رقصة البارود في العادة بترديد بيت الحلقة المعروف لمرات عديدة ودون إيقاع، ثم يشرع في مدح المصطفى، ويضرب "البندير" و"المزمار" ليعطيا إيقاعا نغميا يتماشى وحركة أعضاء الفرقة. وبإشارة من قائد الفرقة، يتم الانطلاق في إيقاع أخف من سابقه، وهو الذي ينتهي بالإطلاق الجماعي والموحد للبارود. وهو معيار فشل أو نجاح الرقصة. ويتم التنافس من قبل مختلف فرق القصور على أساس أن من تطلق منها الطلقة الواحدة بدون تقطع فهي الأحسن. ومن بين الميزات الأساسية لهذه الرقصة، أنها تحضير جسماني وفكري لمقاومة العدو والدفاع عن الأرض والعرض في أوقات الحروب.