تتسابق العائلات بولاية ميلة، في ظاهرة جديدة ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، على توظيف فرق «الرحابة» لإحياء حفلات أعراسها وحتى حفلات ختان أطفالها، حيث ارتفع الطلب على هذه المجموعات التي تختص في تقديم أغان فلكلورية ترافق موكب العروسين أو الغناء عندما تصل العروس إلى بيت زوجها على متن»كاليش». و رغم المبالغ الكبيرة التي تكلفها هذه الفرق، والتي تتراوح ما بين 04 إلى 05 ملايين سنتيم للساعة الواحدة، إلا أن ذلك جعلها منافسا قويا ل»الديسك جوكي» الذي يكثر الطلب عليه أيضا، خصوصا لدى العائلات الميسورة التي تريد أن تصنع الفرجة لمدعويها. وتتكون فرقة الرحابة، الذي يعد جنوب ولاية ميلة معقلا لها، من ثمانية إلى عشرة أشخاص يرقصون و يغنون بصوت واحد نفس الكلمات على إيقاع منسجم ونغمة موحدة، وهم يرتدون في الغالب لباسا تقليديا مكونا من ڤندورة أو برنوس ، إضافة إلى السروال العربي والسترة المعروفة ب»الجليكة» وكذا قطعة قماش ملفوفة على الرأس تسمى محليا ب «الرزة». و في بعض الحالات تكون الفرقة مكونة من ثمانية رجال أو مختلطة بين الرجال والنساء، ويسمى ذلك باللهجة الشاوية «إرحابن» ، من خلال الغناء والرقص كتفا لكتف عن طريق صفين متقابلين في حركة ذهاب وإياب، تجمع بين الغناء وحركات الأرجل في انسجام وتناغم رائعين وذلك على إيقاع «الڤصبة» و»البندير» وطلقات البارود المدوي، ما يضفي على الأغاني نوعا من الإيقاع والخفة والفرجة، كما يمكن أن يتم الأداء بدون أية آلة إيقاعية، خصوصا لما يردد أعضاء الفرقة في أول أهازيجهم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن تطرقت أغانيهم إلى مواضيع أخرى كالغزل، فذلك يكون مقرونا بنظافة الكلمات وخلوها من الإيحات غير المرغوب فيها.