احتفلت كل مناطق الوطن، أمس، بالذكرى ال49 لعيد الاستقلال والشباب في أجواء بهيجة اختلفت من منطقة إلى أخرى. فبالمؤسسة العسكرية أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على مراسم تقليد الرتب لضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي، كما كانت هذه الاحتفالات مناسبة لتقديم محاضرات تاريخية حول الثورة وأبطالها، وتسمية عدة شوارع ومرافق عمومية بأسماء الشهداء. أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، أمس، بمقر وزارة الدفاع الوطني، على مراسم تقليد الرتب لضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي. وقد تمت بهذه المناسبة ترقية 9 ضباط سامين من رتبة عميد إلى رتبة لواء في حين تمت ترقية 26 آخرين من رتبة عقيد إلى رتبة عميد. وينتمي الضباط الذين تمت ترقيتهم لمختلف قيادات ومديريات الجيش الوطني الشعبي. وكان رئيس الدولة قد وصل في وقت سابق إلى مقر وزارة الدفاع الوطني حيث كان في استقباله السيد عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني والفريق احمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى جانب ضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي. كما استعرض رئيس الجمهورية فصيلة من الحرس الجمهوري وقوات للجيش الوطني الشعبي أدت له التحية الشرفية قبل الاستماع للنشيد الوطني بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري وقرئت فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. وحضر هذه المراسم رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري، السيد بوعلام بسايح رئيس المجلس الدستوري، الوزير الأول السيد احمد أويحيى، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح وأعضاء من الحكومة. عدد شهداء المقاومة والتحرير فاق 3 ملايين من جهتها نظمت وزارة المجاهدين بمتحف المجاهد بالجزائر العاصمة حفلا على شرف المجاهدين. وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة أكد وزير المجاهدين السيد شريف عباس أن الأمر يتعلق بإحياء يوم مجيد وهام ومشهود يبقى راسخا في الذاكرة الجماعية للجزائريين. وذكر الوزير أن هذا الاستقلال تحقق بفضل المعاناة التي تكبدها الشعب الجزائري إبان ثورة التحرير والتضحيات التي قدمها لتحرير الوطن من نير الاستعمار. وأبى الوزير إلا أن يقف وقفة ترحم على أرواح الشهداء وكافة أولئك الذين ضحوا بدمائهم حتى تكون الجزائر حرة ومستقلة، داعيا إلى الاقتداء بتضحيات الشعب الجزائري والوفاء بالعهد والإخلاص للوطن. كما تم بمقبرة الشهداء بالكاليتوس بالجزائر العاصمة، أمس، وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء بحضور مجاهدين والسلطات المحلية والعسكرية لولاية الجزائر وكذا منظمات وجمعيات. وبهذه المناسبة أكد الأمين العام لمنظمة المجاهدين لولاية الجزائر السيد مصطفى زرقاوي أن هذا اليوم يعد فرصة لتذكر جميع شهداء الجزائر من عهد المقاومات الشعبية إلى شهداء الحركة الوطنية وصولا لشهداء ثورة التحرير الوطني. وأضاف أن شهداء الجزائر ليسوا مليونا ونصف مليون فقط بل يتعدى عددهم ثلاثة ملايين إذا ما تم إحصاء أولئك الذين سقطت أرواحهم نتيجة القمع والبؤس والمقاومة منذ أن وطئت قدم المحتل الفرنسي أرض الوطن. كما حيا المتحدث انتصار الثورة التحريرية على الاحتلال على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والدبلوماسية، داعيا الأجيال الصاعدة إلى التسلح باليقظة والوعي للحفاظ على السيادة الوطنية التي استرجعت بثمن باهظ. ومن ناحيته دعا الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء السيد الطيب الهواري إلى التمسك بالقيم الوطنية والتحررية وتوريثها للأجيال الصاعدة، مشددا على أنه مهما حاول البعض تناسي ما اقترفه الاستعمار الفرنسي من جرائم في الجزائر والطعن في الثورة التحريرية وشهدائها إلا انه لا يمكن تغيير مجرى التاريخ. وهران تطلق أسماء شهدائها على شوارع ومرافق جديدة واختلفت الاحتفالات من منطقة إلى أخرى بكل ولايات الوطن التي أحيت ذكرى الخامس جويلية، حيث عرفت الاحتفالات بولايات وهران التي انطلقت بعد وضع إكليل من الزهور بمقبرة عين البيضاء، تسمية عدة شوارع ومرافق عمومية بأسماء شهداء الثورة. وفي هذا الإطار قام والي وهران السيد عبد المالك بوضياف بتدشين المقر الجديد لبلدية عين الكرمة إضافة إلى تدشين مكتبة بلدية ومركز صحي من شأنه أن يساهم في توفير العلاج الضروري للمرضى بهذه البلدية النائية التي تم فيها تدشين غابة مداغ بعد إعادة تهيئتها وفتحها أمام الزوار للاسترخاء والنزهة. كما تم ببلدية بطيوة سيدي الشحمي وضع حجر الأساس لتزويد أزيد من 15 ألف ساكن بالغاز في الوقت الذي تم فيه تدشين قاعة للمطالعة العمومية ببلدية البرية وساحة لعب بها جميع المرافق الضرورية للأطفال ببلدية وادي تليلات ودار للشباب ببلدية بوقاطيس، إضافة إلى مركز صحي. أما ببلدية وهران فقد تم إنشاء أربع ساحات عمومية بمختلف أحياء المدينة إضافة إلى تدشين مركز جهوي للمنشآت والتجهيز تابع للمديرية الجهوية للجمارك. وعن مختلف هذه الإنجازات التي تم تدشينها أكد والي الولاية بأنها تندرج في إطار تجسيد اهتمامات الشباب التي تبقى من أولويات الرئيس. نشاطات ثقافية ورياضية متنوعة بولايات الوسط كما أحيت ولايات الوسط الذكرى بتنظيم عدة نشاطات ثقافية ورياضية متنوعة. وفي هذا الصدد قامت السلطات المدنية والعسكرية لولاية البليدة بمقبرة الشهداء بقراءة فاتحة الكتاب ووضع إكليل من الزهور بالنصب التذكاري للشهداء ليتم عقبها تسمية حي 230 مسكن ببلدية العفرون باسم الشهيد معمر محمد وحي 750 مسكن بسيدي المدني ببلدية الشفة باسم 5 جويلية 1962 وحي 200 مسكن ببلدية قرواو باسم المجاهد المرحوم عايد مصطفى. كما تم بالمناسبة تدشين مقر وحدة الحماية المدنية بوادي العلايق وعيادة متعددة الخدمات بالمزرعة التجريبية ببلدية أولاد يعيش والمقر الجديد لمديرية الفلاحة بسيدي عبد القادر. من جهة أخرى ألقيت عدة محاضرات تاريخية حول ''الثورة التحريرية وعودة الجنرال ديغول إلى السلطة'' و''الشباب وتحديات المستقبل''. وبدورها شهدت ولاية عين الدفلى نفس الأجواء الاحتفالية، حيث تابع سكان المدينة استعراضا للفروسية ببلدية البطحية، كما شاهد هواة المسرح عرضا مسرحيا بعنوان ''لسان الدين ابن الخطيب'' بدار الثقافة الأمير عبد القادر. وبولاية بومرداس سلمت السلطات المحلية مفاتيح السكنات الاجتماعية بحي 72 مسكن بقورصو وتم تدشين مربع الشهداء بتجلابين، إلى جانب تسمية الإقامة الجامعية 2000 سرير للبنات باسم المجاهدة قدوالي شريفة وتسمية حي 408 مسكن باسم الشهيد بويجياوي علي. وشهدت ولاية بومرداس بالمناسبة مسيرة شبابية من مقر الولاية إلى ساحة المعلم التذكاري بالإضافة إلى تنظيم نشاطات فنية مختلفة. وعلى غرار باقي ولايات الوطن نظمت ولاية البويرة بمناسبة الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب العديد من النشاطات حيث أشرفت السلطات الولائية على تدشين المعلم التذكاري بجبل ديرة بسور الغزلان وتدشين الطريق الرابط بين أولاد قاسم إلى جبل ديرة على مسافة 4,7 كلم. وتسلم المستفيدون من مساكن اجتماعية تساهمية بمشروع 300232 مسكن مفاتيح سكناتهم الجديدة، كما تم فتح وتسمية المسبح نصف الأولمبي باسم شهيد ثورة التحرير العيد سعدون إلى جانب وضع حيز التشغيل شبكة الغاز الطبيعي للغرابة وأولاد السعدي لربط 337 منزل. وبولاية تيزي وزو تم تدشين مسجد يتسع لحوالي 1000 مصل وملعب جواري إلى جانب تنظيم مراطون بالمناسبة. أما بولاية المدية فتم إطلاق اسم الشهيد الماحي بوكلكال على مدرسة تاقبو بضواحي المدينة كما تم تسمية مكتبة البلدية باسم عبد الله بن دالي براهم ناهيك عن تنظيم احتفالات متنوعة بالمناسبة. كما عرفت كل من ولايات الشلف، الجلفة، تيبازة وبجاية نفس الأجواء الاحتفالية. مجاهدو الجنوب يدعون الشباب للتمسك بمبادئ الثورة وتميزت الاحتفالات بالذكرى التاسعة والأربعين لعيدي الاستقلال والشباب بولايات الجنوب هي الأخرى بتنظيم العديد من التظاهرات المتنوعة وتدشين مرافق اجتماعية جديدة تجديدا لعهد التواصل والتمسك برسالة الشهداء الأبرار. وبهذه المناسبة دعا المجاهدون بولاية ورقلة في كلماتهم الجيل الجديد إلى التمسك بمبادئ الثورة التحريرية المظفرة وحمل مشعل الأجداد والعمل من أجل أن تلتحق الجزائر بركب الأمم المتطورة. أما بولاية الوادي فقدم مجاهدون وأصدقاء الثورة الجزائرية بعض الشهادات الحية عن ملاحم جيش التحرير الوطني كما تم بالمناسبة توزيع جوائز خاصة بالمسابقة الكبرى لأنشطة مؤسسات الشباب التي احتضنتها الولاية وتكريم بعض الوجوه الفنية المحلية. وهي نفس الأجواء التي عاشتها ولايتا الأغواط وغرداية. وبولاية برج بوعريريج تميزت الاحتفالات بالتظاهرة التي نظمتها جمعية الوحدة والعمل والتي اكتست طابعا اجتماعيا تضامنيا من خلال جمع مبلغ مالي قدر ب400 مليون سنتيم ساهم به كل أبناء الولاية لبناء مقبرة للشهداء وإعادة دفن الرفات فضلا عن ذبح 4 عجول للترحم على أرواح شهداء المنطقة كما تميز الحفل بتكريم كلا من العلامة الطاهر آيت علجت والعلامة المرحوم محمد الطيب وعلي.