تشرع اليوم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في جولة شرق أوسطية جديدة تزور خلالها الأراضي الفلسطينية وإسرائيل للاطلاع على آخر تطورات مفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وتجري رايس مباحثات مع المسؤولين الفلسطينيين وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس تتناول المفاوضات وأخر تطورات الوضع الميداني كما تجري لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت. والواضح أن زيارة المسؤولة الأمريكية إلى المنطقة لا ينتظر منها الكثير خاصة بالنسبة للطرف الفلسطيني الذي اعتاد على الانحياز الأمريكي المفضوح للمواقف الإسرائيلية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني بالرغم من تنصيب واشنطن نفسها راعية السلام في المنطقة. وهي الحقيقة التي أكدها نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح الذي أكد أن زيارة كوندوليزا رايس للمنطقة مجددا هدفها ممارسة المزيد من الضغوط على الطرف الفلسطيني لإرغامه على تقديم المزيد من التنازلات خدمة للاحتلال الإسرائيلي من جهة، ولتسجيل نجاح للإدارة الأمريكية التي لم يبق لها الكثير لمغادرة الساحة الدولية من جهة ثانية ولو على شكل اتفاق مؤجل التنفيذ. وحذر المسؤول الفلسطيني من تمرير ما تهدف إليه رايس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفنى وغيرهم على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه. وقال أن "الأولوية الفلسطينية تكمن اليوم في التوصل إلى اتفاق على إستراتيجية عمل فلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية وإعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية الموحدة وليس إدارة عملية علاقات عامة ومفاوضات عبثية مباشرة أو غير مباشرة ورهانات مضللة لا تخدم سوى سياسة الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي. وطالب المسؤولين الفلسطينيين بتوجيه رسالة واضحة إلى رئيسة الدبلوماسية الأمريكية بأن الشعب الفلسطيني لم يعد يثق في الإدارة الأمريكية وسياساتها المنتهجة في المنطقة ويرفض تقديم أية تنازلات عن حقوقه الوطنية. وتتزامن زيارة كاتبة الدولة الأمريكية إلى الأراضي الفلسطينية مع نجاح حوالي 44 ناشطا حقوقيا جاءوا من مختلف أنحاء العام في كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أزيد من عام على سكان قطاع غزة. وتمكن هؤلاء الحقوقيين من الدخول إلى قطاع غزة بعدما سمحت إدارة الاحتلال للسفينتين اللتين أقلتهم من ميناء لارناكا القبرصي منذ نهاية الأسبوع الماضي بالرسو في ميناء شاطئ غزة أول أمس بعدما تأكدت من أن السفينتين لا تشكلان أي تهديد على امنها. ومن المنتظر ان تدوم زيارة الحقوقيين الذي شرعوا أمس في جولة في قطاع غزة عشرة أيام يقومون خلالها بزيارة المستشفيات والجامعات ومخيمات اللاجئين للوقوف على معاناة سكان غزة بسبب الحصار وذلك قبل عودتهم إلى قبرص.