قدمت الحرفية وردية سكري، من ولاية تيزي وزو والمشاركة في مهرجان الزي التقليدي المنظم مؤخرا بالعاصمة، ابتكارات مبدعة سواء في اللباس التقليدي أو الحلي التقليدية أو الديكور المنزلي، وحتى الأكسسوارات الفريدة من نوعها، ومكن جناحها في المهرجان من اطلاع الزوار على إبداعات المرأة الجزائرية التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد بأشكال مختلفة تصنع دائما الفارق بين المُبتكرين. قالت الحرفية سكري بأنها عملت كثيرا في تطوير الطرز التقليدي على مدار سنوات أتقنت فيها فنونه بكل أشكاله، إذ لم تكتف بتعلم طرق الطرز في منطقة القبائل الكبرى، مسقط رأسها، إنما زارت كل ولايات الوطن لتتعلم المزيد من تلك الفنون، بل وزارت بلدانا إفريقية للاطلاع على التقاليد المحلية والنهل من صناعاتها اليدوية. وتمكنت السيدة وردية من تجهيز ألبسة بتصميم إفريقي لدولة بوركينافاسو، وهو الزي المحلي الذي يسمى (البوبو) ويتميز بألوانه وانسداله بطريقة مريحة، إلى جانبه صممت الحرفية حليا تقليدية تتناغم مع هذا الزي الذي طرزته بنقوش مستوحاة من التراث البربري لمنطقة القبائل. وتؤكد الحرفية أنها أتقنت كل أنواع الحرف اليدوية، بل تعمل بالشراكة مع حرفيين آخرين في مجال السلالة التقليدية، حيث تقوم برسم بعض الأنماط، ثم تعمل على تجسيدها، إما في شكل حلي تقليدية أو خامات ديكورية أو حتى ألبسة جاهزة، مما يضفي جمالا إبداعيا على كل قطعة على حده. كما لم يتوقف إبداعها عند السلالة، بل تعمل حتى على صنع أكسسوارات من حبات الزيتون ومن تجويف حبات اليقطين التي تحولها إلى أقراط بألوان تحمل معان مستوحاة من الثقافة الإفريقية، جنوب الصحراء. إذ تؤكد الحرفية أن الابتكار عندها لا يتوقف، حيث تعمل مثلا على جمع بعض النواة من الزيتون وصقلها بطريقة جميلة ومتساوية لإبداع أكسسوارات جميلة تتماشى مع بعض الأزياء اليومية بطريقة إبداعية فريدة. وتؤكد في لقائها مع «المساء» أن الإبداع لا حدود له، وهي من أجل ذلك على استعداد لزيارة بلدان القارة السمراء التي تعتبرها منبعا فريدا للصناعات اليدوية والتقليدية. وعلى عكس ما يروج عن أن الأزياء التقليدية لا يمكن ارتداؤها على شاكلة اللباس الجاهز، فإنها تؤكد أن اللمسات الفردية لكل حرفي تصنع الفارق، فهي شخصيا طورت كثيرا في التنورات والفساتين والبلوزات وحتى المعاطف الشتوية التي زينتها بنقوش الطرز التقليدي بشكل جميل، مستعملة في ذلك مواد أولية من أقمشة وخيوط متوفرة في السوق المحلية. وتؤكد الحرفية أنها تسعى إلى جمع كل إبداعاتها في تصميم الرسومات والنقوش التي تطرزها بيديها، في كتيب خاص على شكل «انسكولوبيديا» تضمنها الرسومات ودلالاتها وسميولوجية ألوانها ومعانيها. علما أنها أشرفت على تكوين متربصين في شتى التخصصات في عدة ولايات، إلى جانب تكوين عدة متربصين في مختلف الصناعات اليدوية في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف.