تجاوزت حصيلة قتلى القصف الذي شنته قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية في أفغانستان ضد قرية عزيز أباد غرب البلاد الجمعة الأخير إل 90 مدنيا معظمهم من الأطفال والنساء في عملية هي الأكثر دموية منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان عام 2001 . وأثار مصرع هؤلاء المدنيين حفيظة السلطات الأفغانية التي أرسلت لجنة تحقيق بقيادة وزير الشؤون الدينية نعمة الله شهراني إلى القرية المستهدفة في محاولة لمعرفة ملابسات وقوع هذه الجريمة الجديدة التي اقترفتها قوات التحالف في حق مدنيين عزل. وقال الوزير الأفغاني أن لجنة التحقيق وقفت على الخسائر التي خلفها هذا القصف وتأكدت من تدمير العديد من المنازل ومصرع أزيد من 90 شخصا معظمهم من النساء والأطفال. وأعرب المسؤول الأفغاني عن استيائه لما وصفه بانعدام التنسيق بين قوات التحالف ونظيرتها الأفغانية بالرغم من إلحاح الرئيس الأفغاني على ضرورة التنسيق مع الجنود الأفغان الذين يعرفون المنطقة أكثر من غيرهم أثناء شن مثل هذه العمليات العسكرية الموجهة ضد مسلحي حركة طالبان وهو ما جعله يلح على ضرورة أن تؤكد قوات التحالف مزاعمها بتمركز عناصر حركة طالبان في هذا الجزء من الأراضي الأفغانية. وقصد امتصاص غضب السكان الذين خرجوا في مظاهرات تنديدية ضد استهداف المدنين أقال الرئيس الأفغاني حميد كرازاي ضابطين من الجيش أحدهما برتبة جنرال بتهمة التهاون وتقديم تقارير مغلوطة. وجاء في بيان للرئاسة الأفغانية أن الرئيس كرازاي أمر بإقالة الجنرال جلندار شاه قائد الفرقة 207 للجيش إضافة إلى عبد الجبار قائد فيلق القيادة بنفس الكتيبة بتهمة الإهمال وتقديم معلومات خاطئة بخصوص القصف الجوي المأساوي وغير المسؤول الذي شنته طائرات حربية لقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ضد سكان قرية عزيز اباد في مقاطعة شنداند الغربية. وكانت وزارة الدفاع الأفغانية أكدت في حصيلة أولية مصرع خمسة مدنيين من بينهم ثلاثة نساء وطفلين إضافة إلى مقتل 25 عنصرا من مسلحي حركة طالبان ليتبين فيما بعد ان كل القتلى من المدنيين من بينهم خمسون طفلا. وكانت قوات التحالف أقرت شنها لعمليات قصف في مقاطعة شنداند وزعمت أنها استهدفت قياديا في حركة طالبان وتمكنت من القضاء على 30 مسلحا في اشتباكات بين المسلحين وبين القوات الأفغانية وقوات التحالف في هذه المنطقة النائية. وقد اتضح فيما بعد زيف الادعاء الامريكي وتأكد أن كل القتلى من المدنيين مما حتم على قيادة القوات الامريكية بتشكيل لجنة تحقيق للتاكد من حقيقة ما جرى. والواقع أن أخطاء قوات التحالف في استهداف المدنيين في أفغانستان تكررت في السنوات الأخيرة وهو ما يثبت فشل استراتيجيتها في ملاحقة عناصر حركة طالبان بعد مرور سبعة أعوام من احتلال أفغانستان. الأمر الذي جعلها عرضة لانتقادات لاذعة لاسيما من قبل الهيئات والمنظمات الإسلامية في أفغانستان التي نددت باستمرار استهداف المدنيين من دون معاقبة المسؤولين عن هذه الأخطاء. وفي هذا السياق دعا مجلس العلماء الإسلامي إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية حاشدة يوم غد الثلاثاء في مدينة حيرات "للتنديد بأعداء الإسلام الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء". وجاء في بيان صدر عن هذا المجلس أن الأمة الإسلامية لن ترضى هذه المرة بتقديم اعتذارات ولن يهدأ لها بال حتى يتم معاقبة المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء. للإشارة فإنه وبحسب الأرقام الذي قدمتها اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان فان أكثر من 900 مدني لقوا مصرعهم منذ بداية العام الجاري في أعمال العنف المستمرة الذي تشهدها أفغانستان منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان عام 2001 . يذكر أن 64 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال كانوا لقوا حتفهم في غارتين جويتين شنتهما قوات التحالف في محافظتي نوريستان ونغارهان في شرق البلاد.