اهتزت أفغانستان أمس، على وقع تفجير إنتحاري عنيف خلف في حصيلة أولية مصرع 80 شخصا وإصابة عشرات آخرين· ووقع التفجير بمدينة جنوبإقليم قندهار أثناء مسابقة لعراك الكلاب المدربة حضرها حوالي 500 شخص والتي اعتاد الأفغانيون تنظيمها بالساحات العمومية والمراهنة على من يفوز بها· ويعتبر هذا التفجير الأكثر دموية تعرفه أفغانستان بعد ذلك الذي وقع شهر نوفمبر الماضي بإقليم باغلان في شمال البلاد وخلف سقوط 79 قتيلا من بينهم ستة نواب وعشرات الأطفال·وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان لها أن انتحاري فجّر نفسه وسط تجمع شعبي بإقليم قندهار مما أدى إلى سقوط 80 شخصا وإصابة 50 آخرين معظمهم في حالة خطيرة· ولم تتمكن قوات الأمن الأفغانية من التعرف على هوية الانتحاري ولكن ذلك لم يمنع من توجيه أصابع الإتهام باتجاه حركة طالبان التي لم تتبن العملية· وقال والي كرازاي شقيق الرئيس الأفغاني ورئيس مجلس محافظة قندهار "من يمكن أن يقوم بمثل هذه العمليات الانتحارية من غير حركة طالبان وبكل تأكيد أنها هي التي نفذت الهجوم الإنتحاري"·بالمقابل رفض المتحدث باسم طالبان يوسف أحمدي تبني الحركة للعملية· وغالبا ما تنفي حركة طالبان تورط عناصرها في تنفيذ العمليات الانتحارية التي تخلف سقوط عدد كبير من المدنيين كما سبق وحدث أثناء عملية محافظة باغلان·وكانت طالبان نفذت خلال العام الماضي حوالي 140 عملية انتحارية استهدفت معظمها القوات الأفغانية وقوات التحالف الأمريكي الدولي المحتل للبلاد منذ 2001 تاريخ سقوط نظام الحركة· وشهد أفغانستان منذ ذلك التاريخ موجة عنف أدت إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين سواء على يد مقاتلي الحركة أو جراء الغارات والعمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة والتي كثرت أخطاؤها في الشهور الأخيرة في استهداف المدنيين·ودفع ذلك بالرئيس الأفغاني حميد كرازاي إلى تحذير هذه القوات من استمرار أخطائها والتي يدفع ثمنها المدنيون·