يتوجه اليوم 13 مليون ناخب سوداني إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسا للبلاد ونواب برلمان جديد في انتخابات عامة تدوم ثلاثة أيام، يبقى الرئيس السوداني المنتهية عهدته عمر حسن البشير، الأوفر حظا لخلافة نفسه وهو الذي يحكم البلاد منذ ربع قرن. ويجمع المراقبون على أن هذه الانتخابات تشكل فرصة "شبه مؤكدة" أمام الرئيس السوداني، لتمديد حكمه في ظل غياب أقوى الأحزاب المعارضة التي أعلنت مقاطعتها المشاركة في هذه الانتخابات. ومن المقرر أن تشهد هذه الانتخابات تنافس 15 مترشحا على كرسي الرئاسة و415 مرشحا آخر على مقاعد البرلمان ممثلين ل44 حزبا أبرزها المؤتمر الوطني الحاكم، وحزب "الاتحادي الديمقراطي" بزعامة محمد عثمان المرغني. وأعلنت المفوضية القومية للانتخابات في السودان، أن "235 منظمة منها 25 دولية ستراقب الانتخابات الرئاسية والتشريعية"، مؤكدة "اكتمال كافة الترتيبات" لبدء عملية الاقتراع اليوم بعدما أشارت إلى أن الحملة الانتخابية مرت بهدوء وبسلام. وتجري الانتخابات وسط جدل واسع بين القوى الفاعلة حول السياق الذي تجري فيه وما ستفرزه على مستقبل أوضاع البلاد، وسط استمرار النزاعات المسلحة والاضطراب السياسي ومصاعب اقتصادية واحتقان اجتماعي.وعشية انطلاق هذه الانتخابات شرعت القوى السياسية المعارضة الموقعة على وثيقة "نداء السودان"، في اعتصام مفتوح في إطار حملتها للمقاطعة التي طرحتها إلى جانب المعارضة المسلحة لمقاطعة الانتخابات.وأكدت أحزاب المعارضة أن "الحملة ستتواصل خلال الفترة المقبلة حتى بعد انقضاء الانتخابات" التي اعتبرتها أنها "محسومة لصالح حزب المؤتمر الوطني الحاكم". وفي اعتصام نظمته المعارضة السياسية أكدت نائبة رئيس حزب "الأمة"، مريم المهدي، أن هذه الانتخابات لا تعني غير الحزب الحاكم"، وشدّدت على أن استمرار النظام في السلطة يمثل أكبر تحد. وقالت إن المعارضة "دخلت في شراكة حقيقية مع منظمات المجتمع المدني لتطوير برامج سودان المستقبل". من جانبها صعدت المعارضة المسلحة المنضوية تحت لواء "الجبهة الثورية "عملياتها العسكرية على جبهات القتال بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردوفان ضمن مسعى لإفشال الانتخابات. وبالتزامن مع الحملة المضادة للانتخابات دعا نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم إبراهيم غندور، أنصار حزبه وكل أفراد الشعب للتوجه لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. وقال إن الحكومة الحالية "ستستمر حتى يؤدي الرئيس المنتخب القسم"، مؤكدا حرص المؤتمر الوطني على إدارة عملية انتخابية" شفافة" و«حرّة" و«نزيهة".ويرى مراقبون أنه في ظل عزوف الشباب عن متابعة الشأن السياسي فإن التفكير في لقمة العيش يبدو القاسم المشترك بين جميع الفئات على اختلاف ميولهم الفكرية وتوجهاتهم في بلد ارتفعت فيه نسبة البطالة إلى 18 بالمئة خاصة في أوساط الشباب دون ال25 عاما، والذين يشكلون أكثر من نصف عدد السكان. ومن المقرر أن يصوّت المقيمون في الخارج أيام 18 و19 و20 أفريل الجاري، فيما تنطلق عمليات فرز الأصوات يوم 16 من نفس الشهر، أما إعلان النتائج سيتم بصورتها النهائية يوم 27 أفريل الجاري، لتعقبها فترة ثلاثة أسابيع للطعون ومن ثم الاعتماد النهائي.