أعلنت مؤسسة "فنون وثقافة"، مؤخّرا، بالمركز الثقافي "مصطفى كاتب"، عن نتائج مسابقتيها في الشعر والفن التشكيلي، وسط حضور فني من الهواة والمحترفين، لتؤكّد في هذا السياق على ميلها للعمل الجواري وكذا تشجيع المواهب الشابة. عرفت الطبعة الثالثة عشرة من مسابقة الشعر المنظمة تحت شعار "الكلمة المعبرة" مشاركة 79 محبا للكلمة الجميلة، وفي هذا الصدد، تحصل عاشور بوكلوة على الجائزة الأولى في فئة الشعر بالعربية الكلاسيكية، في حين نال نضال سويدي على الجائزة الثانية وبوعنيبة سفيان على الجائزة الثالثة في نفس الفئة، أمّا في فئة الشعر المكتوب بالعربية الفصحى، فعادت الجائزة الأولى لامحاني احمدن، بينما ظفر وليد عزوز ياسين بالجائزة الثانية والثالثة أيضا، في المقابل، نال محمد حموش الجائزة الأولى للشعر المكتوب باللغة الفرنسية والثانية لنبيلة حوش والثالثة لمصطفى تومي، في حين فاز أحمد خطابي بالجائزة الأولى للشعر المكتوب باللغة الأمازيغية وفتيحة بوشيبة بالثانية وآسيا بوريج بالثالثة. أمّا الجائزة الكبرى "عائشة حداد" في طبعتها التاسعة، فعرفت حصول أحمد اسطمبولي على الجائزة الأولى، بينما تحصّل مجيد قمرود على الجائزة الثانية في حين عادت الجائزة الثالثة لهادية هجرس. وشارك أحمد اسطمبولي المتخرّج من المدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس، بلوحة انطباعية مع ميل للفن التجريدي، معتمدا على تقنيات مختلطة، ورسم فيها شخصية خيالية برأس يظهر كأنه يحمل الكثير من الأفكار والهموم، علاوة على حفظه للتراث وكلّ ما يرتبط بالعادات والتقاليد، ورسم الفنان يدي وقدمي الشخصية باللون الأحمر، فهل يدلّ ذلك على كل الدماء التي سالت ظلما واقترفها الإنسان.. ذلك المخلوق الذي "وهبه" الله بعقل؟. أمّا عمل مجيد قمرود، فكان منشرحا بألوانه العديدة والباهية، وسط شخصيات وبنايات وأسماك أيضا، جميعها ملوّنة في عالم غريب جميل، بينما جاء عمل الفائزة بالجائزة الثالثة هادية هجرس مختلفا عن لوحة قمرود، ورسمت فيه بأسلوب شبه تجريدي، هيئة امرأة جالسة، يظهر أنّها ترتدي ثوبا تقليديا وطرحة على رأسها من نفس النوع، فهل تفكّر في حياتها الفاقدة للمعان، باعتبار أنّ الفنانة اعتمدت على الألوان الباهتة؟ نعم، هي المرأة التي تمثّل الإنسانية وكيف أنّها تحمل الكثير من الهموم ومع ذلك فهي قوية وتحتاج فقط إلى بعض الأوقات المستقطعة لكي ترتاح وتفكّر بهدوء. وعرفت هذه المسابقة مشاركة العديد من المواهب الشابة والمحترفة بمختلف المواضيع والأساليب، نذكر لوحة أمينة بلعزيز بعنوان "العالمة" التي يظهر وكأنّه جسد امرأة مستلقية على الفراش وسط ظلمة الليل، أمّا إيماش نصير، فرسم امرأة حزينة تضع وشما على جبهتها وتعانق طفلها الخائف في رسمة مؤثّرة، بينما اختار بارة أحمد صالح أن يبرز للجمهور خصوصيات عرس بسوق اهراس، فرسم مجموعة من النساء بعضهن مدعوات وأخريات ينتمين إلى فرقة موسيقية وسط العروس، والملاحظ أنّ جميعهن يشبهن بعضهن شكلا وزينة ولباسا. ورسم العديد من الفنانين بالأسلوب التجريدي، وهو الأسلوب الذي يمكّن الفنان من التعبير عن مكنوناته بخفية، من بينها لوحة تبيب حسيبة التي رسمت طريقا أسود وسط بياض، ولوحة أخرى "تشابك" لبدري محمد زغلول التي رسم فيها تشابك الخطوط والألوان.