تعد الحركة الكشفية من الحركات الرائدة في الجزائر، ويعود الفضل في إنشائها إلى المناضل الشهيد محمد بوراس، منذ تأسيسها سنة 1936، حيث كانت من بين المدارس الأولى والحقيقية التي اهتمت في برامجها بكل النواحي التربوية. وظلت محافظة على مبادئها الأساسية منذ ذلك الحين وفي مقدمتها الوطن والدين واللغة، بالإضافة إلى نشاطها وبرامجها المتنوعة والمتمثلة خاصة في الأجيال وتكوينها مع الأخذ في الحسبان تطورات العصر.وكان الظهور الحقيقي للكشافة الإسلامية الجزائرية في سنة 1934، تحت اسم ”الفلاح” وبقيادة محمد بوراس، تكونت بعد ذلك أفواج أخرى في كل من مدينة مليانة وتيزي وزو وتوسعت بعد ذلك إلى المدن الجزائرية الأخرى. ولم تعمل الكشافة بأتم معنى الكلمة إلا بعد اعتمادها بتصريح إداري في جوان 1936 تحت رقم:2458 وتحت اسم ”الكشافة الإسلامية الجزائرية” الذي ظلّت تحمله إلى يومنا هذا. إن ميلاد تيار التجديد والإصلاح والنهضة من أجل المحافظة على الشخصية الجزائرية، ساهم في إعطاء الفكرة للمناضل محمد بوراس، في إنشاء فوج الكشافة ”الفلاح” والذي أصبح يعمل بشكل قانوني بعد أن رفضته الإدارة الفرنسية في البداية إلا آن محمد بوراس، لم ييأس من إعادة الكرّة حتى يتحصل على الاعتماد.وفي جويلية 1939 عقدت أول مؤتمر لها بالحراش، تحت إشراف الشيخ عبد الحميد ابن باديس. وبمقتضى هذا المؤتمر أسست الفيدرالية الجزائرية للكشافة الإسلامية، وتم تعيين القيادة العامة التي أسندت إليها مهمة التربية وتطبيق البرامج. وفي سنة 1944 توسعت الحركة أكثر وتحسنت نوعا وعددا وجلبت العديد من الشبان مما لفت انتباه الشرطة الفرنسية التي كانت على أتم الاستعداد لتطويقها، وحتى يكون للمنظمة دور فعال وتخدم المجتمع أكثر فكر القادة في توسيع عضوية العنصر النسوي فيها وكان ذلك في ديسمبر1946.وفي جويلية 1948 عقدت المنظمة مؤتمرا آخر وجاء ذلك بعد حوادث 8 ماي 1945، التي زعزعت التنظيم الكشفي عبر كافة التراب الوطني، كون كل الأفواج وقادتهم وبكونهم ينتمون إلى الحركة الوطنية كانوا في مقدمة المظاهرات السلمية التي واجهتها فرنسا بكل وحشية وقمع.واستمر النشاط الكشفي خلال الثورة المسلّحة وفتح لها أبواب واسعة خاصة في استعمال مقرات الحركة كملاجئ ومستشفيات سرية ومخابئ للذخيرة والأدوية وقد أثبت الكشاف الشاب وجوده وقام بدوره على أحسن وجه كفدائي ومسبل. وبعد الاستقلال في سنة 1963، عقدت الكشافة مؤتمرها الذي سمي بمؤتمر ”الوحدة ” تحت راية المنظمة الأم فكان لقاء حاسما بين الأشقاء ولكل التيارات داخل وخارج الوطن. وفي المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير تم توحيد الشباب بانضمام الكشافة التي أصبحت بموجبه منظمة جماهيرية وتم تنظيم مؤتمر الانبعاث للكشافة الذي جاء بعد الإعلان عن دستور فيفري 1989، تلاه بعد ذلك مؤتمر الاستقلالية في فيفري 1990، ضم الإطارات الكشفية التي كانت تحت لواء الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، وقد أصبحت الكشافة بموجب هذا المؤتمر منظمة مستقلة.