يتفرغ البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي في شهر رمضان من كل سنة إلى تأليف كتاب حول موضوع طبي أو صحي، وهي عادة دأب عليها منذ 25 سنة، حيث ينهي آخر سطور مؤلفه مع نهاية شهر الصيام وذلك بالنظر إلى الوقت الذي يتوفر له، لهذا يقول "انتظر هذا الشهر بفارغ الصبر لأني أشعر أني أقدم فيه شيئا إيجابيا". ولمزيد من التفاصيل حول يومياته ندعوكم لقراءة هذه الأسطر في هذه القعدة". يقول السيد خياطي إنه يشعر أن لديه متسعا كبيرا من وقت الفراغ في شهر رمضان، لأن المولى عز وجل يجعل فيه بركة كبيرة، من أجل هذا يتفرغ للكتابة في الفترة المسائية، مرجعا سبب نفور البعض من هذا الشهر إلى مشكلة النعاس ويقول: "إذا تمكن الناس من محاربة هذه الظاهرة، أصبح الصيام بالنسبة لهم أمرا ممتعا، وعلى العموم المطلوب هو 7 ساعات من النوم تكون كافية لاستعادة النشاط، وبما أننا نصوم في موسم الصيف، فإن الفترة المسائية كافية لأن يأخذ فيها الفرد قيلولة يستعيد بها نشاطه". يبدأ مصطفى خياطي يومه باكرا حيث يلتحق بمقر عمله لآداء مهامه، وبالتالي لا مجال لأن يشعر مطلقا بالقلق، إذ ينشغل صباحا بالعمل، وفي الفترة المسائية يتفرغ للكتابة حول موضوع صحي ويعتبر شهر رمضان من أروع أشهر السنة. وعلى خلاف من يصيبهم "وحم الصيام" فيزاحمون زوجاتهم بالمطبخ لاقتراح بعض الأكلات، يقول محدثنا" ليس لدي اهتمامات بالمطبخ، وأكتفي على مائدة الإفطار بتذوق طبق الحريرة والسلطة لأشعر بعدها بالشبع، خاصة أن الشراهة على الأكل تقل في الصيف". يخصص مصطفى خياطي حيّزا كبيرا من الوقت للجانب الروحي، ويواظب على صلاة التراويح التي يعتبرها ميزة خاصة بشهر رمضان، أما فيما يخص السهرات فلا يعتبر من محبي السهر ليلا، حيث يميل إلى البقاء في المنزل رفقة أفراد أسرته. وفي رده عن سؤالنا حول نوعية البرامج التي يتابعها في شهر الصيام ، أكد أنه لا يعتبر نفسه من متتبعي البرامج التلفزيونية ويفضل بعد الرجوع من صلاة التراويح مواصلة الكتابة. أكثر ما يزعج محدثنا في رمضان ويشعره بالأسف هو تراجع الجانب الأخلاقي والإيماني الذي يأخذ صورا مختلفة كتبادل الشتائم والسباب، ضاربين حرمة الشهر الفضيل عرض الحائط، وهو ما يلاحظه عند نزوله إلى السوق حيث يرى بأن هذا الأخير يعكس ما يجري في المجتمع. وفي كلمتين، يصف البروفيسور مصطفى خياطي رمضان بشهر الرحمة والمغفرة والرجوع إلى ما هو مهم كقراءة كتب الفقه، والسنة والقرآن، والابتعاد عن بعض الأمور التي تذهب حلاوة الشهر الفضيل.