اكتشفت مؤخرا بالمكان المسمى صخرة الجير على مقربة من قرية بلحنجير (80 كلم جنوب ولاية النعامة)، مغارة تحتوي على أشكال مجسمات بلورية تشبه الصواعد والنوازل المكتشفة في الكهوف والمغارات المنتشرة بعدد من ولايات الوطن، حسب باحث جامعي ينشط في مجال البيئة. وفسر الباحث عبد الصمد دردوري، من المركز الجامعي بالنعامة، تشكل الصواعد والنوازل بهذه المغارة المكتشفة حديثا من قبل عمال محجرة لاستخراج الحصى، بترسبات المياه الجوفية التي تتدلى من سقف المغارة مشكلة مجسمات ذات طبيعة كلسية، حيث تتبخر قطرات الماء النازلة من السقف جزئيا وتترسب كربونات الكالسيوم المبلورة على الصخور قبل أن تتطور هذه الصواعد والنوازل ببطء شديد للغاية على مدار سنوات طويلة. وأكد أنه من الضروري الاستعجال في إطلاق الدراسات العلمية الأولية لمواقع المغارة، للتأكد من وجود كهوف أخرى في المنطقة في المستويات السفلية أو المجاورة لها، وكذلك دراسة مياه الينابيع الموجودة في المغارة لتحديد الخصائص الطبيعية ونوعية تركيب العناصر الكيميائية والفيزيائية للمياه لتحديد مؤشرات إضافية لفوائدها العلاجية. وحذّر ذات المتحدث من استمرار تعرض المغارة للعبث والانهيارات جراء الإهمال الذي تتعرض له بسبب أشغال الحفر، مما يتطلب تحويل موقع المحجرة المحاذية لهذا المعلم البيئي والسياحي. وحسب سكان محليين ممن جلب هذا الموقع اهتمامهم وفضولهم وتمكنوا من زيارته، فأنه يوجد بداخل المغارة فضاء واسع الأرجاء ذو حرارة ثابتة لا تتجاوز 13 درجة، وما يزيد المكان روعة وجمالا المجسمات البلورية المخروطية الشكل بامتدادها البديع من أعلى الكهف ونحو الأسفل، في شكل أعمدة كلسية وأخرى بألوان وأحجام مختلفة. وأشار بعضهم إلى أن هذا الموقع لم يحظ بعد بزيارة من طرف الجهات المختصة في حماية الآثار، مما جعله عرضة للإهمال خاصة وأن أشغال الحفر بالمحجرة القريبة منه لا زالت متواصلة إلى حد الآن. وأعربوا عن أملهم في أن يحظى هذا الموقع الطبيعي بدراسات من طرف الجيولوجيين ويلقى إلتفاتة من طرف القطاعات المعنية ليتم حمايته من الاندثار وتحويله إلى مقصد سياحي.