تتفنن النساء الخنشليات في التحضير لاستقبال الضيف العزيز »شهر رمضان المبارك« حيث تستعدن قبل ذلك بأسابيع من خلال تغيير ديكور المنزل، بشراء الأوانى الفخارية من قدور، صحون وطواجين وتحديد كل ما تحتاجه المائدة الرمضانية فيقصدن في الأيام الأخيرة من حلول شهر شعبان الأسواق الشعبية بالمدينة ومختلف المحلات المختصة لأقتناء أجود البهارات والتوابل دون كلل أو ملل خاصة وأن هذه المواد تشد بروائحها المارة على بعد عدة أمتار، وأهم هذه التوابل والمواد تلك المتعلقة بتحضير الطبق الرئيسي للمائدة الخنشلية في شهر رمضان المعروف باسم الشربة »فريك« أو الجاري »وهي الحرور رأس الحانوت الكروية وحشاوش المروك كما تسمينها وهي ذات النكهة الخاصة تضعها النساء في قدر الفخار أو ما يسمى »بالبرمة« عند الخناشلة في آخر لحظة من مراحل التحضير. بالإضافة الى الطبق الرئيسي، تتفنن النساء في تحضير طبق ا لبوراك العنابي الذي لاتستطيع العديد من العائلات الإستغناء عنه نظرا لذوقه الرفيع والمواد المكونة له، ولما لها من فوائد صحية كالبيض، اللحم المفروم، الجبن، الزيتون بأنواعه إضافة الى أشكاله المتنوعة من مستطيلات، مربعات ومثلثات، فالمائدة الخنشلية لا تقتصر على هذين الطبقين بل تتعداه الى طبق »الطجين الحلو« خاصة في اليوم الأول التي تدعو من خلاله النساء الله ليجعل كل أيام الجزائريين »حلوة« ومباركة هذا دون أن ننسى الحضور المميز »للمطلوع« أو الكسرة وفي بعض الأحيان الرخسيس بالسانوج الذي يزين الموائد الى جانب التمر والزلابية، السلائط المتنوعة وأنواع العصير والمشروبات، أما الأطفال الذين يصومون عن الأكل طول النهار لأول مرة فالعادة تقضي أن يفطروا علي مادة التمر والحليب في كأس مذهبة تعبيرا عن قدسية العمل الذي قاموا به في هذا الشهر العظيم.