فقد تم أمس، بولاية الجزائر، ترحيل قرابة 470 رعية إفريقية من دولة النيجر، دخلوا التراب الوطني بطرق غير شرعية، وكانوا منتشرين بمختلف بلديات العاصمة، وقد انطلقت العملية التي أشرفت عليها مصالح الهلال الأحمر الجزائري، بالتنسيق مع مصالح الصحة، الحماية المدنية والأمن، من مركز نشاطات الشباب بزرالدة، في جو ساده التنظيم المحكم. توجهت صباح أمس، 12 حافلة على متنها 469 رعية نيجرية وثلاث شاحنات محمّلة بالمؤونة، نحو مركز الإيواء بمدينة تمنراست بأقصى جنوب البلاد، لتحويل هؤلاء الأفارقة إلى بلدهم الأصلي، حيث كانوا يعيشون حالة تشرد صعبة، وتدخل هذه العملية في إطار الاتفاق المبرم مع دولة النيجر، التي طلبت من الحكومة الجزائرية إعادة تحويل رعاياها لحمايتهم وحفظ كرامتهم. وحسب الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري، السيد عبد الرحمان عيادي، فإن هذه العملية تدخل في صميم العمل التضامني، وأن هيئته حاضرة دائمة في مثل هذه المبادرات الإنسانية، بإطاراتها الذين يقدمون خدماتهم لهؤلاء الضيوف دون تمييز عرقي، مشيرا إلى أن التواصل مع بعض الأفارقة صعب، خاصة وأن أغلبهم لا يتكلمون العربية ولا حتى لغة أجنبية أخرى، لكن الهلال يقوم بمجهوداته في تحسين الخدمات لضمان نجاح عملية التحويل. كما أفاد المصدر، أن عملية تجميع الرعايا النيجريين على اختلاف أعمارهم (شبان، نساء وأطفال) من مختلف بلديات العاصمة استغرقت يومين كاملين، بالتعاون مع مصالح الشرطة والدرك الوطنيين، وتم إيواؤهم بمركز نشاطات الشباب بزرالدة، وأن القافلة تتوقف بحاسي الفحل بغرداية، لتواصل سفرها نحو تمنراست خلال ثلاثة أيام، مضيفا أن المرحلين يرافقهم نفسانيون وأطباء تابعون للهلال. وقد التقت "المساء" بعض الأفارقة المرحلين، وكانت علامات عدم الرغبة في المغادرة بادية على وجوههم، رغم أنهم يعيشون وضعية صحية وإيوائية غير مريحة، وقد ذكر لنا أحدهم أنه كان منذ أشهر بالعاصمة يعيش على صدقات المحسنين، ولم يستطع التعبير عما يختلج في نفسه، لكنه أشار إلى أنه يرغب في العمل والاستقرار في الجزائر.للإشارة فقد نفذت مصالح الهلال الأحمر في نوفمبر من العام الماضي، نفس العملية التي ضمت 700 رعية من مختلف البلدان الإفريقية، تم إجلاؤهم إلى بلدانهم الأصلية.