انطلقت، أمس، ثاني قافلة إنسانية والتي تقل النجريين المقيمين بصورة غير شرعية بالجزائر في رحلة العودة إلى بلدهم إثر طلب حكومة النيجر ذلك. وتضم القافلة 324 نيجريا تم إيصالهم أول أمس إلى مراكز الاستقبال بتمنراست على متن تسع حافلات تكفلت بنقلهم إلى تمنراست بأقصى جنوب البلاد قادمة من الجزائر العاصمة ووجدوا في استقبالهم إلى جانب والي ولاية تمنراست محمود جامع، القنصل العام للنيجر بتمنراست محمد بوبكر. وفور وصول الرعايا النيجريين إلى تمنراست تم توزيعهم على الشاليهات في مركز العبور مع تمكينهم من وجبات وأغطية، قبل أن يشدوا الرحال اليوم الأحد نحو عين ڤزام أين سيخضعون للمراقبة الطبية والتحقق من هويتهم لدى القنصلية النيجرية ومن ثم إلى موطنهم الأصلي. وعبر الرعايا النيجريون عن سعادتهم لعودتهم إلى بلدهم الأصلي، كما أبدوا ارتياحهم لظروف التنقل الذي دام 40 ساعة من العاصمة إلى تمنراست. وتم تخصيص حافلات مريحة وحظي المسافرون بمرافقة أطباء ومختصين نفسيين وتأطير للهلال الأحمر الجزائري إلى غاية مركز الاستقبال بتمنراست. وكشفت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن العملية تم مراعاة الجانب الإنساني فيها من خلال توفير جميع شروط الراحة داخل حافلات النقل والمراكز ال56 التي تم توفيرها للغرض على مستوى 40 ولاية ، مشيرة إلى أن تمت مراعاة الجانب الصحي في عملية الترحيل حيث تقرر نقل كل رعية نيجرية جوا ممن لا يستطيع التنقل برا . وأضافت أن الهلال الأحمر الجزائري اتخذ البعد الإنساني في عملية الترحيل من خلال العمل على توفير ما يحفز هؤلاء الرعايا على الاستقرار ببلادهم، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر الجزائري يقوم منذ أربعة أشهر بتحسيس شركائه الأوربيين من الصليب الأحمر والمنظمات التابعة للأمم المتحدة من أجل إقناعهم بتمويل مشاريع مصغرة بشكل يسمح لهؤلاء الرعايا وغيرهم ببدء مشاريع تسمح لهم بالإستقرار ببلادهم والحصول على الإطار المعيشي المناسب هناك. وكان وزير الدولة ووزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز قد أكد أن الجزائر تعالج بطريقة إنسانية ملف الرعايا النيجريين، مشيرا إلى ترحيل نيجريين إلى مدنهم الأصلية طبقا للإجراءات المقررة مع السلطات النيجرية. وقال الوزير أن أعراف وتقاليد الجزائر لا تسمح لها بترحيل هؤلاء الأشخاص بالقوة ، مضيفا أن أغلبية المهاجرين الأفارقة في الجزائر نيجريين وقد تم الاتفاق على ترحيلهم بطلب من حكومة بلدهم .