تعود جذور وعادات وتقاليد وسلوكيات أهل تلمسان في رمضان إلى قرون خلت كانت فيها تلمسان عاصمة للمغرب الأوسط في عهد الزيانيين. ويروي الشيخ عمر الديب من تلمسان ودارس لكتب التاريخ أن عادة تجفيف الفواكه والعجائن تعود إلى الفترة الممتدة بين 1299م و1307م، حيث تعرضت المدينة لحصار من الجيش المريني وبعدها الحصار العثماني، وكان ملوك بني زياني ومعهم الأهالي يقيمون احتفالات كبيرة خلف أسوار الحصار للاحتفاء بالامراء في أولى أيام رمضان ويتم على إثرها تبادل الاطعمة على قلتها وبساطتها، وتعلم السكان أيضا استغلال أوراق الأشجار والحشائش وبعدها أقدموا على تجفيف العنب والبرقوق استعدادا لشهر رمضان، وكان الاستعداد لرمضان يتم حسب الفصل الذي يحل فيه الشهر الفضيل بإعداد مأكولات مختلفة مثل الدريميمات التي تشبه "الخفاف" أو السفنج، وكان التلمسانيون بارعون في تجفيف العجائن لصناعة المخبوزات والثريد وهو عجين رقيق يحضر مصحوبا باللحم. وكانت المئذنة هي التي ترفع ذكر الله كإشارة للإفطار، وكان العلماء يحيون أيام الشهر الفضيل بختم القرآن ودراسة الطب والجبر والهندسة والسيرة النبوية وتشجيع الصغار على الصيام".