يواجه المنتخب الوطني لكرة القدم اليوم بداية من الساعة 19:15، مصيره في ملعب مصطفى تشاكر، باستقباله منتخب تنزانيا في لقاء العودة من الدور التمهيدي الثاني المؤهل لتصفيات كأس العالم 2018 بروسيا. وسيلعب "الخضر" آخر ورقة لهم بنية تحقيق التأهل، الذي يتطلب إجراء ألف حساب للفريق الخصم، بعد أن كاد يهين الخضر في بلده تنزانيا، وكان أحسن من التشكيلة الوطنية، التي أنقذت الموقف في الدقائق الأخيرة من مباراة يوم السبت الماضي بدار السلام، لتتعادل بهدفين مقابل اثنين. كيف سيلعب الفريق الوطني اليوم؟ وكيف سيكون رد فعل رفقاء سليماني في ملعب مصطفى تشاكر؟ وهل سيتأهل أخيرا الفريق الجزائري الذي أمد "السوسبانس" رغم أن فريقا مثل تنزانيا لا يملك إمكانيات "الخضر" ولا مستواه؟ هذه الأسئلة لن نحصل على الإجابة عليها سوى بعد نهاية 90 دقيقة من المباراة؛ فالخضر سيلعبون على أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وأمام أنصارهم بعد أن هربوا من ملعب 5 جويلية، الذي تحججوا فيه بالضغط الممارَس عليهم، وبالتالي لن تكون لديهم أية حجة أخرى بعد اليوم، من أجل الظهور بوجه مغاير للذي ظهروا به ضد غينياوالسنغال، وأخيرا ضد تنزانيا، فنتيجة التعادل في دار السلام ليست مطمئنة، خاصة بالمستوى الكبير الذي أظهره التنزانيون في المباراة الماضية، والذي كاد أن يقصف مهاجموه شباك الفريق الوطني بعدة أهداف.وسابق المدرب الفرنسي للفريق الوطني كريستيان غوركوف الزمن، من أجل أن يسترجع لاعبوه بسرعة، بعد أن لعبوا لقاء الذهاب في دار السلام يوم السبت الماضي فقط، حيث كانت عودة رفقاء ماندي يوم الأحد على الساعة الرابعة صباحا، وأجروا حصة استرخاء في المساء في مركز سيدي موسى، كما أجروا آخر حصة تدريبية أمس في نفس المركز، فقد برمج الطاقم الفني حصة تدليك العضلات حتى يكون الاسترجاع سريعا، في حين يخشى الناخب الوطني من الإصابات العضلية التي قد يتعرض لها اللاعبون، بسبب الإرهاق الذي من شأنه أن يؤثر عليهم بمناسبة مباراة اليوم، بسبب السفر ذهابا وإيابا إلى ومن تنزانيا، إضافة إلى لعب المباراة في ظروف قال عنها المدرب إنها كانت صعبة. وحتى لا يقع الطاقم الفني في فخ الإرهاق، فإنه سيُجري بعض التغييرات على التشكيلة التي ستخوض لقاء اليوم، من خلال الإشراك شبه الأكيد للعائدين إلى "الخضر"؛ براهيمي وبودبوز، اللذين لم يلعبا اللقاء الماضي، واللذين سيكون لعودتهما الأثر الإيجابي على التشكيلة الوطنية، في حين أن الأخطاء التي ارتُكبت في محور الدفاع في مباراة الذهاب ضد تنزانيا، تتطلب إعادة النظر في هذا المنصب، فالثنائي ماندي ومجاني لم يكونا في المستوى في المباراة الماضية، وكانا سببا في تلقّي الهدفين في الشوط الأول، كما سيكون غوركوف مطالَبا بإقحام العناصر الأحسن من ناحية اللياقة البدنية، فالإصابات التي يعاني منها الفريق الوطني رغم عودة براهيمي وبودبوز، تجعل غوركوف يبحث عن أحسن الحلول، ليخرج منتصرا في مباراة اليوم. "الخضر" لم يتدربوا بملعب تشاكر في البليدة أجرى المنتخب الوطني لكرة القدم أمس الإثنين، آخر حصة تدريبية له بالمركز الفني الوطني بسيدي موسى؛ استعدادا لمباراته أمام تنزانيا اليوم، ولن يخوض أي حصة بملعب تشاكر الذي سيحتضن هذا اللقاء، ضمن إياب الدور الثاني للتصفيات المؤهلة إلى مونديال 2018 بروسيا. وحسبما أورده موقع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف)، فإن هذا القرار يأتي حفاظا على أرضية الميدان، التي عرفت عملية إعادة التهيئة. غير أن ملعب تشاكر احتضن حصة تدريبية وحيدة وهي للمنتخب التنزاني أمس، في نفس توقيت المباراة، مثلما تنص عليه قوانين الاتحادية الدولية (فيفا). وعاد الخضر مباشرة إلى أرض الوطن عبر طائرة خاصة، بعد انتهاء مقابلتهم أمام تنزانيا (2-2) يوم السبت ضمن لقاء الذهاب. كما أجروا حصة استرخاء بالمركز الفني الوطني بسيدي موسى؛ تكملة للتربص الذي انطلق منذ 8 نوفمبر الفارط. وتعرف التشكيلة الوطنية عودة كل من ياسين براهيمي لاعب نادي بورتو البرتغالي، ورياض بودبوز لاعب مونبولييه الفرنسي، بعدما غابا عن لقاء الذهاب بسبب الإصابة. غوركوف سيعيش أطول 90 دقيقة له اليوم بقدر ما ستكون مباراة اليوم ضد المنتخب التنزاني مصيرية بالنسبة للمنتخب الوطني ككل، ستكون كذلك للمدرب الفرنسي للخضر كريستيان غوركوف الذي سيلعب ربما آخر مباراة له مع المنتخب الوطني إن لم يستطع قيادة تشكيلته للتأهل إلى تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا؛ فالمنتخب الوطني الذي انتُقد كثيرا في اللقاءات الماضية لن يكون في وضعية مريحة اليوم، وكل الضغط سيكون عليه؛ لأنه سيكون مطالَبا بأن يؤهل المنتخب الوطني، ومصيره سيكون بين يديه؛ لأنه في حال العكس قد يخرج غوركوف من الجزائر من الباب الضيّق، وربما بوابل من الانتقادات الأخرى، التي من شأنها أن تؤثر عليه من الناحية النفسية وحتى المهنية، سيما إن عجز عن تحقيق الفوز أمام منتخب تنزانيا، الذي يحتل المرتبة 108 عالميا، والفرق شاسع بينه وبين الجزائر من ناحية الإمكانيات والصيت والنجومية والعالمية. ال 90 دقيقة لمباراة اليوم ضد منتخب تنزانيا ستكون الأطول في حياة المدرب الفرنسي، الذي تراجع، على ما يبدو، في قرار مغادرته بعد مباراة الذهاب يوم السبت الماضي ضد منتخب تنزانيا، كما أنه لقي الدعم من قبل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الذي هنّأه بعد نهاية مباراة تنزانيا. وقال بأنه أحسن في تسييره للمباراة، سيما بعد أن كان الفريق منهزما بهدفين مقابل صفر في الشوط الأول من اللقاء. ويبدو أن الأمور عادت إلى نصابها بين المدرب والرئيس، الذي سبق له وأن انتقد الفرنسي، عندما صرح هذا الأخير بأنه سيغادر المنتخب بعد شهر، وهذا عقب اللقاء الودي الماضي ضد السنغال. ومهما يكن فإن الفوز والتأهل اليوم سينقذان المدرب كريستيان غوركوف من مقصلة الإقالة؛ لأنه يملك عقدا ينص على تحقيق الأهداف ببلوغ نهائيات كأس العالم القادمة، غير أنه رغم نجاحه اليوم ضد تنزانيا إلا أن الثمن الذي سيبقيه على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني، سيكون غاليا؛ لأن عليه أن يقبل العديد من القرارات الصادرة عن رئاسة الفاف، وهي قبول مرافق له في العارضة الفنية للفريق الوطني، تختاره الاتحادية، وهذا يعني أنه لن تكون له حرية التصرف مستقبلا، كما عليه أن يرضخ ويقبل الانتقادات الموجهة له من دون أي تعليق، وهذا ما سيكون خناقا مفروضا على غوركوف في المستقبل، خاصة أن هناك أطرافا محيطة به في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تضغط من أجل تنحيته، والأكيد أنها لن يهدأ لها بال حتى تراه يحزم حقائبه. عودة براهيمي وبودبوز تمنح غوركوف حلولا إضافية اندمج اللاعبان ياسين براهيمي ورياض بودبوز أول أمس الأحد، في صفوف المنتخب الوطني، الذي يتربص حاليا بالمركز التقني لسيدي موسى، بعد تعافيهما من الإصابة، حسبما أكدت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على موقعها الرسمي. ويملك اللاعبان حظوظا كبيرة للمشاركة في مباراة اليوم أمام تنزانيا، في إياب الدور الثاني من تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، بعدما تم تسريحهما الأسبوع الفارط لعلاج إصابتهما في عيادة فريقهما بورتو البرتغالي ومونبولييه الفرنسي على التوالي، وغابا، بالتالي، عن لقاء الذهاب (2-2) السبت المنصرم بدار السلام. بالمقابل، لم يعد بعد المدافع جمال مصباح الذي سُرح هو الآخر للعلاج من إصابته مع فريقه الإيطالي سمبدوريا، ويتجه نحو تضييع موعد اليوم. وكان المدرب الوطني الفرنسي كريستيان غوركوف، قد أبدى سروره بعودة براهيمي وبودبوز إلى التشكيلة الجزائرية؛ تحسبا لمقابلة الإياب ضد تنزانيا، سيما أنه كان محروما من خدمات صانع ألعاب حقيقي في اللقاء الأول الذي غاب عنه كذلك لاعب فالنسيا الإسباني سفيان فغولي، بداعي الإصابة أيضا. وستمنح عودة هذا الثنائي الهجومي حلولا إضافية للتقني الفرنسي، الذي ضبط تشكيلة الخضر الأساسية التي سيخوض بها مباراة هذه الأمسية ضد منتخب تنزانيا، حيث ستكون القاطرة الأمامية مدعومة بلاعبين مميزين من طينة براهيمي وبودبوز، اللذين كان غيابهما واضحا في لقاء الذهاب؛ إذ عانى هجوم الخضر كثيرا ضد منتخب تنزانيا في لقاء الذهاب بدرا السلام، وافتقرت التشكيلة الوطنية حينها لصانع ألعاب حقيقي ومحرك للفريق؛ الأمر الذي أثر على أدائها فوق الميدان.