اصطدمت آمال اليمنيين لحل الازمة في البلاد وإسترجاع نوعا من الامن والاستقرار سيما في شهر رمضان, بفشل أول مشاورات بين أطراف النزاع التي إحتضنتها على مدى أيام عدة العاصمة السويسرية جنيف لتفسح المجال مجددا لأن تكون الغارات الجوية والاشتباكات الداخلية سيدة الموقف في هذا البلد الفقير الذي زادت معاناته أزمة أنسانية خانقة تهدد بكارثة محتملة في البلاد. وإنتهت يوم أمس المشاورات في جنيف تحت مظلة الاممالمتحدة بإخفاق الاطراف اليمنية من بلوغ إتفاق موحد يضع حدا للأزمة أو يصل الى هدنة إنسانية لإغاثة العالقين واللاجئين اليمنيين الذين يعانون اليوم من ازمة انسانية حادة حيث واصلت اليوم طائرات التحالف بقيادة السعودية قصف مواقع تابعة للحوثيين وقوات الجيش اليمني المتحالفة معهم. وقالت وسائل إعلام تابعة للحركة الحوثية إن 25 شخصا قتلوا جراء غارات شنها التحالف الذي تقوده السعودية الجمعة على مناطق عدة في اليمن. ونقلت المصادر عن سكان في صنعاء قولهم إنهم سمعوا قصف ثلاث غارات جوية على معسكر السودا حنوب صنعاء حيث مقر قوات الحرس الجمهوري المتحالفة مع الحوثيين. وأفادت تقارير بشن ثلاث غارات جوية على منطقة خولان جنوب شرقي صنعاء وست غارات جوية على معسكر اللواء 115 بمنطقة الحزم في محافظة الجوف وثلاثة مواقع للمسلحين الحوثيين على مشارف مدينة عدنجنوبي اليمن. تبادل الإتهامات بين الحكومة و الحوثيين حول فشل المشاورات ذهبت كل جهة في اليمن الى تحميل الطرف الآخر مسؤولية فشل مسار السلام في البلاد كما دعت جماعة انصار الله الحوثي الى وقف الغارات قبل التشاور. وحملت الحكومة اليمنية على لسان وزير خارجيتها رياض ياسين الحوثيين مسؤولية عدم التوصل إلى إتفاق حيث قال ياسين إن الجهود ستستمر للتوصل إلى حل سياسي للنزاع لكنه أضاف أنه لم يحدد موعد بدء جولة جديدة من المحادثات. ورد رئيس وفد الحوثيين وحلفائهم حمزة الحوثي بإلقاء اللوم على السعودية في إفشال التوصل إلى إتفاق غير أنه استطرد قائلا "لا يمكننا القول أن مؤتمر جنيف "فشل لكنه كان خطوة أولى وكانت هناك أعمال عرقلة واضحة ومنتظمة استهدفت أن لا يخرج عن هذا المؤتمر نتائج ملموسة". وقد أصر وفد الحكومة التي يرأسها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على انسحاب الحوثيين من معظم المناطق التي يسيطرون عليها منذ سبتمبر واحتج على أن وفد الحوثيين أكثر من ضعف العدد المتفق عليه. كما طالب الحوثيون بإيقاف الغارات الجوية قبل الاتفاق على أي وقف لإطلاق النار. مشاورات جنيف بداية لاتفاق محتمل بين الاطراف المتصارعة لم تبد منظمة الأممالمتحدةوواشنطن "خيبة امل كبيرة" لعدم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وإعتبروا المشاورات خطوة جديدة ومفيدة تعبر عن استعداد الاطراف المتصارعة الى ايجاد ارضية للاتفاق. وفي هذا الشأن قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد "لمسنا في المحادثات تعاملا ايجابيا من كل الأطراف ونحن متأكدون أنه من الممكن البناء على هذه الروح الإيجابية في المشاورات المقبلة". وأوضح أحمد "لم يكن هناك أي شكل من الاتفاق لأن الأطراف بقت على مواقف متباعدة فيما يتعلق بالاتفاق الأصلي لكننا حصلنا على اقتراحات من كافة الأطراف نستطيع التأسيس عليها في الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاق نهائي". وأشار أحمد إلى أنه سيغادر جنيف متوجها إلى نيويورك ليرفع تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ولإحاطة مجلس الأمن بما تم في المحادثات كما سيطلب من أعضاء مجلس الأمن المو افقة على خططه لنشر مراقبين مدنيين على الأرض في اليمن في حال التوصل إلى اتفاق. أما واشنطن فقد وصفت على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيري محادثات السلام اليمنية في جنيف بأنها "بداية مفيدة" متوقعة لها أن تكون عملية طويلة. وقد أودى الصراع في اليمن بحياة أكثر من 2600 شخص منذ بدء التحالف الذي تقوده السعودية غاراته الجوية في 26 مارس بهدف منع الحوثيين وقوات الجيش المتحالفة معهم من بسط سيطرتهم على اليمن واعادة الرئيس هادي الذي فر الى السعودية إلى منصبه.