حقق المنتخب الوطني لكرة القدم، لأقل من 23 سنة، حلم التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو، ليجدد العهد مع الألعاب الاولمبية بعد غياب دام 36 سنة، موازاة مع التأهل إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم بعد فوزه على جنوب إفريقيا بنتيجة 2-0 (الشوط الأول 1-0) في اللقاء نصف النهائي الذي جمعهما مساء أمس بداكار. واستغلت عناصر المنتخب الجزائري ثاني فرصة سانحة لها بفضل قلب الهجوم أسامة درفلو الذي أحسن التعامل مع الكرة التي تسلمها من 50 مترا في العمق من عبد الرؤوف بن غيت فاتحا باب التسجيل في الدقيقة الثامنة. قبل ذلك، كاد فرحات أن يسبقه بفضل قذفة قذفه جانبت إطار مرمى حارس جنوب إفريقيا. وبعد ربع ساعة لعب حاول لاعب وسط الميدان بن خامسة مصاعفة النتيجة بقذفة تصدى لها بأعجوبة الحارس جودي فبروراري. وجاء رد أشبال أوان جواو دا غاما في الدقيقة ال17 بواسطة قلب هجوم المنتخب موتوبا الذي كاد يعدل النتيجة لو أحسن استغلال الكرة التي وصلته بعد العمل الجيد داخل منطقة العمليات من زميله رياض نورالدين. واستمرت السيطرة الجزائرية بالاستحواذ على الكرة وحسن انتشار اللاعبين مع تكتل جيد في الدفاع مع تضييع فرص أخرى، كتلك التي سنحت لدراوي في منطقة العمليات لولا تدخل مدافع منتخب جنوب إفريقيا في اللحظة الأخيرة. بالمقابل، حاول "البافانا بافانا" مباغتة الدفاع الجزائري وحارسه عبد القادر صالحي في العديد من المرات لكن دون جدوى إلى غاية انتهاء الشوط الأول بنتيجة (1-0). ومع انطلاق المرحلة الثانية، ظهرت نية العناصر الجزائرية في مواصلة السيطرة لإضافة أهداف أخرى للمرور إلى اللقاء النهائي الذي يضمن لهم تأشيرة المشاركة في الألعاب الاولمبية القادمة بريو دي جانيرو. ومكنت هذه الإرادة والعزيمة المنتخب من إضافة هدف ثان في الدقيقة ال49 بفضل محمد بن خماسة عن طريق تسديدة محكمة أرضية من بعد 25 مترا لم تترك أية فرصة للحارس فبروراري للتصدي لها. ودفع هذا الهدف اللاعبين الجزائريين للعب بأكثر أريحية والاستحواذ لأطول فترة ممكنة علي الكرة مع تمريرات بينهم قصد استنفاد الوقت المتبقي من المباراة. وكان أشبال المدرب السويسري أوندري بيار شومان قد قلبوا كل التكهنات بالمرور أولا إلى ربع النهائي في فوج ‘'صعب جدا'' حسب الملاحظين، ضم إلى جانب نيجيريا منتخبي مالي ومصر اللذين أقصيا في الدور الأول. وبعد ضمان المشاركة في الألعاب الاولمبية بالبرازيل ستكون أنظار العناصر الوطنية موجهة إلى النهائي وحلم التتويج بالكأس الإفريقية أمام نيجيريا المنافس الذي كان ضمن المجموعة (ب) لدورة داكار والذي تعادلوا معه في الدور الأول (0-0). وبعيدا عن كل ضغط، سيلعب "الخضر" بنية المواصلة في الانتصارات وتحقيق، لم لا، إنجاز في تاريخ المنافسة، بالتتويج بكأسها وتدوينها في سجل كرة القدم الجزائرية.