كشف سليمان حاشي مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، أمس بالجزائر العاصمة، أن الموروث الشعبي المعروف باسم "أسبوع المولد" الذي تحتفي به منطقة قرارة بولاية أدرار سنويا بمناسبة المولد النبوي الشريف، صُنّف مؤخرا كإرث عالمي غير مادي لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو. وقال البروفيسور سليمان حاشي، في ندوة صحفية نشّطها بمقر المركز، إن هذا التصنيف من شأنه أن يمنح الرؤية الواضحة للعالم بخصوص التراث غير المادي الذي تزخر به الجزائر، مشيرا إلى أن تصنيف اليونسكو لأي موروث مادي أو غير مادي يمنحه الدعاية والترويج عند أكبر شريحة ممكنة من الناس في العالم، وأن هذا الاستقطاب سيجلب الباحثين والمصورين والسياح؛ ما سيدفع بالاقتصاد المحلي والوطني إلى الأمام. وأضاف ل "المساء" أن هناك مؤسسات مكلفة باستغلال المبادرة لفائدة الاقتصاد الوطني، وذلك بتنظيم برامج سياحية وثقافية وتاريخية، لإعطاء ذلك الموروث وسكان المنطقة الإمكانيات اللازمة لاستغلاله لفائدة الاقتصاد.وأفاد حاشي بأن قبول التصنيف العالمي هو كذلك التزام الدولة بحماية هذا التراث من خلال استقطاب عدد أكبر من السياح، وهي المهمة المنوطة بالسلطات المحلية، وضرب أمثلة عديدة صُنّفت لدى اليونسكو وما فتئت أن أضحت مهرجانات وتظاهرات كبرى.وذكر المتحدث أن ملف أسبوع المولد تم التحضير له منذ 2008، ووُضع على طاولة لجنة التقويم الدولية التابعة لليونسكو في 2011، وتمت الموافقة عليه مؤخرا، وهو الموروث الجزائري السادس الذي سُجل في اليونسكو منذ 2010. من جهته، أكد سليمان أويدن مدير الثقافة لولاية أدرار، أن تصنيف أسبوع المولد بالقرارة جاء بفضل أهلها الذين لم يتوقفوا عن الاحتفال بالمولود النبوي الشريف وبالطقوس التقليدية الموروثة عن أجيال منذ أزمنة بعيدة، ومازال يُحيى هذا الإرث بنفس الشكل والطقوس.وأوضح المتحدث أنه بعد التصنيف يتجلى التزام الوصاية بتثمين الموروث والحفاظ عليه، مؤكدا أن دعم السلطات المحلية سيكون أكثر؛ من خلال توفير مرافق للسياح الذين يرغبون في اكتشاف هذا التراث.