تحولت الوقفة التكريمية للمجاهد الراحل الحاج موسى أخاموخ أمس، إلى مناسبة لإبراز خصال زعيمين ناضلا من أجل قضية واحدة، وتشبّعا بالفكر التحرري بدون أن يلتقيا، وهما الفقيدان حسين آيت احمد الذي ووري الثرى أول أمس، والحاج موسى أخاموخ الذي تم إحياء الذكرى العاشرة لوفاته أمس بمنتدى المجاهد، وبمبادرة من جمعية مشعل الشهيد. وصرح المؤرخ محمد لحسن زغيدي بأنه بوفاة حسين آيت أحمد الذي يُعد آخر القادة التسعة المفجّرين للثورة التحريرية الكبرى وثاني رئيس للقضية الجزائرية الثورية بعد الشهيد محمد بلوزداد، سيتم فتح سجل الذاكرة الوطنية لاسترجاع حياة جديدة لكل الزعماء التاريخيين للثورة التحريرية الكبرى. كما اقترح زغيدي ضرورة الإسراع في إنجاز دراسات وبحوث تاريخية لكتابة تاريخ شامل للجزائر؛ من خلال جمع ما تبقّى من الشهادات ومذكرات المجاهدين، لتكون سجلا للأجيال القادمة؛ قصد الاقتداء بزعماء "جيل نوفمبر"، وهم من وُلدوا بين 1917 و1927، وتشبّعوا بثقافة المواطنة، وتوحّدوا رغم اختلاف انتماءاتهم لتحقيق حلم كل الجزائريين، ألا وهو تحرير كل شبر من التراب الوطني. ولدى استعراض مختلف المحطات التاريخية للمجاهد المرحوم حاج موسى أخاموخ، أشار زغيدي إلى أن الفقيد يُعد رمزا تاريخيا في فترة بناء الدولة الجزائرية بالنظر إلى أفكاره التحررية وتوصياته بضرورة الالتفاف حول فكرة الوحدوية والديمقراطية، خاصة أن التاريخ يشهد له برزانته؛ ما جعله يترأس أول لجنة لثوار منطقة الأهقار، وقام، رفقة أخيه المرحوم باي أخاموخ، بتهيئة الأرضية لقادة جبهة التحرير الوطني، الذين وجدوا صعوبة كبيرة في دخول المنطقة بالنظر إلى صعوبة تضاريسها وكثرة المعارك مع قوات العدو، ليجدوا الأرضية مهيأة لتحتضن النواة الأولى من الثوار. كما تطرق المؤرخ لمحاولات سلطات الاستعمار عزل الجنوب عن الشمال، خاصة بعد اكتشاف البترول سنة 1956، ومنها الزيارة التي نظمها الرئيس الفرنسي شارل ديغول لكل من باي وأخيه موسى أخاموخ رفقة مترجم إلى باريس في 14 جويلية 1961، وتم إيواء أعيان منطقة الأهقار في أفخم الفنادق؛ قصد استدراجهم للقبول بفكرة فرنسا، الرامية إلى تقسيم الجزائر، وجعل الصحراء منطقة فرنسية، ليصطدم ديغول برد الإخوة أخاموخ "لا سلطة ولا تقسيم للجزائر، نعم للجزائر، ولو كانت تحت الاستعمار الفرنسي"، وهو الرد الذي أكد فشل كل مساعي تقسيم الجزائر. ومن بين الأقوال الشهيرة للفقيد: "الهدوء قانون، وكل إنسان يمكنه التعبير عن مكنوناته والمطالبة بحقوقه في إطار منظم". ولما سئل عن حالته الصحية في أواخر أيام عمره رد أخاموخ: "أصبت بمرض في ركبتي بسبب طول فترة جلوسي تحت قبة البرلمان بدون حراك، حتى لا تؤخذ صور إلى قاعة الجلسات بدون أن يكون من يمثل الإنسان التارقي". من جهته، تطرق النائب محمود غمامة لمكانة أخاموخ وسط سكان الأهقار؛ فقد كان يحتل منصب أمين العقال، وشارك، منذ نعومة أظافره، في تحرير المنطقة من قوات الاستعمار، وساهم في عملية تسليح توارق المنطقة إبان الثورة التحريرية. ونُصّب المجاهد "عبد القادر المالي" (عبد العزيز بوتفليقة) على رأس القاعدة الخلفية بمنطقة "غاو"، لتدريب مجاهدي المنطقة.