أكد وزير الاتصال، السيد حميد قرين، أن وزارته عمدت إلى تمديد فترة تسليم بطاقة الصحفي المحترف للسنة الجارية، بهدف السماح بانخراط عدد أكبر من الصحفيين وإعطاء فرصة للناشرين لتسهيل مهمة صحافييهم في الحصول على البطاقة وهذا بتحسين وضعيتهم المهنية والاجتماعية خاصة فيما يتعلق بالتأمين. وكشف وزير الاتصال، أمس، على هامش حضوره للدورة التكوينية التي تمحورت حول "التعرف على وسائل الإعلام وحق المواطن في المعلومة الصحيحة"، عن أن إنشاء مجلس أخلاقيات المهنة للصحافة وسلطة الضبط للصحافة المكتوبة سيتم خلال السنة الجارية بانتخاب 14 صحفيا يمثلون زملائهم في هاتين الهيئتين. وذكر الوزير بتحصل 4000 صحفي على البطاقة وهو عدد اعتبره كافيا للانتقال إلى المراحل اللاحقة لتنظيم المهنة. وبخصوص استفادة دخلاء على المهنة من البطاقة، أوضح قرين أنه لا يملك لحد الآن أدلة على ذلك، وأن اتخذت إجراءات لتطهير المهنة من هؤلاءإن وجدوا.وأوضح، من جهة أخرى، أنه تم تكليف مصالح الوزارة بإجراء تحقيقات في هذا الشأن، وتحديد مسؤولية بعض الناشرين إذا كانا متورطين في هذا التزوير من خلال منح وثائق لغير الصحفيين ليتحصلوا على بطاقة الصحفي المحترف، وأن ذلك يجري بالتنسيق مع وزارة العمل التي أوفدت مفتشين للمؤسسات الإعلامية لكشف هذه التجاوزات.كما رافع قرين عن الصحافة الوطنية وإيجابيتها مستثنيا بعض وسائل الإعلام اتي قال إنها لازالت تبحث عن الإثارة وتوظف الشتم القذف، الأمر الذي سيغيب تدرسجيا بالدورات التكوينية القاعدية المندرجة ضمن برنامج رئيس الجمهورية وتشرف عليها وزارة الاتصال وينشطا مختصون وخبراء إعلاميون وطنيون وأجانب.كما وعد الوزير بالقضاء على نقاط الظل المرتبطة بالتشويش الذي تتعرض له الإذاعات المحلية خاصة بتداخل تردداتها مع إذاعات أجنبية في ديسمبر 2016. وفي رده على سؤال حول مهمة المكلفين بالإعلام على مستوى المؤسسات والإدارات وعدم تجاوبهم مع الصحفيين، أجاب قرين أن المكلف بالإعلام غالبا ما يجد نفسه في موقف حرج إزاء الصحفيين، لأنه في معظم الأوقات لا يملك المعلومة أو لا يكون مخولا له كشفها. وفيما يتعلق بالاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون الرياضيون، قال إنه راجع وزير الشباب والرياضة من أجل اتخاذ التدابير لتسهيل مهمة الصحفيين داخل الملاعب ومع المدربين أو رؤساء الأندية. وكان المدير العام ل"الجمهورية"، بوزيان بن عاشور، في محاضرة قدمها، أمس، خلال الدورة التكوينية للصحفيين والمجتمع المدني بوهران، أكد فيها أن بلوغ الصحفيين مرحلة إعطاء معلومة موثوقة وذات مصداقية للجمهور تعتمد على أساسيات مهنية ركيزتها أخلاقيات المهنة وحرية التعبير ومراعاة حق المتلقي في الحصول على معلومة صحيحة، وهي الأسس التي أوضح أنها يجب أن تتوفر في الصحفي المحترف. وتناول السيد بوزيان بن عاشور في محاضرته حول "التعرف على وسائل الإعلام وحق المواطن في معلومة موثوقة"، عدة نقاط تندرج في إطار الممارسات اليومية للصحفي وتعامله مع مصادر المعلومات وكيفية التأكد من المعلومات الصحيحة والموثوقة. مشيرا إلى ماتواجهه الصحافة اليوم من تحد في ظل لجوء الجمهور إلى وسائل الإعلام الحديثة والمتمثلة في الشبكات الإجتماعية والمواقع الإلكترونية الإخبارية، وهو ما يفرض على الصحفي التحلي بنزاهة أكبر والابتعاد عن كل الضغوطات مهما كان نوعها لإيصال المعلومة الصحيحة للجمهور في إطار توجيه الرأي العام نحو الصالح العام وليس الإثارة والاستعراض الذي تقع فيه هذه الوسائل الحديثة مغتنمة فرصة ارتباط الصحافة التقليدية بالوقت وبفترة النشر التي قد تأخر وصول المعلومة للمتلقي. وعن حرية التعبير والصحافة، قال المحاضر إنها نسبية وليست مطلقة وبالتالي وجب الإعتماد على التزام ضوابط وقواعد سليمة في تناول الخبر. داعيا الصحفيين إلى عدم انتهاج وسائل غير قانونية للحصول على المعلومة لتفادي الوقوع في المغالطات وفقدان ثقة المتلقي وكذا احترام المواطن، موضحا أن أخلاقيات المهنة هي صمام الأمان لمنع التجاوزات والانزلاقات التي قد تضر بالمواطن أكثر مما تنفعه، لأن المواطن في المنظومة الإتصالية للأنترنت هو عنصر فعال وطرف مؤثر في العملية الإعلامية.